في أعقاب تصاعد حدة التوتر مع إسرائيل بشأن البناء في القدس: تراجع أمريكي وسعي نحو التهدئة..

الولايات المتحدة ترفض حتى فكرة مناقشة ممارسة الضغوط على إسرائيل لإرغامها على تجميد البناء في المستوطنات، وتؤكد أنها لن تطلب من إسرائيل العمل خلافا لمصالحها الأمنية والقومية..

في أعقاب تصاعد حدة التوتر مع إسرائيل بشأن البناء في القدس: تراجع أمريكي وسعي نحو التهدئة..
في الوقت الذي صعد فيه الاتحاد الأوروبي لهجته بشأن البناء الاستيطاني في فندق "شبارد" في حي الشيخ جراح في القدس تماشيا مع موقف الولايات المتحدة في هذه القضية، بدأت الأخيرة، كما كان متوقعا، بالعمل على التهدئة، وترفض حتى فكرة مناقشة ممارسة الضغوط على إسرائيل، في الوقت الذي تؤكد فيه على أن الولايات المتحدة لن تطلب من إسرائيل أن تعمل خلافا لمصالحها الأمنية والقومية.

وقال الناطق بلسان الإدارة الأمريكية، الليلة، إنه من السابق لأوانه مناقشة ممارسة ضغوط دولية على إسرائيل من أجل تجميد أعمال البناء في المستوطنات.

وردا على سؤال حول إمكانية أن تدرس الإدارة الأمريكية فرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل في حال أصرت على مواصلة البناء الاستيطاني، قال الناطق بلسان الخارجية الأمريكية، روبرت وود، في بيان صحفي إنه من السابق لأوانه مناقشة هذه المسألة. وأضاف أن الولايات المتحدة تحاول تمهيد الأرضية لتجديد المفاوضات. وأشار في هذا السياق إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشيل، الذي سيصل المنطقة قريبا، يعمل بجهد لتجديد المفاوضات.

ولدى سؤاله عن تصريحات نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون، يوم أمس الثلاثاء، والتي جاء فيها أن "إسرائيل عملت وتعمل بما يتناسب ومصالحها القومية المهمة لها، وخاصة عندما يتصل الأمر بالقدس، وأن الحق الإسرائيلي في القدس، بما في ذلك تطويرها، ليس قابلا للنقاش"، أجاب الناطق بلسان الخارجية الأمريكية أنه لا أحد يطلب من إسرائيل العمل خلافا لمصالحها الأمنية والقومية، وإنما تطالب الإدارة الأمريكية الطرفين بتنفيذ التزاماتهما بموجب خارطة الطريق، على حد قوله.

وبحسب وود فإن المسألة ليست سهلة، وأن وزير الخارجية والمبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ملتزمان بحلها، وأن الولايات المتحدة تحث الطرفين لأن في ذلك مصلحة أمريكية أيضا.

يذكر أن حدة التوتر قد تصاعدت بين إسرائيل والولايات المتحدة في الأيام الأخيرة في أعقاب جلسة أجراها السفير الإسرائيلي في واشنطن مع الخارجية الأمريكية، حيث أبلغ بأن الولايات المتحدة لا تنظر بعين الرضا إلى الاستعدادات لبناء 20 وحدة سكنية في فندق "شيبارد". ومن جهته رد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، بالقول إن إسرائيل لن توافق على ذلك، على اعتبار أن "القدس الموحدة هي عاصمة الشعب اليهودي"، على حد تعبيره.

وقالت مصادر إسرائيلية إنه بحسب "نيويورك تايمز" فإن إسرائيل هي التي قامت بتسريب موضوع التوتر القائم مع الإدارة الأمريكية. ونقل عن مصادر إسرائيلية رسمية قولها إن نتانياهو اختار نشر هذه المسألة كخطوة مسبقة تأتي بهدف بذل أي جهد أمريكي باتجاه وقف البناء الاستيطاني في شرقي القدس.

وكان قد شجب الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، بشدة الممارسات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، ودعا الى وقف فوري لـ"الأعمال الاستفزازية" الإسرائيلية في المدينة وتحديدا عمليات هدم مساكن الفلسطينيين وطرد أصحابها.

وقال بيان شديد اللهجة للرئاسة الدورية السويدية للاتحاد الأوروبي، نشر في بروكسل، إن ما تقترفه إسرائيل في القدس المحتلة يعد منافيا للقوانين وانتهاكا للشرعية الدولية ويجب وقفه فورا.

واشار البيان إلى أن الممارسات الإسرائيلية التي تستهدف الأهالي الفلسطينيين تتزامن مع تكثيف خطير لأنشطة الاستيطان اليهودي في المدينة وتهدر فرص السلام بشكل فعلي.

وأشار البيان الأوروبي الى الممارسات المجحفة وغير المقبولة لسلطات الاحتلال ضد عدد من العائلات الفلسطينية وذكر بالاسم عائلات الراوي وحانون والكرد، ودعا الى إعادة مجمل هذه العائلات إلى منازلها المصادرة من قبل سلطات الاحتلال.

وفي غضون ذلك انضمت فرنسا وألمانيا إلى موقف الولايات المتحدة الداعي إلى وقف البناء الاستيطاني في القدس الشرقية، فيما دعت موسكو إلى وقف البناء الاستيطاني بشكل فوري في القدس الشرقية.

التعليقات