أسلحة العراق سراب أم مبرر لشن الحرب؟

يتردد في الأوساط الأمنية الأميركية أن إدارة الرئيس جورج بوش قامت بتحريف الحقائق وتكريس أجهزة المخابرات لتبرير اندفاعها لغزو العراق

أسلحة العراق سراب أم مبرر لشن الحرب؟
يتردد في الأوساط الأمنية الأميركية أن إدارة الرئيس جورج بوش قامت بتحريف الحقائق وتكريس أجهزة المخابرات لتبرير اندفاعها لغزو العراق. ووقف خلف هذا الاتهام فريق رباعي بوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قام بمراجعة مواد جمعتها أجهزة المخابرات عما قد يربط الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بأسلحة الدمار الشامل أو بالجماعات المتهمة بممارسة أنشطة إرهابية.

وقال الرئيس السابق لاستخبارات البنتاغون باتريك لانغ إن جهازه تعرض "لسوء استغلال وتجاوز في إقامة الحجة لشن الحرب على العراق", موضحا أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية لم تتمكن من درء تحريف يشتبه بأنه متعمد من البنتاغون الذي يقال إنه يسيطر الآن على السياسة الخارجية الأميركية.

تأخر واشنطن في الكشف عن أسلحة الدمار الشامل التي اتهمت العراق بامتلاكها ومن أجلها شنت الحرب عليه دون تفويض دولي، أثار موجة انتقادات دولية واسعة أشارت إلى أن الحملة الأميركية كانت دون أساس.

وقد حملت تلك الانتقادات والتصريحات المتضاربة واشنطن على إرسال 1300 شخص بينهم عدد من المحللين والاستخباراتيين للبحث عن الأسلحة المزعومة. وسيقوم الجنرال كيث دايتون رئيس عمليات التجسس لوكالة الاستخبارات الدفاعية بقيادة هذه المجموعة.

من جهتها دعت روسيا الولايات المتحدة وبريطانيا إلى إعلان مبكر لنتيجة بحثهما عن أسلحة العراق المحظورة, لتتجنب واشنطن ولندن الإحراج الدولي الناجم عن عمليات البحث غير المثمرة.

وقال سفير روسيا في الأمم المتحدة سيرغي لافروف إن التقرير الذي سيقدمه كبير مفتشي الأمم المتحدة هانز بليكس لمجلس الأمن الدولي الخميس المقبل سيوفر فرصة طيبة للولايات المتحدة وبريطانيا لتقديم أحدث ما توصلتا إليه من نتائج.

من جانب آخر ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية اليوم أن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ونظيره الأميركي كولن باول شككا في لقاء خاص بالأدلة التي عرضت لإدانة العراق بامتلاك أسلحة دمار شامل قبل الحرب, إلا أن الخارجية البريطانية نفت ما جاء في سياق التقرير.

وقالت الصحيفة اليسارية إن باول وسترو أعربا عن قلقهما بخصوص المعلومات الاستخباراتية في لقاء خاص عقد بنيويورك قبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي في الخامس من فبراير/ شباط الماضي التي عرض فيها باول ما قال إنه دليل واضح على إدانة العراق.

وتأجج التهكم الدولي الواسع النطاق بشأن الدوافع البريطانية والأميركية للحرب على العراق بسبب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية BBC هذا الأسبوع قال إن ملفا للمخابرات تم تغييره بناء على طلب مكتب رئيس الوزراء توني بلير لجعله "أكثر جذبا" بإضافة أن الأسلحة العراقية يمكن تجهيزها للاستخدام في غضون 45 دقيقة. لكن بلير الذي يصر على امتلاك العراق لأسلحة محظورة نفى تقرير BBC أمس, واصفا الاتهام بأنه "سخيف".

وقد أكد توقعات فشل المساعي الأميركية والبريطانية تصريحات أكبر قادة مشاة البحرية الأميركية في العراق الفريق جيمس كونواي الذي قال أمس إن المخابرات الأميركية كانت "مخطئة" في دفع قادة الجيش للاعتقاد بأن قواتهم ستتعرض لهجوم بالأسلحة المحظورة خلال الحرب على العراق. وقال كونواي إن قواته فتشت جميع مخازن الأسلحة من الكويت إلى بغداد دون أن تتمكن من العثور على أي أسلحة.
______________________________
الجزيرة نت

التعليقات