"اليورانيوم أمانة الشعب الإيراني لدى تركيا"; اتفاق ثلاثي، إيراني برازيلي تركي، لتبادل الوقود..

تل أبيب: الهدف من الاتفاق هو مجرد الاستعراض.. ايران تلاعبت بتركيا.. و البرازيل تصرفت بسذاجة..!


وقعت ايران وتركيا والبرازيل اليوم الاثنين على بيان اتفقت بموجبه على تبادل اليورانيوم الايراني بالوقود النووي على الاراضي التركية.

وجاء ذلك خلال اجتماع ثلاثي بين الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ونظيره البرازيلي لولا داسيلفا ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بطهران.

وينص الاتفاق على الاحتفاظ بـ 1200 كيلوغرام من اليورانيوم منخفض التخصيب في تركيا، على ان يراقب بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ردود الفعل الاولية..

وفي ردود الفعل الاولية، أعلن الاتحاد الاوربي أن الاتفاق لايقدم ردودا على كافة المخاوف الغربية. واعلن متحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون ان الاعلان "يمكن ان يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح" في حال تأكدت تفاصيل الاتفاق لكنه "لا يبدد كافة المخاوف" المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني.

تل أبيب..

الى ذلك أعلنت تل ابيب "مخاوفها" من أن يكون الهدف من الاتفاق ما وصفته " بمجرد الاستعراض، وأنه لن يكن مهما في حد ذاته".

ونقلت التقارير الاسرائيلية عن مسؤول وصفته بالكبير دون الكشف عن اسمه قوله " إن الخارجية الاسرائيلية تقوم بدراسة تفاصيل الاتفاق"، مشيرا الى أن " مواقف ترکيا والبرازيل تجاه ايران تزيد من هذه الشکوك اضافة الى الحاجة لمنع المزيد من التدهور الاقتصادي في أوروبا والذي يمکن أن ينتج عن فرض المزيد من الحظر على ايران".

وادعى المسؤول الاسرائيلي بان ايران "تلاعبت" بتركيا وقامت بتجيير البرازيل التي لا تتمتع بالخبرات الدبلوماسية الملائمة-على حد تعبيره..! وقال إن "تركيا لم تواجه صعوبة كبرى لكي يتم استدراجها على هذا النحو في حين ان البرازيل تصرفت بدون شك ببعض السذاجة".

فرنسا...

هذا وقد اعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي التي يتعين عليها الرد على الاتفاق.

وقال كوشنير"ليس مطلوبا منا نحن الرد، الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي المخولة بذلك". واضاف كوشنير ان الدول المعنية بالملف الايراني ستتشاور في ما بينها، في معرض رده على سؤال حول رد فعل هذا الاتفاق (...) وبمثابرة اصدقائنا الاتراك والبرازيليين. الحوار دائما مفيد والاستماع دائما افضل".

المانيا..

‎ ‎من جهتها قالت المانيا ان ما من اتفاق يمكن أن يكون بديلا عن اتفاق توقعه طهران مع الوكالة الدولية.

وقال مساعد المتحدث باسم الحكومة الالمانية كريستوف ستيغمانس "بالطبع يبقى من المهم ان تتوصل ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية الى اتفاق". واضاف "هذا لا يمكن ان يستبدل باتفاق مع دول اخرى".

روسيا..

من جانبها أعلنت روسيا أنها بصدد بحث دقيق للتقارير التي تحدثت عن التوصل لاتفاق بين المجتمع الدولي وايران.

ونقلت وکالة "انترفاکس" الروسية للأنباء اليوم الاثنين عن مصدر من وزارة الخارجية الروسية رفض ذکر اسمه قوله ان موسکو لن تعلق على ما أثير حول التوصل لاتفاق بين البرازيل وترکيا وايران الا بعد التأکد من الأمر.

وأضاف المصدر:"لم ترد الينا حتى الآن معلومات رسمية ولذلك نرجأ رد فعلنا الآن".

تركيا...

كما اعلنت تركيا ان فرض عقوبات على ايران لم يعد ضروريا بعد توقيع ايران وتركيا والبرازيل اتفاق تبادل الوقود النووي الاثنين في طهران.

وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو بعد توقيع الدول الثلاث النص ان "هذا الاتفاق يجب ان يعتبر ايجابيا، اليوم لم يعد هناك حاجة لعقوبات" ضد ايران.

الاتفاق يتضمن عشرة بنود

ويتضمن الاتافق الثلاثي حول تبادل اليورانيوم الإيراني مع الوقود النووي في الأراضي التركية يتضمن عشرة بنود.

وقال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي الذي تلا البيان المشترك حول بنود الاتفاق العشرة إنه استنادا إلى المادة الأولى فإن الدول الثلاث تؤكد التزامها بعدم انتشار الأسلحة النووية وتحترم حقوق جميع الأعضاء ومن بينها إيران في الأبحاث والتنمية وكذلك امتلاك دورة الوقود.

وأشار متقي إلى أن المادة الثانية تنص على تأكيد الدول الثلاث على تنفيذ هذا الاتفاق في أجواء إيجابية وبناءة وبعيدا عن المواجهة لبدء مرحلة جديدة من التعاون بينما تنص المادة الثالثة على أن تبادل الوقود النووي يعد خطوة انطلاق التعاون في مختلف مجالات التكنولوجيا النووية السلمية.

وأضاف متقي أنه استنادا إلى المادة الرابعة من الاتفاق الثلاثي فإن تبادل الوقود يعد خطوة بناءة إلى الأمام مؤكدا أن مثل هذه الخطوة يجب أن تؤدي إلى التعاون الإيجابي والتعاون النووي السلمي وتفادي أي مواجهة ومن بينها البيانات والتصرفات المتسمة بالتهديد التي تلحق الضرر بحقوق ايران وأن يكون التعاون النووي بديلا عنها.

وأوضح متقي أن المادة الخامسة هي أهم فقرة بالاتفاق وتنص على الاحتفاظ ب1200 كيلوغرام من اليورانيوم المنخفض التخصيب في تركيا كأمانة والتي ستكون في ملكية ايران وان تشرف عليها ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ولفت وزير الخارجية الايراني إلى أن المادة السادسة تشير إلى أن إيران ستبلغ موافقتها على البنود الآنفة الذكر الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في غضون سبعة ايام وستقدم مزيدا من التفاصيل حول تبادل الوقود بما يتناسب مع تسلمها ردا ايجابيا من مجموعة فيينا التي تضم كلا من روسيا وفرنسا والولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية عن طريق رسالة خطية بينما تتعهد مجموعة فيينا بتسليم 120 كيلوغراما من وقود اليورانيوم لتأمين حاجة مفاعل طهران.

وأشار متقي إلى تأكيد المادة السابعة على أنه ابتداء من وقت إعلان مجموعة فيينا موافقتها فان الجانبين ملزمان بتنفيذ المادة السادسة كما تعلن إيران موافقتها على نقل 1200 كيلوغرام من اليورانيوم المنخفض التخصيب ال اي يو وتتعهد مجموعة فيينا ايضا بتسليم ايران 120 كيلوغراما من الوقود الذي يحتاجه مفاعل طهران.

وأضاف متقي أن المادة الثامنة نصت على انه في حالة عدم تنفيذ هذا الاتفاق فان تركيا ستعيد الوقود الى ايران حسب طلبها واستنادا الى المادة التاسعة فان تركيا والبرازيل ترحبان ببدء الحوار بين ايران ومجموعة خمسة زائد واحد في اي مكان ومن ضمنها تركيا والبرازيل حول الهواجس المشتركة.

وأشارت المادة العاشرة الى ان تركيا والبرازيل تعربان عن تقديرهما لتوجه ايران البناء بمتابعة حقوقها والالتزام بمعاهدة حظر الانتشار النووي واعراب ايران عن شكرها لجهود البلدين في هذا المجال.
وفي السياق نفسه وصف الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الاتفاق بأنه انتصار للدبلوماسية.

وقال لولا دا سيلفا في حديث للاذاعة الوطنية البرازيلية من قاعدة طهران الجوية قبيل مغادرته إيران: إن الدبلوماسية هي التي انتصرت اليوم مشيرا إلى أن الاتفاق أثبت أن من الممكن التوصل الى توافق من خلال الحوار من اجل بناء السلام والتطور.

وأضاف لولا دا سيلفا أن الجهود الدؤوبة والمباحثات التي تواصلت لساعات طويلة بين وزراء الخارجية التركي والبرازيلي والايراني افضت الى الاتفاق.
من جانبه قال علي اكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن إيران ستبحث الاتفاقية التي جرى التوقيع عليها اليوم مع تركيا والبرازيل مع مجموعة فيينا للاتفاق على كيفية إرسال اليورانيوم من إيران وكيفية استلام الوقود النووي البديل عبر تركيا وزمن إرساله وتسليمه لافتا إلى ان تركيا والبرازيل كان لهما دور رائد في هذه المسالة حيث انه للمرة الأولى اتحدت الدول النامية مع بعضها لتعلن للعالم والمجتمع الغربي ان بامكان الدول النامية الحفاظ على حقوقها بكل صراحة.

وأضاف صالحي أن إيران أعلنت كما في السابق أنها مهتمة بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأعلنت استعدادها لإرسال يورانيوم مخصب بنسبة 5ر3 بالمئة إلى تركيا وهذا كان احد الشروط من قبل الأطراف الأخرى ونتمنى ان نرى تلك الأطراف في المستقبل متمسكة بوعودها ونحن قدمنا كل الممكن في هذا المجال.

وأشار صالحي إلى أن أهم النقاط الواردة في الاتفاق الذي وقعته إيران مع تركيا والبرازيل هو اعتراف دول مثل تركيا والبرازيل بحق طهران في الاستفادة من إمكانية تخصيب اليورانيوم وتحول هذا الحق ليصبح عالميا.

وقال صالحي لا أتصور ان يكون هناك مجال لأي نوع من العقوبات على إيران لأننا لبينا الشرط الوحيد الذي كان الغرب يصر عليه وهو إرسال الوقود إلى الخارج لتخصيبه.
بدوره قال أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي إن اليورانيوم الإيراني الذي سيتم إرساله إلى بلاده يشكل أمانة الشعب الايراني لدى تركيا.

وأعلن داود أوغلو في تصريحات له على هامش قمة مجموعة الدول15 التي بدأت أعمالها في طهران اليوم توصل كل من إيران وتركيا والبرازيل إلى اتفاق ناجح فيما يخص إرسال اليورانيوم إلى بلاده معتبرا إياه بأنه أمانة الشعب الإيراني وسيتم الحفاظ عليه في تركيا على هذا الأساس.

وأكد ضرورة الدخول في حوار سلمي لتسوية موضوع البرنامج النووي السلمي الذي تعتمده إيران مشيرا إلى أن بلاده تطالب بنزع السلاح النووي من منطقة الشرق الاوسط وتدعم حق الدول في استخدام الطاقة النووية لأهداف سلمية بحتة بما فيها إيران.

وأضاف وزير الخارجية التركي أن تركيا والبرازيل قدمتا ضمانات بشأن الحفاظ على اليورانيوم الإيراني المخصب في تركيا طالما لم تتسلم إيران وقود مفاعل طهران.

وأكد داود أوغلو أن الاتفاقية الثلاثية تحتوي على رسالتين واحدة للأسرة الدولية وأخرى للشعب الإيراني.

وأضاف أن رسالة الاتفاقية للأسرة الدولية هي أنه قد آن أوان الدبلوماسية وأن تركيا والبرازيل أثبتتا بأنه مازالت توجد هناك فرصة للدبلوماسية.

وأكد أنه لم يعد هناك مبرر لفرض عقوبات جديدة ضد ايران بعد اتفاق التبادل وهناك فرصة لإجراء المباحثات بين إيران والأسرة الدولية وأنه حسب الاتفاق وبعد إرسال اليورانيوم الإيراني إلى تركيا ستجري طهران مباحثات مع مجموعة فيينا والوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال فترة زمنية قصيرة.

وحول رسالة الاتفاقية للشعب الايراني قال وزير الخارجية التركي إننا أعطينا ضمانات بأن يتم الاحتفاظ باليورانيوم الإيراني في تركيا حتى يتم تسليم وقود مفاعل طهران الى إيران.

وأعرب وزير الخارجية التركي عن امله بحل كافة القضايا النووية الايرانية بما فيها وقود محطة طهران من خلال المباحثات والطرق الدبلوماسية.

من جانبه قال سلسو آموريم وزير الخارجية البرازيلي إن فرض الحظر ضد الشعب الايراني لا جدوى منه داعيا إلى الدخول في حوار بناء لحل المشاكل العالقة.

ودعا آموريم إلى الدخول في حوار بناء لحل المشاكل العالقة وقال ان فرض الحظر ضد الشعب الايراني لا جدوى منه.

من جهته قال رامين مهمان برست المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن البرازيل وتركيا كطرفين في اتفاقية تبادل الوقود النووي قدمتا لإيران ضمانات بإعادة اليورانيوم المنخفض التخصيب من تركيا دون شروط أو قيود في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق مع مجموعة فيينا الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وفرنسا والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأكد مهمان برست أن هذه الاتفاقية هي عنوان لمرحلة جديدة وعلى الدول التي هي طرف في تبادل الوقود النووي أن تبدي جديتها وتتخذ خطوات إيجابية لأنه في حال تم التوافق فإن الطريق ستصبح ممهدة أمام جميع الدول المستقلة كي تستفيد من التكنولوجيا النووية السلمية.

وشدد مهمان برست على أن إيران أكدت في الاتفاقية حرصها على إيجاد جو من التعاون الثنائي بينها وبين مجموعة فيينا كما أكدت على حقها في ممارسة أنشطتها النووية السلمية تحت رقابة الوكالة الدولية وخاصة أنها وقعت على معاهدة حظر السلاح النووي.

وقال مهمان برست إن إرسال ملف إيران النووي من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة لاستصدار عقوبات بحق إيران خطوة غير قانونية ومرفوضة تماما .

ولفت مهمان برست إلى أن إيران أظهرت حسن نيتها من خلال اتفاقية تبادل اليورانيوم وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع مجموعة فيينا فسيتضح للجميع أن هناك بعض الدول القليلة التي تقف أمام إرادة الرأي العام العالمي وتضع العراقيل في وجه تقدم الشعوب والكل ينتظر الآن الجواب الإيجابي من فيينا.
-----
المصدر: وكالات + موقع العالم + سانا .

التعليقات