بوتين يُعيد مهام القاذفات الإستراتيجية رداً على الدرع الأمريكي

-

بوتين يُعيد مهام القاذفات الإستراتيجية رداً على الدرع الأمريكي
في خطوة تعتبر ردا على الدرع الصاروخي، الذي تعتزم الإدارة الأمريكية نشره في عدد من الدول الأوروبية، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة، بإعادة مهام القاذفات الإستراتيجية طويلة المدى، للتحليق في الأجواء الدولية مرة أخرى، وهي المهام التي كانت قد توقفت بانهيار الاتحاد السوفيتي.

وبينما كان يشاهد ونظيره الصيني هو جينتاو أول تدريبات عسكرية مشتركة بين قوات بلديهما وأربع دول أخرى، والتي تجري بجبال "الأورال" الروسية، قال بوتين إن توقف مهام القاذفات طويلة المدى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، قد أضر بالأمن القومي لروسيا، فيما واصلت دول أخرى القيام بمهام مماثلة، في إشارة إلى الولايات المتحدة.

وأضاف بوتين قائلاً: "لقد أصدرت أوامري بإعادة الرحلات الروتينية للقاذفات الروسية الإستراتيجية طويلة المدى"، حسبما نقلت أسوشيتد برس، فيما نقلت وكالة نوفوستي الروسية للأنباء عنه قوله: "لقد بدأت (اليوم) المناوبة القتالية التي تشارك فيها 20 طائرة."

وقال الرئيس الروسي: "قررت استئناف تحليقات الطيران الإستراتيجي على أساس دائم، واليوم 17 أغسطس/ آب حلقت من 7 مطارات روسية، تقع في مختلف مناطق روسيا، 14 طائرة من حاملات الصواريخ الإستراتيجية، وطائرات الدعم اللوجستي، وطائرات الصهاريج."

وأوضح بوتين أن روسيا أوقفت من جانبها رحلات القاذفات الاستراتيجية في المناطق البعيدة، خارج الأراضي الروسية، منذ العام 1992، ولكنه استدرك قائلاً: " ولكن للأسف لم يحذو الجميع حذونا."

وفيما بدا أنه محاولة من جانب الرئيس الروسي لتخفيف مخاوف الأمريكيين من قراره بإعادة تحليق القاذفات الروسية الإستراتيجية، قال بوتين: "نحن ننطلق من أن شركاءنا سيتفهمون دوافع استئناف تحليقات الطيران الإستراتيجي الروسي."

ويشارك في المناورات العسكرية "غير المسبوقة"، والتي يطلق عليها اسم "مهمة السلام 2007"، نحو ستة آلاف جندي من الدول الست الأعضاء في منظمة "شنغهاي" للتعاون، وهي الصين، وكازاخستان، قيرغيزستان، وروسيا، وطاجيكستان، وأوزبكستان.

وكان الرئيس الروسي قد أكد مراراً رفضه القاطع نشر منظومة الصواريخ الدفاعية الأمريكية في شرقي أوروبا، قائلاً إنها "تشكل تهديداً أمنياً" لبلاده، رغم تأكيدات من جانب واشنطن، بأن الدرع الصاروخي يهدف لمواجهة تهديدات محتملة من "أنظمة مارقة" كإيران وكوريا الشمالية.

وقدم بوتين خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي، اوائل يوليو/ تموز الماضي، بدائل روسية، وصفها بوش، بالأفكار "المبتكرة"، إلا أنه شدد على أن نشر صواريخ اعتراضية في بولندا وإقامة نظام رادار في جمهورية التشيك، يدخل في إطار البرنامج الدفاعي.

واقترح الرئيس الروسي تحديث محطة "غابالا" في أذربيجان، وإشراك المزيد من الدول الأوروبية في عملية اتخاذ القرار حول المنظومة الدفاعية، وإمكانية إنشاء قاعدة رادار جديدة للإنذار المبكر في جنوبي روسيا.(المزيد)

وكان وزير الدفاع الروسي سيرجي إيفانوف، قد أعلن في مارس/ آذار الماضي، أن بلاده تطور صواريخ إسترايتيجية نووية لن تتأثر بأي أنظمة دفاعية، في إشارة ضمنية لنظام الدرع الصاروخي الأمريكي.

جاءت تصريحات إيفانوف تعقيباً على إعلانين سابقين للرئيس بوتين العام الماضي، التي قال فيهما إن موسكو قد تبني أسلحة إستراتيجية جديدة لا تضارع، وإشارته في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي إلى تطوير نظام صاروخي نووي جديد غير مسبوق، لم ولن تضاهيه أي أسلحة أخرى في المستقبل القريب.(القصة كاملة)

وأكد إيفانوف أن الصواريخ ستستخدم لأغراض دفاعية وليس هجومية، غير أنه أضاف قائلاًً: "روسيا تمتد على مدى عشرة مناطق زمنية.. ولدينا العديد من دول الجوار.. وليس جميعها يمكن التكهن بها كدول أوروبا."


"سي إن إن"

التعليقات