البرادعي يزعم أن إيران لم تبد تعاوناً كافياً مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية

نجاد: "نحن لا نزال راغبين بالعمل في إطار الوكالة والحرص على قواعد عملها. إلا أنه في حال استخدام هذه القواعد ضدنا، فإننا سنغير بشكل كامل طريقة تعاوننا مع الوكالة"

البرادعي يزعم أن إيران لم تبد تعاوناً كافياً مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أن إيران لم تبد تعاونا كافيا مع الوكالة بشكل يسمح بالجواب على كثير من الأسئلة التي تبقى عالقة منذ ثلاث سنوات بخصوص البرنامج النووي الإيراني.

وقال البرادعي في تقرير قدمه لمجلس الأمن بهذا الخصوص إن إيران مستمرة في تخصيب اليورانيوم وهي بهذا لم تستجب لمطالب مجلس الأمن التي تقضي بوقف كل عمليات التخصيب.

وزعم التقرير أن إيران لم تساعد الوكالة في الوصول لأجوبة قدمتها بشأن برنامجها النووي وأن استمرار عدم التعاون الإيراني هذا يبعث على القلق.

وفي المقابل، أيد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المكون من ثماني صفحات، الإعلان الإيراني بشأن قدرة طهران على تخصيب اليورانيوم بمستوى يصل إلى 3.6% وقال إن ذلك يتفق مع استنتاجات الوكالة والعينات التي حصلت عليها من هناك.

ولم تستبعد الوكالة أن تكون إيران قد تمكنت من الحصول على البلوتونيوم من الخارج، وقال البرادعي بهذا الخصوص" إن الوكالة لا تستطيع استبعاد، رغم التفسيرات الإيرانية، احتمال أن يكون البلوتونيوم الذي قامت الوكالة بتحليله قد جاء من مصادر أخرى غير التي أعلنتها إيران" أي التجارب المحلية.

وفي أعقاب إعلان التقرير حصلت ردود أفعال فورية من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، تميزت أغلبها بتأكيد الحاجة لحل دبلوماسي للأزمة النووية الإيرانية.

فقد قال مندوب الصين في مجلس الأمن الدولي إن كل أعضاء المجلس تقريبا يريدون حلا دبلوماسيا لازمة إيران النووية. وفي إجابته عن سؤال بشأن ما إذا كانت بكين تؤيد فرض عقوبات على طهران بناء على معطيات التقرير، قال السفير الصيني إن" هناك مشاكل كثيرة في المنطقة ويجب ألا نفعل أي شيء من شأنه أن يزيد الوضع تعقيدا.

وقال المندوب الأميركي جون بولتون إن واشنطن مستعدة للسعي للحصول على موافقة مجلس الأمن على قرار يجعل تلك المطالب إلزامية بموجب القانون الدولي، في إشارة للفصل السابع.

أما وزير الخارجية البريطاني جاك سترو فقد قال إن بلاده ستطلب الآن من مجلس الأمن زيادة الضغوط على إيران حتى يتأكد المجتمع الدولي من أن برنامجها النووي لا يمثل تهديدا للسلم والأمن.

وفي واشنطن قال الرئيس الأميركي جورج بوش يوم أمس أنه يرغب في حل مسألة الملف النووي الإيراني "بشكل دبلوماسي وسلمي". وأضاف أنه ناقش ما أسماه عدم التزام إيران بالمطالب الدولية أثناء لقاء في البيت الأبيض مع إلهام علييف رئيس أذربيجان جارة إيران. كما قال إنه سيواصل التشاور مع الحلفاء بشان المسألة النووية الإيرانية.

وفي موسكو قال نائب وزير الخارجية الروسي إن بلاده ستدرس التقرير بدقة وإمعان.

ورغم اللهجة السلبية بشكل عام بخصوص موقف إيران من الوكالة الدولية، إلا أن البرادعي ذكر أيضا أن طهران عرضت وضع جدول زمني للتعاون مع المفتشين الدوليين إذا ما أشرفت الوكالة الدولية، وليس مجلس الأمن على التزام إيران بالمطالب الدولية.

وجاء في تقرير الوكالة أن "إيران ستقدم جدولا زمنيا خلال ثلاثة أسابيع إذا ما بقي الملف الإيراني بأكمله في إطار الوكالة الدولية وتحت قوانينها".

إلى ذلك، بادرت طهران التي كانت تتوقع تقريرا سلبيا من البرادعي، يوم أمس، على لسان رئيسها محمود أحمدي نجاد إلى رفض أي قرارات تهدف إلى منعها في الحصول على التكنولوجيا النووية.

كما هدد نجاد بـ"تغيير كامل لطريقته في التعاون" مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حال السعي لحرمان إيران من حقها في الحصول على الطاقة النووية.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن نجاد قوله "نحن لا نزال راغبين بالعمل في إطار الوكالة والحرص على قواعد عملها. إلا أنه في حال استخدام هذه القواعد ضدنا، مع أنه من المفترض أن تضمن حقوقنا، فإننا عندها سنغير بشكل كامل طريقة تعاوننا" مع الوكالة.

كما رفض سفير إيران في الأمم المتحدة جواد ظريفي أمس الأول أي قرار عندما قال إن بلاده لن تذعن لأي قرار لمجلس الأمن يهدف لمنعها من تخصيب اليورانيوم، مشددا على أن أنشطة طهران شرعية وسلمية.

وتوقع ظريفي ضغوطا أميركية جديدة بعد تقرير البرادعي، وأضاف أن أي قرارات قد تصدر عن مجلس الأمن لن تؤدي لإلزام طهران بطاعتها.

وفي هذه الأثناء واصل وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي، يوم أمس، مشاوراتهم التي سينضم إليها لاحقا نظيرهم الروسي سيرغي لافروف.

وشارك في المشاورات وزراء خارجية 32 دولة في الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي إلى جانب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد خافيير سولانا والأمين العام للحلف ياب شيفر.

وفي الوقت الذي قال فيه عضو في الوفد الأميركي إن الجو العام ساده الالتزام، من دون أن يحدد ما تم الالتزام به، غير أن مصادر دبلوماسية أخرى ذكرت أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أكدت مجددا الالتزام الأميركي بمواصلة الوسائل الدبلوماسية وأنها تنتظر حاليا "رد فعل الروس".

لكن روسيا والصين -اللتين تشغلان مقعدين دائمين في مجلس الأمن الدولي- تعارضان فرض عقوبات على إيران. إذ اعتبر وزير خارجية روسيا لافروف أن تقرير البرادعي لا يمثل إنذارا وليس محددا بمهلة، في حين دعت الصين جميع الأطراف إلى عدم اتخاذ خطوات تفاقم الأزمة.

وفي مؤشر على أن مجلس الأمن لا يزال بعيدا عن التوافق بالشأن الإيراني، لم يتم تحديد أي موعد للقاء بين رايس ولافروف رغم أن الأخير سيعقد اجتماعا مع نظيره الفرنسي.

التعليقات