بدء اعمال المؤتمر الدولي حول الامن النووي في العاصمة الروسية

المؤتمر يتزامن مع استئناف المحادثات الروسية الايرانية حول آليات تنفيذ الأتفاق المبدئي بشأن تخصيب اليوارنيوم الايراني على اراضي روسيا *وزير الخارجية الايراني: طهران لن تتخلى عن برنامجها

بدء اعمال المؤتمر الدولي حول الامن النووي في العاصمة الروسية
بدأت في العاصمة الروسية، موسكو، اليوم الثلاثاء، اعمال المؤتمر الدولي حول الأمن النووي الذي تنظمه الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اطار الرئاسة الدورية الحالية لروسيا لنادي الثمانية الكبار . ويعقد المؤتمر بمشاركة خبراء ومختصين دوليين في مجال الطاقة الذرية بينهم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي.

ويتوقع ان يحظى موضوع الملف النووي الأيراني على حيز واسع من مناقشات المؤتمر دون ان يصدر قرارا بهذا الشأن . ويصل الى موسكو في وقت لاحق من اليوم نائب رئيس المجلس الأعلى الايراني للأمن القومي علي حسيني طاش على رأس وفد ايراني لاستئناف المحادثات بين الخبراء الروس والايرانيين حول آليات تنفيذ الأتفاق المبدئي الذي توصل اليه الجانبان في طهران اول امس، بشأن تأسيس مؤسسة روسية ايرانية مشتركة لتخصيب اليوارنيوم لصالح البرنامج النووي السلمي الايراني على اراضي روسيا .

ويرى مراقبون ان هذه المحادثات ستكون الفاصلة وسيعتمد عليها الكثير قبل انعقاد وكلاء الأمانة العامة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في السادس من آذار المقبل والتي سيتقرر فيها هل سيتم تحويل الملف النووي الايراني الى مجلس الأمن الدولي ام لا .

واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس ان الأتفاق المبدئي الذي تم التوصل اليه يعتبر جزءا من الجهود المشتركة في تسوية الوضع ومن عناصر حزمة اتفاق متكامل ينتظر موافقة الأعضاء في امانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية عليه واحد عناصر هذا الأتفاق يعد موافقة ايران على وقف انشطة تخصيب اليورانيوم .

الى ذلك، قال وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي يوم الثلاثاء ان طهران لن تتخلى عن برنامجها النووي، لكنه أضاف ان المحادثات الجارية مع روسيا لتخصيب مشترك لليورانيوم ينبغي أن تخفف القلق الدولي بشأن طموحات ايران النووية.

وجاءت تعليقات متقي بعد ان قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير يوم الاثنين ان ايران تواصل برنامجا لتخصيب الوقود النووي وتعرقل تحقيقات الامم المتحدة التي اثارتها شبهات في انها تسعى لصنع اسلحة نووية.

وقال متقي للصحفيين بعد اجتماع مع وزير التجارة الياباني توشيهيرو نيكاي "نرغب في أن نمارس حقوقنا مثل اليابان في ان يكون لدينا التكنولوجيا النووية.. للاغراض السلمية بالطبع".

ونقل مسؤول ياباني عن متقي قوله أثناء اجتماعه مع نيكاي "الاقتراح الروسي سيكون جسرا بين حق ايران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية و(اكتساب) الثقة الدولية."

وقال المسؤول الياباني الذي حضر الاجتماع ان متقي أبلغ نيكاي أن ايران وروسيا ما زالتا تناقشان اين ستجريان التخصيب المشترك.

والاقتراح الروسي الاصلي يقضي بأن يجري تخصيب اليورانيوم الايراني في روسيا لازالة الشبهات في ان طهران ربما تحول الوقود النووي للاستخدام في برنامج للاسلحة.

لكن ايران تصر على الحق في تخصيب اليورانيوم في أراضيها وتقول ان برنامجها النووي يهدف الى تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء الناتج عن تنامي اقتصادها.

وحث متقي خلال اجتماع في وقت لاحق مع رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي الشركات اليابانية على المشاركة في مشروعات ايران الخاصة بانشاء محطات الطاقة النووية.

وقال للصحفيين "طلبت من رئيس الوزراء الياباني مشاركة الشركات اليابانية في مشروعاتنا لانشاء ما بين 10 و15 محطة طاقة نووية "لان... علينا أن ننتج 20 ألف ميجاوات من الطاقة للحصول على الكهرباء."

وقال مسؤول بوزارة الخارجية في وقت لاحق ان متقي قال فقط انه قد يتم دعوة شركات أجنبية للمشاركة في انشاء محطات الطاقة النووية وأنه لم يذكر اليابان بشكل خاص.

وأرسل تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى الدول الاعضاء في مجلس محافظي الوكالة وعددها 35 دولة قبل اجتماعها المقرر في السادس من مارس اذار لمناقشته. وسيرفع التقرير الى مجلس الامن الدولي حيث من المرجح ان تطالب الولايات المتحدة والدول الاوروبية بعقوبات على ايران.

ووضعت المواجهة اليابان في موقف حرج للتوفيق بين سياستها للابقاء على تحالفها الوثيق مع الولايات المتحدة وخططها لتطوير حقل نفط ايراني تعتبره طوكيو حيويا لاستراتيجيتها للطاقة.

ونقل المسؤول الياباني عن الوزير الياباني قوله ان اليابان لا تريد ان ترى ايران وهي ثالث أكبر موردي النفط اليها في عزلة داخل المجتمع الدولي وحث طهران على التخلي عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم.

وتستورد اليابان حوالي 15 في المئة من حاجاتها من النفط الخام من ايران او حوالي 500 ألف برميل يوميا وحافظت على روابط جيدة مع الجمهورية الاسلامية حتى وان كان على حساب امتعاض واشنطن.

ورغم اعتراضات امريكية مضت طوكيو قدما قبل عامين في صفقة لمشروع قيمته ملياران من الدولارات لتطوير حقل نفط ازاديجان في ايران الذي تشير التقديرات الى انه ثاني اكبر حقل نفطي في العالم من حيث حجم الاحتياطيات.

وتمتلك الحكومة اليابانية حصة قدرها 36 في المئة في شركة انبيكس كورب التي تعتزم تطوير القطاع الجنوبي من ازاديجان الذي يعتقد انه يحتوي على 26 مليار برميل من النفط.

التعليقات