"الحياة": "اسرائيل تتسلم "ملفاً" عربياً عن قيادة "حماس" في الخارج!

جهاز استخباري عربي سلم الملف لاسرائيل بعد طلب رسمي قدمه مدير الـ"موساد" مئير دغان"* "الملف يتضمن معلومات تفصيلية حول قيادات حماس ووجود التنظيم في العديد من العواصم"

نقلت صحيفة "الحياة" اللندنية عن الرئيس السابق للمجلس الوطني الفلسطيني، خالد الفاهوم، تأكيده نبأ اغلاق مكاتب المنظمات الفلسطينية في دمشق وانقطاع خطوطها الهاتفية, في حين كشفت مصادر عربية لـ"الحياة" في عاصمة أوروبية ان جهاز استخبارات عربياً سلم جهاز الاستخبارات الخارجية الاسرائيلية (موساد) "ملفا كاملا" عن بنية "حركة المقاومة الاسلامية" (حماس) وقيادتها في الخارج.

وقالت الصحيفة نقلا عن مصادرها ان الجهاز الاستخباراتي العربي "سلم الملف بعد ثلاثة ايام فقط على طلب رسمي قدمه مدير الـ"موساد" مئير دغان", مشيرة الى ان "الملف تضمن معلومات تفصيلية عن وجود حماس في طهران ودمشق وبيروت والخرطوم وصنعاء وبعض الدول الخليجية, فصلاً عن قيادات حماس في الخارج".

وكان جهاز "موساد" طلب الملف بعد العملية المزدوجة في بئر السبع الشهر الماضي, وبعد اتهام قيادة "حماس" في الخارج, خصوصاً رئيس مكتبها السياسي باعطاء الأوامر بتنفيذها, قبل تهديد مسؤولين اسرائيليين باغتياله داخل العاصمة السورية.

لكن الفاهوم قال امس ان "حماس" وباقي مسؤوليها ومسؤولي المنظمات الأخرى "متوارون عن الأنظار". كما قالت مصادر سورية رفيعة المستوى لـ"الحياة" ان قادة المنظمات "موجودون خارج الأراضي السورية", وان دمشق ابلغت مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز ان المنظمات "منخرطة في الحوار الفلسطيني".

وفي لندن, اوضحت المصادر العربية ان أهم ما ورد في الملف الذي سلمه جهاز الاستخبارات العربي الى الاسرائيليين "يتعلق بقيادات حماس في الخارج, وركزت المعلومات الواردة في الملف حول مشعل ونائبه موسى ابو مرزوق وعضوي المكتب السياسي عماد العلمي ومحمد نزال, على الجوانب الأمنية المتعلقة بتحركاتهم واماكن اقامتهم وعاداتهم وصفاتهم الشخصية والمسلكية", اضافة الى "معلومات تتعلق بطعامهم وشرابهم وغسيل ملابسهم وكيها, وطبيعة كل منهم ودوره".

وورد في هذا "الملف الأمني" ان مشعل هو "المسؤول الاول في الداخل والخارج وفقاً للنظام الداخلي للحركة, اما موسى ابو مرزوق فهو نائبه للشؤون السياسية, وعماد العلمي هو المسؤول عن الاتصالات مع مسؤولي حماس في الداخل". ووصف واضعو "الملف" العلمي بأنه "المسؤول عن العمل العسكري" ونزال بأنه المسؤول عن "الماكينة الاعلامية, اضافة الى مسؤوليته عن جهاز الأمن السياسي الذي شكل حديثاً ويعنى بجمع المعلومات عن جميع الشخصيات والقوى في الساحة الفلسطينية, اضافة الى تنفيذ الحملات الدعائية المضادة لأعداء حماس وخصومها".

وقالت المصادر العربية في عاصمة أوروبية ان "موساد" اراد "تكوين صورة كاملة عن بنية "حماس" القيادية لتنفيذ عمليات اغتيال تطاول قياداتها الفاعلة, بهدف اضعاف قيادتها في الخارج التي تنظر اليها اسرائيل باعتبارها تشكل داعما اساسياً ومهماً للحركة داخل الضفة الغربية وقطاع غزة", اضافة الى كون مسؤولي الحركة يعتبرون ان قيادة الخارج "ضمانة وصمام أمان لاستمرار حماس على رغم الضربات القاسية التي وجهت اليها في الداخل, خصوصاً بعد اغتيال مؤسسها احمد ياسين وقائدها في قطاع غزة عبد العزيز الرنتيسي". وعن أسباب لجوء "موساد" الى جهاز عربي لجمع معلومات عن قيادة الحركة في الخارج, قالت المصادر ان ذلك يعود الى "النقص الشديد في المعلومات عن بنية حماس في الخارج, وعدم القدرة على اختراق البنية التنظيمية بسبب تشدد حماس في اختياراتها وعدم توسعها في تجنيد العناصر".

التعليقات