اسرائيل تنفذ جريمة حرب في غزة، ورايس تكتفي بالانتقاد المتحفظ

قريع عرض على رايس خطة شاملة لوقف اطلاق النار، واكد ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي لبحث قضايا الوضع النهائي فورا

اسرائيل تنفذ جريمة حرب في غزة، ورايس تكتفي بالانتقاد المتحفظ

اكتفت مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس، بتوجيه انتقاد متحفظ الى اسرائيل، اليوم الاثنين، رغم فظاعة جريمة الحرب التي تنفذها هذه الساعة في غزة، عامة، وفي رفح خاصة، حيث قامت بتقطيع اوصال القطاع، وفصل رفح عنه بشكل تام، وترحيل مئات العائلات الفلسطينية وهدم منازلها.


وكانت رايس تتحدث في برلين، اثر اجتماعها برئيس الوزراء الفلسطيني، احمد قريع. واعتبرت الخطة الاسرائيلية لهدم نصف رفح، تحت ستار توسيع مسار فيلادلفي، " محل حوار ومسألة مثيرة للقلق"!!


وأضافت ان الولايات المتحدة أبلغت مسؤولين اسرائيليين "بأن بعض نشاطاتهم لا تخلق أجواء جيدة".


وقالت مصادر فلسطينية ان قريع عرض على رايس خطة لوقف اطلاق النار، قال انها حتمية لاتاحة اعادة بناء قوات الامن الفلسطينية. وحسب المصدر اقترح ابو العلاء وقف اطلاق نار متبادل وكامل، تتعهد اسرائيل بموجبه بوقف كل عملياتها العسكرية في الاراضي الفلسطينية، بما في ذلك جرائم الاغتيالات.واقترح رئيس الوزراء ان يتم الاشراف على وقف النار من قبل قوات دولية.


وطالب ابو العلاء المسؤولة الاميركية الايعاز الى اسرائيل بوقف جرائمها في رفح والتدخل فورا لوقف اتلكارثة التي تنفذها اسرائيل هناك. الا ان رايس، وكما اوردنا اكتفت بالاعراب عن القلق وبتحفظ، ازاء الجرائم الاسرائيلية.


واكد قريع ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي لبحث قضايا الوضع النهائي فورا. و أوضح ان الجانب الفلسطيني على استعداد تام لتنفيذ خطة الطريق ككل لا يتجزأ بما يكفل الانسحاب الإسرائيلي من المناطق الفلسطينية الى حدود العام 67 .


كما اشار قريع الى مطالبته لرايس بالعمل من اجل مساعدة الفلسطينيني على إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والبلدية بشكل فوري .


و أوضح قريع انه اكد على ان الانسحاب من غزة يجب ان يكون جزءا من خريطة الطريق وليس بديلا عنها وان يكون الانسحاب شاملا وكاملا وان تكون المعابر الدولية في ايدينا وان يكون هناك تواصل جغرافي مع الضفة الغربية.


و أضاف "انه تم الحديث عن الحصار المفروض على الرئيس الفلسطيني ياسر وضرورة رفع هذا الحصار بشكل تام كون الرئيس عرفات رئيسا منتخبا للشعب الفلسطيني


من جهته قال صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات والذي شارك فى الاجتماع ان الجانب الفلسطيني قدم وثائق بالمخالفات الإسرائيلية في الاراضى الفلسطينية وعن جدار الفصل العنصري والمستوطنات والمعتقلين وهدم المنازل ومسالة الإصلاح الفلسطيني، كما تطرق الحديث الى التصعيد العسكري الإسرائيلي برفح خاصة وقطاع غزة ".


وتفيد مراسلتنا في غزة، الفت حداد ان امين عام مجلس الوزراء الفلسطيني، حسن ابو لبدة، وصف لقاء قريع ورايس، بـ"الجيد" مضيفا انه "تم خلاله استعراض العلاقات الفلسطينية الأمريكية والمحاولات الجارية لإحياء عملية السلام بالإضافة الى ما يسمى خطة الانسحاب من غزة، والاستعدادات الفلسطينية وكل ما له علاقة في خارطة الطريق" .


وفي اعقاب الاجتماع رحب ابو لبدة، في حديث اذاعي، بتصريحات رايس قبل عدة أيام وقالت فيها انها ستؤكد لرئيس الوزراء الفلسطيني ان واشنطن ستكون شريكا للفلسطينيين لإقامة دولتهم، موضحا ان الجانب الفلسطيني اكد للادارة الأمريكية انه يرغب بشراكة حقيقية تقوم على حماية المصالح المشتركة ومساعدة الفلسطينيين في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67، وتمكين المجتمع الفلسطيني والقيادة الفلسطينية من المساهمة الجادة الايجابية في الاتصال بالشرق الاوسط.


واوضح ابو لبدة ان شروط الجانب الفلسطيني بالنسبة لهذه الشراكة واضحة وهي الالتزام بقواعد الشرعية الدولية وتعامل الإدارة الامريكية مع اطراف الصراع بتوازن كامل.


وفى تعقيبه على تصريحات وزير الخارجية الامريكى كولن باول والتي قال فيها ان الرئيس عرفات يضع عقبات امام السلام، ويمارس التحريض قال المسؤول الفلسطيني ان "الرئيس عرفات هو زعيم فلسطيني منتخب ديموقراطيا وهو بند القضية الفلسطينية والثورة الفلسطينية، ولن تجد مسؤولا فلسطينيا واحدا يقبل ان يوافق على ان تتدخل أي دولة بتحديد معايير القيادة ولقد ابلغنا الإدارة الامريكية والسيد كولن باول بشكل واضح ومفصل موقفنا اتجاه ضرورة رفع الحصار عن السيد الرئيس ودور السيد الرئيس المركزي في الجهد الفلسطيني الاصلاحي". واضاف ابو لبدة ان "الجانب الفلسطيني سيعرض فى كل اللقاءات التي سيجريها رئيس الوزراء موضوع رفع الحصار عن السيد الرئيس ياسر عرفات وان رفع الحصار عن السيد الرئيس يعتبر متطلبا اجباريا لاي تقدم في مسار عملية السلام".


وفى رده على سؤال اذا ما كان هناك حديث عن مبادرة اوروبية جديدة لوقف اطلاق النار وبشكل متبادل وان يكون تدخل الادارة الامريكية محدودا في هكذا صيغة قال ابو لبدة ان "هناك الكثير من الحديث بين أطراف مشتركة تقودها اللجنة الرباعية ، وهناك ثنائي ما بين السلطة الوطنية الفلسطينية والعديد من هذه الدول اضافة الى وجود نقاشات معمقة تتم الان في اوروبا في هذا المجال"، موضحا ان الكل يحاول ان يحول فكرة الانسحاب من غزة الى انطلاقة لعملية السلام.

التعليقات