الموساد كان له دور في إطلاق سراح الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني

رئيس المخابرات البلغارية السابق: "مصير الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني لم يكن إلا نقطة لقاء كبيرة لمصالح كبيرة، بينها بيع وشراء أسلحة، وتنازلات عن النفط، وغيرها"..

الموساد كان له دور في إطلاق سراح الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني
نقل عن رئيس جهاز المخابرات في بلغاريا، الجنرال كيرتشو كيروف، قوله يوم أمس، الإثنين، إن أجهزة المخابرات التابعة لما يقارب 20 دولة، بما فيها الموساد الإسرائيلي، كان لها دور في الجهود الدولية لإطلاق سراح الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني، أشرف الحجوج، الذين تم احتجازهم مدة 8 سنوات في المعتقلات الليبية، بعد إدانتهم بحقن أطفال ليبيين بفيروس الإيدز بشكل متعمد.

وفي مقابلة نشرت يوم أمس، قال كيروف إن مصير الممرضات والطبيب لم يكن إلا "نقطة لقاء كبيرة لمصالح كبيرة"، بينها بيع وشراء أسلحة، وتنازلات عن النفط، وغيرها.

وبحسب أقواله فإن من قاد جهود الوساطة بين المخابرات البلغارية ونظيرتها الليبية، كان المدير العام السابق لشعبة العمليات في جهاز الاستخبارات البريطاني "M16"، مارك ألن، حيث التقى رئيس جهاز المخابرات الليبية السابق، موسى كوسا، خمس مرات في ليبيا وروما وباريس ولندن.

وأضاف كيروف في المقابلة المذكورة أن جهاز المخابرات البلغاري أجرى اتصالات مع أجهزة المخابرات في 20 دولة في العالم، بينها الموساد الإسرائيلي، أسفرت عن الوصول إلى أناس ذوي نفوذ في ليبيا والعالم ساهموا في خلق أجواء نفسية ملائمة أتاحت حل الأزمة.

وتابع أنه إلى جانب المساعدات التي قدمها الموساد، فقد استعان كيروف بخدمات أجهزة استخبارية عربية، من ضمنها مصر والجزائر والمغرب و"أصدقاؤنا الفلسطينيين" على حد قوله.

وفي سياق ذي صلة، قال نجل الزعيم الليبي رئيس مؤسسة القذافي الخيرية، سيف الإسلام القذافي، إن بلاده هي التي اختلقت قضية الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني، ولكنه لم يدل في تصريحه الصحفي بالمزيد عن الأسلوب الذي خلقت به ليبيا هذه القضية.

وأوضح سيف الإسلام أن الإفراج عن الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني مهد الطريق لتطبيع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وتخفيف القيود المفروضة على السفر والتبادل التجاري.

وقال "أعتقد أننا تجاوزنا مع الاتحاد الأوروبي آخر عائق لتكريس علاقات كاملة".

واعتبر أنه كان من الواضح مسبقا أن صوفيا ستصدر عفوا عنهم. وقال إن على المسؤولين الليبيين ألا يفاجؤوا بذلك "لأنهم يعلمون أنهم (البلغاريين) سيصدرون عفوا عنهم".

وانتقدت طرابلس بشدة السبت العفو الذي صدر في صوفيا عن الممرضات والطبيب بعد الإفراج عنهم في ليبيا وعودتهم إلى بلادهم، واعتبرت ذلك "خيانة" و"خرقا للقوانين والاتفاقيات".

من ناحية أخرى، قال نجل القذافي إنه يؤمن ببراءة عميل الاستخبارات الليبي عبد الباسط المقرحي المدان بالتورط في قضية لوكربي، وذلك في تلميح إلى إمكانية عودته إلى طرابلس.

وأضاف أن أهم أولويات طرابلس حاليا إطلاق المقرحي الذي يقضي عقوبة سجن مؤبد في حادث تفجير طائرة أميركية فوق بلدة لوكربي الأسكتلندية عام 1988.

وحكم على المقرحي في يناير/ كانون الثاني 2001 بالسجن المؤبد في ذلك الحادث الذي خلف 270 قتيلا، وذكر سيف الإسلام أن ليبيا واثقة من أن براءتها ستظهر يوما ما من تهمة وقوفها وراء التفجير.

وكانت ليبيا قد دفعت 2.7 مليار دولار تعويضات لأسر ضحايا حادث طائرة لوكربي.

أما عن علاقة بلاده بواشنطن فقد اعتبر أمس الاثنين أن علاقات بلاده مع الولايات المتحدة تشهد تحسنا، وأوضح أن بعض المسائل لا تزال تحول دون التطبيع الكامل لها.

وأشار في المقابل إلى أن من بين المشاكل العالقة مع الأميركيين هناك قضية انفجار ملهى ليلي عام 1986 ببرلين قتل فيه ثلاثة أشخاص وجرح 200 آخرون تتهم واشنطن فيه ليبيا بالمسؤولية.

التعليقات