الاشتباه بضلوع هادلي في "يورانيوم النيجر الوهمية" لإقناع الكونغرس بشن الحرب على العراق!

*مرشحة بوش لعضوية المحكمة العليا هارييت مايرز، تعلن انسحابها من عملية التصديق على تعيينها * مخاوف من عاصفة سياسية بعد فضيحة تسريب هوية عميلة في ال"سي آي ايه" الى الاعلام

الاشتباه بضلوع هادلي في
تلقى البيت الابيض ضربة جديدة، بعدما أعلنت مستشارة البيت الابيض ومرشحة الرئيس الاميركي جورج بوش لعضوية المحكمة العليا هارييت مايرز، انسحابها من عملية التصديق على تعيينها، في الوقت الذي انخفضت فيه شعبية بوش الى مستويات قياسية، وبدا الانقسام حاداً في الحزب الجمهوري، وتوالت الفضائح التي تهدد رؤوساً كباراً المسؤولين في الادارة.

وكسبب للانسحاب، أشارت مايرز الى الحاجة للحفاظ على خصوصية السجلات الداخلية لخدمتها في البيت الابيض، والتي يريد أعضاء في الكونغرس الاطلاع عليها، لكن بوش يريد إبقاءها سرية.

وفيما يؤكد انسحاب مايرز على ضعف بوش الذي يواجه فضيحة تلو الاخرى، وقوة المحافظين الذين يشكلون قاعدته السياسية، والذين كثفوا ضغوطهم على مرشحته عبر شنهم حملة قاسية عليها من خلال إعلانات في التلفزيون الرسمي، عبر الجمهوريون المعتدلون عن قلقهم من إمكانية فقدان سيطرتهم على الكونغرس خلال الانتخابات المقبلة بسبب الفضائح المتتالية للحزب، كما أظهرت استطلاعات للرأي، خيبتهم من أداء بوش.

وفي الاطار، قال النائب الجمهوري ارلين سبيكتير إن ما يحدث هو "حقبة محزنة في تاريخ واشنطن". وألقى زعيم الاقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ السناتور هاري ريد، باللوم على المحافظين في دفع مايرز لسحب ترشيحها.

وفي الوقت الذي أمضى فيه بوش الاسبوع الماضي وهو يحاول أن يظهر للاميركيين أنه يقود البلاد، تحدثت صحيفة "لا ريبوبليكا" الايطالية، عن الاشتباه بضلوع مستشار الامن القومي الحالي ستيفان هادلي في عملية اختلاق قضية يورانيوم النيجر "الوهمية" لإقناع الكونغرس بشن حرب على العراق، في ظل تزايد المخاوف من العاصفة السياسية المتوقع أن تهز البيت الابيض والمتعلقة بفضيحة تسريب هوية العميلة السرية في ال"سي آي ايه" فاليري بلام الى الاعلام، والمفترض نشر نتائج التحقيق حولها خلال اليومين المقبلين، وتزايد الاسئلة حول كيفية حصول البيت الابيض على معلومات خاطئة من الاستخبارات الايطالية تزعم أن العراق حاول شراء اليورانيوم من النيجر.

وأكدت الصحيفة الايطالية صحة شكوك السفير السابق جوزيف ويلسون، زوج بلام، حول تلاعب إدارة بوش بالمعلومات الاستخباراتية "لتضخيم التهديد العراقي"، بعد كشفها أن هادلي الذي كان يتولى منصب نائب مستشار الامن القومي وقتها، "اجتمع مع رئيس الاستخبارات الايطالية نيكولو بولاري سراً في واشنطن في 9 ايلول 2002"، حيث سلمه هذا الاخير المعلومات "المزورة" حول اليورانيوم من النيجر.

وذكرت الصحيفة أنه بعد اجتماع هادلي وبولاري بثلاثة أيام، نشرت صحيفة "بانوراما" التي يملكها رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني، حليف بوش، معلومات عن أن "المخابرات العراقية حصلت على 500 طن من اليورانيوم من نيجيريا عبر وسيط أردني" (عادت وقالت الصحيفة ان اليورانيوم كان من النيجر).

ومنذ أسابيع، تتناقل الصحف معلومات حول قضية بلام، وتكهنات حول إمكانية توجيه الاتهام الى المستشار السياسي لبوش كارل روف، ومدير مكتب نائب الرئيس ديك تشيني، سكوتر ليبي، بعد أن اتهم ويلسون البيت الابيض بأنه أراد الانتقام منه من خلال الكشف عن هوية زوجته.

وفي وقت لم تعد المعارضة الديموقراطية الفريق الوحيد الذي يطالب بالتحقيق في تبريرات الحرب على العراق، بدأ الجدل يحتدم بين المقربين من إدارة بوش. كما أعلن السناتور الجمهوري الاميركي السابق جون دانفورث أمس، أن المسيحيين المحافظين استولوا على الحزب الجمهوري، مشيراً إلى أن هذا الأمر قسم أميركا.

وقال القس البروتستانتي دانفورث، خلال لقاء مع طلاب كلية بيل كلينتون للخدمة العامة في اركنساس، "أعتقد بوضوح، أن المسيحيين المحافظين استولوا على الحزب الجمهوري"، وهذا الأمر "مسبب للخلاف والشقاق في البلد".

التعليقات