التلفزيون الإيراني يعلن عن مقتل 10 أشخاص وإصابة مئة في مواجهات السبت

الرئيس الامريكي باراك اوباما يحث الحكومة الايرانيةعلى "وقف كل الاعمال العنيفة وغير العادلة ضد شعبها" في حين استمرت الاحتجاجات في ايران إلا أن حدته تراجعت

التلفزيون الإيراني يعلن عن مقتل 10 أشخاص وإصابة مئة في مواجهات السبت
اعلن التلفزيون الرسمي الايراني الاحد ان "اعمال الشغب" التي شهدتها طهران السبت خلال التظاهرات الاحتجاجية، اسفرت عن 10 قتلى 10 واكثر من 100 جريح، محملا مسؤولية هؤلاء القتلى الى "عملاء ارهابيين" لم يسمهم.

وقال التلفزيون ان "وجود عملاء ارهابيين واستخدامهم لاسلحة نارية ومتفجرات كان امرا ملموسا في اعمال الشغب التي جرت امس في (ساحتي) انقلاب وازادي، ما ادى وللاسف بهذه الاضطرابات، التي تحولت الى اعمال شغب، الى ان تسفر عن مقتل عشرة اشخاص وجرح اكثر من مئة".

ولم يذكر التلفزيون مصدر معلوماته.

ولاحقا اكد نائب قائد الشرطة الايرانية احمد رضا رضان للتلفزيون انه "تنفيذا للاوامر، لم تستخدم القوى الامنية اي سلاح لتفريق مثيري الشغب"، محملا مسؤولية الضحايا الى "السوقيين وعملاء منظمة مجاهدي خلق الذي تسللوا" الى صفوف المتظاهرين.



وقد حث الرئيس الامريكي باراك اوباما الحكومة الايرانية يوم السبت على "وقف كل الاعمال العنيفة وغير العادلة ضد شعبها" في حين استمرت الاحتجاجات في ايران على التزوير المزعوم لانتخابات الاسبوع الماضي.
وقال اوباما في بيان "يتعين ان تفهم الحكومة الايرانية ان العالم يراقب. نحن نحزن لكل روح بريئة تزهق."
واضاف "حقوق حرية التجمع والتعبير يجب ان تحترم والولايات المتحدة تقف مع كل اولئك الذين يسعون الي ممارسة هذه الحقوق."
وتأتي اشد تعليقات اوباما حول اجراءات الحكومة الصارمة في ايران في حين قال زعيم المعارضة مير حسين موسوي انه "مستعد للشهادة" وفقا لما ذكره احد حلفائه في قيادة احتجاجات ادت الى صدور تحذيرات من اراقة الدماء من الزعيم الايراني الاعلى اية الله على خامنئي.

ونشرت قوات مكافحة الشغب بكثافة في طهران يوم السبت واطلقت الغاز المسيل للدموع واستخدمت الهراوات ومدافع المياه لتفريق المحتجين على الرغم من ان الحشد الذي قدر بنحو الفين الى ثلاثة الاف محتج كان اقل بكثير من المظاهرات السابقة.

وقال مسؤولون بالبيت الابيض ان اوباما الذي امتنع ثانية عن التعليق مباشرة على السياسة الايرانية او نزاهة الانتخابات المتنازع عليها يتلقى معلومات استخباراتية طوال اليوم حول الموقف في ايران كما يلتقي بكبار مستشاريه.

وقال اوباما "اننا ندعو الحكومة الايرانية الى وقف كل الاعمال العنيفة وغير العادلة ضد شعبها."

وسار اوباما على خيط دقيق الاسبوع الماضي في تعليقاته حول الانتخابات حيث يريد ان يتجنب ان ينظر اليه على انه "يتدخل" في السياسة الايرانية ولكنه يواجه ضغوطا من الجمهوريين لكي يكون مدافعا اقوى عن اولئك الذين يحتجون على الانتخابات التي اعلن فيها فوز الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد فوزا ساحقا.

وفي تعليق له على الاضطرابات في ايران قال اوباما يوم الجمعة لمحطة سي.بي.اس نيوز انه يتعين على واشنطن ان تحرص على الا تصبح "ورقة لتلك القوى الموجودة داخل ايران والتي لا تحب شيئا افضل من ان تجعل هذا حجة بشأن الولايات المتحدة."

وقال اوباما في بيان له يوم السبت "سيحكم الشعب الايراني في نهاية الامر على افعال حكومته. اذا كانت الحكومة الايرانية تسعى لنيل احترام المجتمع الدولي فان عليها ان تحترم كرامة شعبها وان تحكم من خلال القبول وليس من خلال الاكراه."

وقد ذكر التلفزيون الحكومي الايراني يوم أمس السبت أن شخصين قتلا جراء تفجير انتحاري يوم السبت في مزار الزعيم الثوري الايراني اية الله روح الله الخميني. وقال تلفزيون (برس تي.في) الايراني الناطق بالانجليزية إن ثمانية اشخاص اصيبوا ايضا جراء التفجير الذي يرجح ان يشعل الغضب بين الايرانيين الذين يبجلون مؤسس الجمهورية الاسلامية.

وقالت القناة التلفزيونية في وقت لاحق إن المهاجم قتل ايضا دون ان يذكر ما اذا كان احصى المفجر ضمن القتيلين. وذكرت وكالة انباء مهر الايرانية شبه الرسمية ان التفجير وقع في الجناح الشمالي للمزار. واكد مسؤول كبير في الشرطة تقرير الوكالة.

ونقلت وكالة " "رويترز" عن شاهد عيان ان شرطة مكافحة الشغب الايرانية استخدمت الغاز المسيل للدموع في مكان اخر من طهران لتفريق متظاهرين كانوا يحتجون ضد انتخابات رئاسية مثيرة للنزاع. وذكر تلفزيون (برس تي.في) ان الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في ميدان انغلاب في طهران.

وقال شاهد إن انصار المرشح الرئاسي المهزوم في ايران مير حسين موسوي اضرموا النار يوم السبت في مبنى في جنوب طهران يستخدمه مؤيدو الرئيس محمود احمدي نجاد.
وقال الشاهد ايضا إن الشرطة اطلقت النار في الهواء لتفريق مؤيدين متنافسين في شارع كارجار في طهران.

قال موقع المرشح الرئاسي المهزوم في ايران مير حسين موسوي إن موسوي اصر في رسالة الى مجلس صيانة الدستور يوم السبت على ضرورة الغاء الانتخابات الرئاسية التي اجريت يوم 12 يونيو حزيران.
وقال موسوي في الرسالة "هذه الاجراءات المثيرة للسخط (تزوير الانتخابات) كان مخططا لها قبل شهور من التصويت... بالنظر الى كل الانتهاكات... يجب الغاء الانتخابات."

مجلس حماية الدستور يقرر إعادة فرز 10% من الأصوات


زفي وقت سابق أعلن مجلس صيانة الدستور في الإيراني اليوم قرارهباعادة فرز 10% من مراكز الاقتراع ردا على الطعن الذي قدمه المرشح الخاسر مير حسين موسوي بحصول تزوير على نطاق واسع في الانتخابات.

وأعلن أعضاء مجلس صيانة الدستور عن استعدادهم ل‘ادة فرز 10% من مراكز الاقتراع بشكل عشوائي، وقالوا: ""رغم أننا لسنا مرغمين على ذلك، نحن على استعداد لإعادة فرز 10% من مراكز الاقتراع بشكل عشوائي بحضور ممثلين عن المرشحين الثلاثة الذين خسروا في الانتخابات.

وفي وقت سابق تراجع منظمو تظاهرة احتجاج مقررة السبت في طهران عن تحدي حظر السلطات التي حذرت من انها ستقمع بحزم اي تظاهرة ضد اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد.

واتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من وصفهم بالأعداء بالوقوف وراء الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد عقب إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية، في حين أكد الحاكم العام لطهران رفضه منح ترخيص لتنظيم مظاهرات جديدة اليوم بينما اعتقلت محافظة لرستان بعض من وصفتهم بمثيري الشغب في المظاهرات الماضية.

وقال الرئيس الإيراني إن "الاعداء" يشعرون بالأسى بسبب المشاركة الكثيفة للناس في الانتخابات.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عنه قوله أمام مجموعة من الطلاب أمس الجمعة "مهما عارض الغرب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإن إرادة الشعب الإيراني للمقاومة ضد المتنمرين ستتضاعف".

ودعا نجاد في كلمته إلى "الانخراط مع العالم" من أجل تطوير البلاد، وقال "من دون تحسين العالم سيكون من المستحيل إقامة حياة جديدة".

في غضون ذلك أعلن الحاكم العام لطهران مرتضى تمدن أنه لم تحصل أي مجموعات إيرانية إصلاحية على ترخيص لتنظيم مظاهرة احتجاجية اليوم السبت.

وكان حزب الثقة الوطنية الذي يتزعمه المرشح السابق للانتخابات الرئاسية الإصلاحي مهدي كروبي وجمعية رجال الدين المقاتلين التي تضم رجال دين إصلاحيين في إيران طلبا الحصول على إذن لتنظيم مظاهرات اليوم السبت للاحتجاج على نتائج الانتخابات.

وقد دعا كروبي في رسالة مفتوحة نشرت على موقعه على الإنترنت إلى إلغاء نتيجة الانتخابات الرئاسة الإيرانية من أجل "ضمان نجاة المؤسسة".

كما كان أنصار المرشح الإصلاحي للرئاسة مير حسين موسوي يخططون لاجتماع حاشد آخر اليوم، إلا أن مصادر مقربة من موسوي قالت إن وزارة الداخلية رفضت طلباً بتنظيم المسيرة التي كان متوقعاً أن يحضرها شخصيات بارزة.

استنكرت عدة دول ومنظمات غربية ما جاء في الخطبة التي ألقاها المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي يوم أمس الجمعة ودعا فيها إلى وقف المظاهرات المنددة بنتائج الانتخابات الرئاسية التي أجريت الأسبوع الماضي.

واعتبرت هذه الدول والمنظمات دعوة خامنئي لوقف الاحتجاجات وتحميله المسؤولية لمن يستمر فيها "تضييقا على حرية الإيرانيين" و"ضوءا أخضر" لقوات الأمن من أجل قمع المواطنين.

ونفى خامنئي حدوث أي تزوير في الانتخابات –التي أعلنت السلطات الإيرانية فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد فيها بنسبة قاربت 63%- وقال إن الآليات المتبعة لا تسمح بالتزوير، داعيا إلى إنهاء التظاهر في الشوارع واتباع "الطرق القانونية والدستورية في الطعن".

وأضاف خامنئي أن ما سماها "قوى إرهابية" تستغل هذه المظاهرات وتندس فيها من أجل النيل من استقرار البلاد، كما هاجم ما قال إنه "تدخل أجنبي" في الشأن الإيراني.

وقد دان زعماء الاتحاد الأوروبي تعامل طهران مع المتظاهرين، وقال بيان للاتحاد إنه "يراقب بقلق بالغ رد الفعل على الاحتجاجات في إيران".

وطالب زعماء الاتحاد على لسان وزير الخارجية التشيكي يان كوهوت -الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي- بإعادة فرز الأصوات المدلى بها في الانتخابات التي جرت يوم 12 يونيو/حزيران الجاري.

ومن جهتها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن كلمة خامنئي -التي هاجم فيها قوى أجنبية لتشكيكها في نتائج الانتخابات- جاءت "مخيبة للآمال".

أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فقال "لا نريد أن نعطي انطباعا بأن أجانب يتدخلون في الانتخابات الإيرانية، ولكن حينما يتعين عليك أن تندد فإنك تندد".

وبدوره ندد رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون "بالعنف" وبمنع وسائل الإعلام الأجنبية من تغطية المظاهرات في إيران، وقال إن بريطانيا "تريد حماية حقوق الشعب الإيراني في انتخاب من يريد".

واستدعت وزارة الخارجية البريطانية السفير الإيراني في لندن رسول موحديان أمس مشتكية من خطاب خامنئي الذي هاجم فيه بريطانيا واعتبرها من "أعداء إيران".

أما هولندا فقد حذرت مواطنيها من السفر إلى إيران في ظل "الوضع غير المستقر الذي تشهده هذه الأيام" مضيفة أنها لا تستبعد "تزايد الاضطرابات" في البلاد بعد خطبة خامنئي.

ونصحت هولندا كذلك مواطنيها المقيمين في إيران والمسافرين إليها بتجنب أماكن المظاهرات وعدم التقاط صور لها.

وفي واشنطن قال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يعتقد أن "من حق الإيرانيين أن يكونوا أحرارا في التظاهر ويسمعوا صوتهم دون خوف من العنف".

غير أن البيت الأبيض أكد أن الوضع في إيران "لن يعقد" الجهود التي تبذلها واشنطن للحوار مع طهران بشأن برنامجها النووي، الذي تقول الولايات المتحدة ودول غربية إنه يهدف لصنع قنبلة نووية، بينما تؤكد إيران أنه برنامج سلمي.

التعليقات