كوريا الشمالية تسعى الى الاستقرار في علاقاتها لتسهيل الخلافة

بعد اشهر من التوتر الحاد ربما تسعى كوريا الشمالية الى الاستقرار في علاقاتها مع الاسرة الدولة من اجل افساح المجال امام "ولي العهد" كيم جونغ اون (27 عاما) ليتدرب على دور القائد المقبل للبلاد، بحسب خبراء.

كوريا الشمالية تسعى الى الاستقرار في علاقاتها لتسهيل الخلافة

 

 

بعد اشهر من التوتر الحاد ربما تسعى كوريا الشمالية الى الاستقرار في علاقاتها مع الاسرة الدولة من اجل افساح المجال امام "ولي العهد" كيم جونغ اون (27 عاما) ليتدرب على دور القائد المقبل للبلاد، بحسب خبراء.

 

وتمت الثلاثاء ترقية كيم جونغ اون اصغر ابناء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل الى مناصب عليا في الحزب الحاكم والجيش مما يكرس مكانته كخليفة سيتولى يوما حكم البلاد التي تعاني من اقتصاد متدهور ولو انها تملك السلاح النووي.

وصرح كوه يو هوان من جامعة دونغوك في سيول لوكالة فرانس برس "لتثبيت مخطط الخلافة على الشمال ان يجد حلا لمشاكله الاقتصادية وللقيام بذلك عليه ان يحسن علاقاته مع العالم الخارجي".

 

واضاف المحلل "يشعر كيم جونغ ايل ان عليه فعلا ان يحسن الوضع طالما هو على قيد الحياة من اجل تخفيف العبء على كيم الصغير. ولذلك يمكن ان تقوم كوريا الشمالية بمبادرة ازاء الولايات المتحدة".

 

واعتبر يانغ مو جين من جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول ان "بيونغ يانغ ستزيد بموازاة انتقال السلطة، جهودها لتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية حتى يستفيد خليفته من بعض النجاحات".

 

وعليه، فقد اعربت بيونغ يانغ عن رغبتها في استئناف المفاوضات السداسية (الكوريتان والولايات المتحدة واليابان وروسيا والصين) حول برنامجها النووي والتي انسحبت منها في نيسان/ابريل 2009 قبل شهر على قيامها بتجربتها النووية الثانية.

 

وتهدف هذه المحادثات الى حمل كوريا الشمالية على العدول عن طموحاتها النووية في مقابل حصولها على مساعدة كبيرة في مجال الطاقة.

 

الا ان رد سيول وواشنطن اتسم بالبرودة فقد ذكرتا بان تحقيقا دوليا افضى الى مسؤولية بيونغ يانغ في الهجوم بالطوربيد على غواصة كورية جنوبية في آذار/مارس 2010 مما ادى الى مقتل 46 شخصا وهو ما تنفيه هذه الاخيرة باستمرار.

 

الا انه ومنذ شهر، بدأت اشارات عدة على تراجع التوتر تظهر، ومنها المساعدات التي قدمتها سيول الى بيونغ يانغ بعد الفيضانات واستئناف المباحثات حول اجتماع العائلات بالاضافة الى افراج كوريا الشمالية عن قارب صيد كوري جنوبي وبحارته السبعة.

 

لكن كوه يو هوان حذر من توقع ان "يتخلى الشمال عن ترسانته النووية وذلك حتى المرحلة الاخيرة من اي اتفاق محتمل".

واعتبر يانغ مو جين ان النظام سيسعى الان الى زيادة المواد الغذائية وتعزيز سيطرته على السكان.

 

وعلاوة على مهامه في الحزب الحاكم، تمت ترقية كيم جونغ اون رغم حداثة سنه الى رتبة جنرال باربعة نجوم في الجيش، الركيزة الاساسية للنظام الشيوعي والذي يعد 1,9 ملايين عنصر ويعتبر واحدا من اهم خمسة جيوش في العالم.

 

ولاحظ تشوي جين ووك المحلل في المعهد الكوري الجنوبي من اجل التوحيد الوطني ان "ولي العهد يملك الان كل ما يحتاج اليه ليصبح القائد المقبل".

 

واثارت السرعة التي تم بها التحضير لخلافة "القائد الغالي" تساؤلات المحللين حول الوضع الصحي لكيم جونغ ايل.

وقال تشوي جين ووك ان "ذلك يحمل على الاعتقاد بانها هشة للغاية مما يحمله على التوضيح باسرع ما يمكن اي شكوك حول القيادة المستقبلية للنظام".

 

وكان كيم جونغ ايل تعرض لجلطة دماغية في اب/اغسطس 2008.

 

ولم تدل كوريا الجنوبية باي تعليق رسمي حول الخلافة الا ان الصحف لم تمتنع عن ذلك. وكتبت صحيفة جونغانغ "لا احد يمكنه ان يتنبأ بما يمكن ان يحصل في هذا البلد. امر واحد مؤكد مصيره الفناء عاجلا ام اجلا الا اذا اختار القيام باصلاح جذري".

التعليقات