امريكا وبولندا توقعان اتفاق الدرع الصاروخية

-

امريكا وبولندا توقعان اتفاق الدرع الصاروخية
وافقت بولندا يوم الخميس على استضافة اجزاء من نظام الدرع الصاروخية الامريكي على أراضيها بعد أن أجرت واشنطن تحسينات على شروط الاتفاق في ظل الازمة الجورجية.

ووقع على الاتفاق المبدئي اندريه كريمر نائب وزير الخارجية البولندي وجون رود كبير المفاوضين الامريكيين. ولا يزال الاتفاق في حاجة الي موافقة البرلمان البولندي.

ويأتي الاتفاق بعد أن أصر رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك على تعزيز التعاون العسكري مع الولايات المتحدة في مقابل الموافقة على استضافة عشرة صواريخ اعتراضية في قاعدة في شمال بولندا.

وتقول واشنطن ان الصواريخ الاعتراضية ومحطة للرادار في جمهورية التشيك ستشكل جزءا من "درع صاروخية" عالمية لحماية الولايات المتحدة وحلفائها من الصواريخ طويلة المدى التي قد تطلقها في المستقبل ايران أو جماعات مثل القاعدة.

وقبيل توقيع الاتفاق قال تاسك "اتخذنا خطوة جريئة لا رجعة عنها."

واضاف قائلا "حصلنا أخيرا على تفهم لوجهة نظرنا بأن بولندا لكونها شريك رئيسي في حلف شمال الاطلسي وصديق وحليف مهم للولايات المتحدة يجب أيضا أن تكون في وضع امن."

وقال مسؤولون ان الاتفاق يتضمن اعلانا أمريكيا بأن تساعد امريكا بولندا عسكريا في حالة تعرضها لتهديد من دولة ثالثة وأن تنشيء قاعدة عسكرية أمريكية دائمة على الاراضي البولندية في اشارة رمزية تبرز التحالف.

وقال رود كبير المفاوضين الامريكيين "نشعر بارتياح لاننا تفاوضنا على اتفاق قوي... انه يرفع علاقتنا الامنية الى مستوى جديد."

وقال مسؤولون انه اذا مضى كل شيء وفقا لما هو مقرر فان قاعدة الصواريخ الاعتراضية ستكون جاهزة للتشغيل بحلول عام 2012 تقريبا. ووقع التشيك بالفعل على اتفاق لاستضافة الرادار لكن البرلمان هناك لم يعط بعد موافقته اللازمة للاتفاق.

وعارضت روسيا بشدة نصب مكونات من الدرع الصاروخية في وسط أوروبا وتقول انها تهدد أمنها وتقوض ميزان القوى في أوروبا بعد الحرب الباردة.

وهددت موسكو باتخاذ اجراءات مضادة ضد بولندا وجمهورية التشيك وهما دولتان كانتا في فلكها في السابق والان هما عضوان في الاتحاد الاوروبي وحلف الاطلسي.

وفي مواجهة المعارضة الروسية قال تاسك انه لن يوافق على الدرع الصاروخية الا اذا وافقت الولايات المتحدة على تعزيز الدفاعات الجوية عن وارسو وتعزيز التعاون العسكري المشترك.

وقال تاسك يوم الثلاثاء قبل بدء المحادثات هذا الاسبوع ان العمل العسكري الروسي في جورجيا يؤكد وجهة نظر بولندا.

وقلل وزير الدفاع البولندي رادوسلاف سيكورسكي من تأثير الاحداث في جورجيا على الاتفاق املا فيما يبدو في تهدئة أي انتقادات من موسكو.

وفي أول علامة على عدم رضا موسكو قال دبلوماسيون بولنديون ان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ألغى يوم الخميس زيارة مقررة الي وارسو في سبتمبر أيلول.

وسيكون الاتفاق اذا أقره البرلمان في براج ووارسو نجاحا نادرا للرئيس الامريكي جورج بوش الذي قال ان الدرع الصاروخية ضرورية لاحتواء التهديدات من ايران التي يتهمها الغرب بالسعي لتطوير اسلحة نووية.

وتأمل واشنطن أن الدرع الصاروخية قد تقنع ايران بالتخلي عن برنامجها النووي رغم أن طهران تقول ان برنامجها النووي يهدف فقط لتوليد الكهرباء وليس صنع أسلحة نووية.


"رويترز"

التعليقات