إعلان حظر التجول في مدينة قريبة من باريس بعد مقتل شخص واحد، وامتداد الأحداث إلى ألمانيا

فرض حظر تجول على مدينة لو رانسي إبتداءاً من مساء اليوم * وفاة رجل في الستينيات بعد تعرضه للضرب * إحراق 5 سيارات في برلين يثير المخاوف من إندلاع موجات مشابهة

إعلان حظر التجول في مدينة قريبة من باريس بعد مقتل شخص واحد، وامتداد الأحداث إلى ألمانيا
أعلن رئيس بلدية لو رانسي القريبة من العاصمة الفرنسية باريس حظر تجول استثنائيا في المدينة ابتداء من مساء اليوم، في أول إجراء من نوعه منذ اندلاع أعمال الإحتجاج بوسائل عنيفة في البلاد في السابع والعشرين من الشهر الماضي.

من جانب آخر دعت نقابات الشرطة الفرنسية الحكومة إلى فرض حظر التجول في المناطق التي تشهد أحداث عنيفة.

يأتي ذلك في وقت بلغت فيه أعمال الإحتجاج في فرنسا مستوى غير مسبوق وبدت خارجة عن السيطرة مع وقوع أول وفاة مرتبطة بها لرجل ستيني تعرض للضرب شمالي باريس وسقوط عشرات الجرحى في صفوف الشرطة واعتقال نحو أربعمائة شخص.

فخلال الليلة الماضية طالت حوالي 300 منطقة في كل أنحاء البلاد وأصيب 36 عنصرا من الشرطة بجروح وأحرقت أكثر من 1400 سيارة، كما هوجمت أو أحرقت عشرات المؤسسات والمباني العامة بينها مدارس ومراكز شرطة.

كما امتدت إلى ضواحي مدن كبرى مثل مرسيليا وليل وتولوز وكانت أشد من تلك التي ضربت الضواحي الواقعة على بعد عشرات الدقائق من مترو الأنفاق في قلب باريس.

وتواجه الشرطة -التي يتحتم عليها تفادي أي خطأ من شأنه أن يزيد من تفاقم الوضع- مجموعات صغيرة من الشبان الملثمين والمسلحين بزجاجات حارقة وقضبان حديدية.

وأثار التصعيد قلقا متزايدا لدى الطبقة السياسية. وأعلن الرئيس جاك شيراك في ختام اجتماع طارئ لمجلس الأمن الداخلي المكلف تنسيق مكافحة الجريمة والإرهاب اتخاذ عدد من القرارات من شأنها تعزيز عمل الشرطة والقضاء لأن الأولوية المطلقة هي إعادة الأمن والنظام العام.

ودعا حزب الغالبية "الاتحاد من أجل حركة شعبية" إلى التلاحم الوطني في مواجهة خطر الفوضى. ووعد رئيس الوزراء دومينيك دوفيلبان بتعزيز قوات الأمن، ومن المرتقب أن يعلن مساء اليوم تدابير جديدة لإعادة الهدوء.

من جهته أصدر اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا فتوى تدين أعمال العنف في فرنسا بأشد العبارات، ودعا الشباب إلى تهدئة غضبهم.

ووصفت نقابة القضاة الرئيسية الوضع بأنه أصبح "لا يطاق" أمام تدفق الملفات وعمليات الاستجواب لنحو 1200 شخص.

وبدأ الوضع يقلق أيضا الدول الأوروبية حتى أن بعض الصحف تحدثت عن إمكان انتقال "عدوى تمرد" الضواحي إلى خارج فرنسا. وحذرت دول أخرى مثل بريطانيا واليابان وأستراليا والولايات المتحدة وروسيا رعاياها والسياح من الوضع المتفجر في ضواحي المدن الفرنسية.

وسارع وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي لانتقاد هذه التحذيرات، وقال للصحفيين في بروكسل إن فرنسا ليست دولة خطيرة ولا دولة عنصرية. وأضاف أن فرنسا دولة واجهت مشاكل، مؤكدا أنه يتم التعامل مع الأوضاع الحالية بحزم وأيضا بتسامح واحترام وعبر الحوار.

ونقلت صحيفة تركية عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قوله إن منع ارتداء الحجاب في المدارس الفرنسية هو أحد أسباب أعمال العنف في فرنسا.

وفي تطور لافت أحرقت خمس سيارات في إحدى مناطق العاصمة الألمانية برلين وسط تزايد المخاوف من اندلاع موجات مشابهة لما تشهده فرنسا لاسيما في المناطق الفقيرة التي تقطنها أغلبية من المهاجرين.

وقال بيان للشرطة إنه لا يمكن الجزم بأن إحراق السيارات هو مؤشر لاندلاع موجة من أعمال عنف، لكنّها أكدت أنها ستعزّز وجودها في عدد من المناطق، وأقرّت الحكومة الألمانية مطلع العام الحالي سلسلة قوانين لدمج المهاجرين في المجتمع الألماني.

التعليقات