أكثر من 30 معتقلا في معتقلات الـ "CIA" السرية لا يزالون في عداد المفقودين..

"الـCIA احتجزت 100 معتقل خارج الولايات المتحدة منذ العام 2002. وفي المقابل فإن تقارير منظمات حقوق الإنسان تشير إلى أن هناك 39 أسيرا لا يزالوا في عداد المفقودين"...

أكثر من 30 معتقلا في معتقلات الـ
قبل أكثر من سنة، في السادس من أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش أن الأجهزة الاستخبارية الأمريكية أغلقت المعتقلات السرية التي كانت تقوم بتفعيلها في أرجاء العالم. كما قال في حينه إن 14 قياديا من قادة تنظيم "القاعدة"، كانوا محتجزين في هذه المعتقلات، قد تم نقلهم إلى معتقل غوانتانامو، إلا أن صحيفة الـ"واشنطن بوسط" الأمريكية قد ذكرت صباح اليوم، السبت، إنه لم يتضح بعد مصير ما يقارب 30 أسيرا آخر، ممن تم إخفاؤهم عن العيان.

وبحسب الصحيفة فإن المقابلات التي أجريت مع عناصر في باكستان وأوروبا تشير إلى أنه تمت إعادة بعض الأسرى إلى دولهم، حيث يجري احتجازهم هناك بعيدا عن الأنظار، في حين اختفى آخرون ولم يرد لهم أي ذكر يذكر، وبالتالي فمن غير المعروف إذا ما كانوا يخضعون لوكالة الاستخبارات المركزية "السي آي إيه" بطريقة أو بأخرى.

وعلم أنه من بين الأسرى هناك أسير، على سبيل المثال، يدعى مصطفى ناصر، وهو يحمل الجنسية السورية والمواطنة الإسبانية، والذي اعتبر قائدا روحيا كبيرا في تنظيم القاعدة، وشوهد للمرة الأخيرة قبل سنتين.

في 31 من تشرين الأول/ أوكتوبر من العام 2005 وصل ناصر إلى مدينة تقع على حدود باكستان بدون أن يعرف أنه تحت المراقبة وأنه تم تخصيص جائزة بقيمة 5 مليون دولار لمن يقبض عليه.

وتمت محاصرته وعددا من مناصريه، ثم اعتقل وسلم لجواسيس أمريكيين ليختفي في دهاليز شبكة المعتقلات السرية. ومنذ ذلك الحين اختفت أثاره. وادعت تقارير مختلفة أنه موجود في سورية، وأخرى ادعت أنه في أفغانستان، وحتى الهند، بيد أنه لم يتم التيقن من أي منها.

ونقل عن كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية الباكستانية أنه تم تسليم جميع عناصر القاعدة الذين اعتقلوا في الباكستان إلى الأجهزة الاستخبارية الأمريكية، ومنذ ذلك الحين لم يتضح مصيرهم. ورفضت الحكومة الباكستانية، ولا تزال ترفض، التعامل مع الشكاوى التي قدمت من قبل ذوي المعتقلين، الذين طالبوا بمعلومات عن أبنائهم.

كما جاء أنه في حالات معدودة علم أنه تم نقل معتقلين إلى دول أجنبية، حيث يبقى أمر وجودهم فيها سرا. ومنذ العام 2004 قامت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بتسليم النظام في طرابلس 5 مقاتلين من أصل ليبي، في حين تم نقل إثنين آخرين إلى الصين وتايلاند، واحتجز 5 أخرون، تم اعتقالهم في الباكستان، في معتقلات أمريكية في أفغانستان وشرق أوروبا، وذلك بناء على مصادر ليبية.

وبحسب التقرير، فإن أسيرا واحدا فقط يعرف أنه تم إطلاق سراحه من معتقلات السي آي إيه، وهو أحمد خليل إبراهيم سمير العاني، وهو عراقي كان يعمل مع المخابرات العراقية، تم اعتقاله خلال الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003، وتم احتجازه في معتقل سري إلى أن أطلق سراحه في العام الماضي.

وعلم أن العاني كان مطلوبا من قبل قوات الاحتلال الأمريكي قبل غزو العراق، وذلك بناء على تقارير كانت تشير إلى أنه التقى قائد منفذي هجمات 11 سبتمبر في براغ، والإشارة هنا إلى محمد عطا.

وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن نائب الرئيس الأمريكي، ديك تشيني، كان قد ادعى أن هذه المقابلة تشكل دليلا على علاقة النظام العراقي السابق، نظام صدام حسين، بتنظيم القاعدة. بيد أنه تم دحض هذا الادعاء من قبل وكالات الاستخبارات الأمريكية واللجنة للتحقيق في هجمات 11 سبتمبر، وهي اللجنة نفسها التي كشفت عن وجود العاني بيد وكالة المخابرات المركزية.

وكان العاني قد احتل العناوين مؤخرا مرة أخرى، وذلك بعد أن قال مسؤولون تشيكيون كبار أنه قدم دعوى يطالب فيها بملايين الدولارات، بادعاء أن اعتقاله تم بموجب تقارير مضللة للمخابرات التشيكية.

إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أن رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، مايكل هايدن، كان قد صرح الشهر الماضي، بأن وكالته كانت قد احتجزت ما يقارب 100 معتقل تابعة للوكالة خارج الولايات المتحدة منذ العام 2002. وفي المقابل فإن تقارير منظمات حقوق الإنسان تشير إلى أن هناك 39 أسيرا كانوا محتجزين في المعتقلات السرية لا يزالون في عداد المفقودين.

التعليقات