أوباما سيطرح مبادرة للتسوية في الشرق الأوسط وسيعلن عنها خلال زيارته للقاهرة

اكدت مصادر إسرائيلية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيطرح مبادرة إقليمية للتسوية في الشرق الأوسط خلال زيارته للقاهرة في الرابع من يونيو/ حزيران المقبل.

 أوباما سيطرح مبادرة للتسوية في الشرق الأوسط وسيعلن عنها خلال زيارته للقاهرة
اكدت مصادر إسرائيلية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيطرح مبادرة إقليمية للتسوية في الشرق الأوسط خلال زيارته للقاهرة في الرابع من يونيو/ حزيران المقبل. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن خطة السلام التي يعتزم بلورتها ستكون كافة الدول العربية «المعتدلة» شريكة فيها.

وكانت مصادر فلسطينية قد تحدثت عن اتصالات مكثفة تدور بين دول محور «الاعتدال» العربي والولايات المتحدة لبلورة خطة سلام إقليمية تعتمد على مبادرة السلام العربية. وذكرت المصادر ان زعماء دول«الاعتدال» العربي يبلورون مبادرة سلام عربية «توضيحية وتعزيزية» للقديمة بناء على طلب امريكي ليعرضها الرئيس المصري حسني مبارك على الرئيس الامريكي باراك اوباما. وقالت ان الملك الاردني عبدالله الثاني الذي التقى اوباما مؤخرا في واشنطن وعد الاخير ببلورة مبادرة سلام عربية توضيحية لبعض نقاط الغامضة التي تعتري المبادرة العربية للسلام التي تبنتها قمة بيروت، وتستجيب المبادرة الجديدة لبعض التحفظات الامريكية والاسرائيلية على المبادرة القديمة.

وذكرت الإذاعة أن وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك، رحب بالمبادرة، وقال: "إنها بداية حوار هام، ولدي انطباع بأن محادثات جدية ستبدأ في المنطقة". وأضاف في حديث إذاعي: "سعدت بالاستماع إلى أن الرئيس الأمريكي يتبنى مبادرة لاتفاق إقليمي".

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قبل فجر اليوم، في حديث مع الصحفيين الإسرائيليين في واشنطن، إن المبادرة «مثيرة للاهتمام» وأعرب عن أمله أن تلقى قبولا عربيا واسعا".
وأضاف: " لمست تفهما كبيرا لدى الرئيس الأمريكي لمواقفنا بأنه في إطار عملية السلام لا يجب أن تكون إسرائيل الطرف الذي يعطي فقط بل أن يأخذ أيضا". وتابع: "نريد الحصول من العالم العربي على مقابل حقيقي، الاعتراف بالعملية وتطبيع العلاقات"

ومن المتوقع أن يعرض أوباما المبادرة في الخطاب الذي سيلقيه في القاهرة في الرابع من يونيو/ حزيران المقبل، وحسب تقديرات مراقبين أمريكيين سيكون ذا أهمية ويشمل رؤية الرئيس لحل الصراع في الشرق الأوسط".

من جانب آخر تحدثت القناة التلفزيونية الإسرائيلية الأولى عن خلافات شديدة ظهرت خلال لقاء أوباما ونتنياهو مع الصحافيين. واشارت الى ان اوباما حض مرتين نتانياهو على التقدم "جديا" على المسار الفلسطيني وذكره بان اسرائيل ملتزمة بخارطة الطريق التي وضعت عام 2003، واوضحت انه خلافا لنتانياهو، فان الرئيس الاميركي يعتبر ان تسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني تتقدم على الملف الايراني طالما انه ينوي مواصلة حواره مع طهران حتى نهاية العام.

من جابنه قال داني أيالون، نائب وزير الخارجية، والسفير السابق في واشنطن، إن أوباما لم يأتي بجديد ولم يقل شيئا لم يقله الرؤساء السابقون: " فمجرد كون الزعيمين اتفقا ألا يتفقا، وخرجا بتصريح مشترك للإعلام، فإن ذلك يشكل قاعدة جيدة للاستمرار".

ووصف وزير الأمن إيهود باراك اللقاء بين نتنياهو وأوباما بأنه بداية حوار هام مع الأمريكيين. وقال إن ما جرى في البيت الأبيض هو حوار حقيقي، سياخذ وقتا ويغطي كافة القضايا".
وعن البرنامج النووي الإيراني، قال باراك خلال زيارة لقيادة المنطقة الوسطى إن «إسرائيل لا تستبعد أي خيار عن الطاولة وننصح الآخرين بأن يحذو حذونا».

وأضاف أنه تحدث هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد لقائه مع أوباما، وأنه «سعيد بأن الرئيس أوباما يعتزم دفع فكرة التسوية الإقليمية الشاملة». وتابع: " أعتقد أنه التوجه الصحيح، والذي يؤمن قادة المنطقة بمن فيهم إسرائيل التي طرحت الفكرة أكثر من مرة، بأنه الطريق الصحيح.

وتابع: "وسعدت بأن الرئيس الأمريكي يدرك أن الموضوع الإيراني هو موضوع جدي. ولكن التحدي ليس فقط كيفية إجراء حوار معهم، بل ما الذي ينبغي القيام به إذا ما اتضح أن الإيرانيين يواصلون السعي الحثيث للتوصل لقدرات نوية عسكرية".

أوباما: حل على أساس الدولتين

وقال الرئيس الأمريكي باراك اوباما عقب لقائه نتانياهو في المكتب البيضاوي يوم أمس "اعتقد انه ليس فقط من مصلحة الفلسطينيين بل ايضا من مصلحة الاسرائيليين والولايات المتحدة والمجتمع الدولي التوصل الى حل على اساس الدولتين".

لكن نتانياهو كان حذرا في الحديث عن فكرة اقامة دولة فلسطينية، مكتفيا بالقول "اريد ان اقول بوضوح اننا لا نريد حكم الفلسطينيين". لكنه وضع عدة شروط، كأن يتم ضمان امن اسرائيل وان يعترف الفلسطينيون باسرائيل كدولة يهودية، وقال "اعتقد عندها انه سيكون بامكاننا التوصل الى ترتيبات يعيش فيها الاسرائيليون والفلسطينيون جنبا الى جنب بكرامة وامن وسلام".

وقال اوباما ان "على الفلسطينيين والاسرائيليين ان يتعاملا بجدية مع التزاماتهم" ازاء الاتفاقات الموقعة مثل خطة خارطة الطريق والتزامات انابوليس التي رعاها جورج بوش نهاية 2007. واضاف "على اسرائيل ان تاخذ قرارات صعبة"مضيفا "علينا ان نحقق تقدما (...) الاستيطان يجب ان يتوقف". وتابع انه ينبغي الاهتمام بالوضع الانساني في قطاع غزة.

واكد نتانياهو من جانبه ان الملف النووي الايراني يوازي في الاهمية بالنسبة له قضية تحقيق السلام مع الفلسطينيين. وابدى نتانياهو قلقا من ان اليد الممدودة التي يقترحها اوباما على ايران ستعطي النظام الاسلامي الوقت لصنع قنبلة نووية.

لكن اوباما طمأن ضيفه الى ان واشنطن تعطي الاولوية لضمان امن اسرائيل، لكنه رفض امام الضغوط الاسرائيلية تحديد جدول زمني للمباحثات مع ايران. وقال اوباما للصحافيين ان ايران في اوج حملة انتخابية استعدادا للانتخابات الرئاسية في حزيران/يونيو المقبل، والوقت حاليا "ليس الوقت المناسب للتفاوض".

وتابع الرئيس الاميركي "اعتقد باننا اذا باشرنا المحادثات (مع ايران) قريبا بعيد الانتخابات الايرانية، سنكون قادرين قبل نهاية السنة على تكوين فكرة معقولة حول ما اذا كنا نتقدم في الاتجاه الصحيح". الا انه اضاف "على كل لن نواصل النقاش الى الابد".

لكن نتانياهو اكد ان "اسرائيل تحتفظ بحق الدفاع عن النفس"، واضاف "المهم ان نلتزم بالا تقوم ايران بتطوير قدراتها النووية العسكرية".



التعليقات