بولتون يعتبر أن حرب لبنان لم تحقق أهدافها؛ وأنه يجب قلب نظام الحكم في إيران..

يعترف أحد رموز المحافظين الجدد، جون بولتون، أن دعم الولايات المتحدة للعدوان الإسرائيلي على لبنان كان يهدف إلى تغيير الأوضاع الإستراتيجية في المنطقة.

بولتون يعتبر أن حرب لبنان لم تحقق أهدافها؛ وأنه يجب قلب نظام الحكم في إيران..
يعترف أحد رموز المحافظين الجدد، سفير الولايات المتحدة السابق في الأمم المتحدة، ، جون بولتون، أن دعم الولايات المتحدة للعدوان الإسرائيلي على لبنان كان يهدف إلى تغيير الأوضاع الإستراتيجية في المنطقة. ويعتبر "صديق إسرائيل الشجاع" كما تصفه صحيفة يديعوت أحرونوت أن العدوان الإسرائيلي على لبنان لم يحقق أهدافه. وأن الأوضاع عادت إلى سابق عهدها، إلى ما قبل تموز/ يوليو 2006.

يشدد بولتون على ضرورة قلب النظام في إيران ويؤكد على ضرورة العمل على ممارسة ضغوط اقتصادية ودبلوماسية عليها. يستبعد بولتون أن تقوم الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية لإيران ولكنه يلمح إلى تشجيع إسرائيل على توجيه ضربة من هذا النوع. وبرأي بولتون ليبيا تنازلت عن برنامجها النووي لأنها رأت ما حل بصدام حسين.

قال بولتون في لقاء مع موقع صحيفة يديعوت أحرونوت الالكتروني أن الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل على لبنان "لم تحقق أهدافها"،مضيفا: "عدنا إلى ما حاولنا الامتناع عن العودة إليه – وقف إطلاق نار آخر في الشرق الأوسط".

ويعتقد بولتون أنه " لم يتم استبعاد تهديد حزب الله- وبمفاهيم كثيرة بقي كما كان". ويضيف: "ربما حزب الله غير منتشر في جنوب لبنان، ولكنه يشكل تهديدا أكبر على حكومة السنيورة ويبقى يشكل تهديدا على إسرائيل. أعتقد أننا سنعود إلى النقطة التي كنا فيها في يوليو/ تموز السنة الماضية".

وعن قرار مجلس الأمن الذي وضع نهاية للحرب قال: "لا أعتقد أن 1701 حقق الهدف الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة، فقد كان الهدف استخدام المواجهة لتغيير الأوضاع الإستراتيجية في المنطقة. اتخذنا القرار 1701 معتبرين أننا سنؤجل موضوع تفكيك حزب الله لقرار آخر- ولكننا حتى غير قريبين من ذلك". وأضاف: " في القرار حُدد أن من سيحل مكان الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان ويمنع إعادة تسلح حزب الله هي قوة دولية- ولكن ليس قوات شبيهة بقوات اليونفيل المتواجدة في المنطقة منذ انسحاب الجيش الإسرائيلي".

وعن المطلب الأمريكي الإسرائيلي بنشر قوات دولية على الحدود السورية اللبنانية قال بولتون: "قوات الأمم المتحدة لا تسد الحدود السورية، وحزب الله يتسلح، وهم لا يملكون التفويض لسد الحدود دون تعاون الحكومة اللبنانية، وهنا المشكلة لأن حكومة فؤاد السنيورة ضعيفة".

في دورة رئاسة بوش الأولى شغل بولتون نائب وزير الخارجية للشؤون النووية. وهو خبير في شؤون الذرة. وقال عن الجهود الأمريكية لإحباط البرنامج النووي الإيراني: أهدرنا كثيرا من الوقت على دبلوماسية الثلاثية الأوروبية، جاء الوقت لزيادة الضغط على إيران بشكل دراماتيكي". وأضاف: "يتعين علينا زيادة الضغط الاقتصادي أكثر مما يجري الآن في الأمم المتحدة. يجب زيادة الجهود لمنع إيران من الوصول إلى معدات تكنولوجية".

ولخص: "السطر الأخير هو أنه يجب إسقاط النظام في إيران. فهم يطمحون للحصول على سلاح نووي منذ 20 عاما. لدينا أمثلة من التاريخ: حينما يتغير النظام الذي يطمح للحصول على سلاح نووي، النظام الذي يأتي بعده يتنازل عنه. هذا ما حصل في جنوب أفريقيا وفي أوركرانيا، وفي كزخستان وبيلاروسيا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي. ليبيا أيضا تنازلت عن سلاحها النووي بعد أن رأت ماذا فعلنا بصدام حسين".

- هل تعملون على إسقاط النظام في إيران؟

" أعتقد أن هناك عدم رضا في إيران من النظام. وهناك عدم استقرار أكثر مما يعتقد الناس. الحكومة في ضائقة بسبب انخفاض أسعار النفط، وهناك إدارة فاشلة لقطاع النفط، وموارد قليلة لتقسيمها وإرضاء السكان. كثير من الإيرانيين في المهجر يعرفون الوضع". واعتبر بولتون أن عملية إسقاط النظام في إيران ليست في الأفق المنظور قائلا: هذا ليس حلا سريعا ولكن هذا لا يعني أن لا نعمل من أجل تحقيقه. إيران قريبة من النقطة التي تمكنها من السيطرة التامة على دائرة الوقود النووي، إلى النقطة التي لن يكفي فيها منع نقل المعدات والمعرفة من الخارج. ليس لدينا الكثير من الوقت، لهذا كل الجهود الدبلوماسية تعمل لصالح الإيرانيين، الوقت يعمل لصالحهم".

-كيف يمكن إسقاط النظام؟

" ليتنا كنا بدأنا بذلك قبل أربع سنوات. ضغط من قبل معارضي النظام من الداخل والخارج وضغط دبلوماسي واقتصادي من الخارج هذا ما يجب القيام به".

- وماذا عن العمليات العسكرية؟

" لا أعتقد أن استخدام القوة العسكرية هي الطريقة المفضلة. ويجب أن تكون الخطوة الأخيرة من أجل منع إيران من الحصول على سلاح نووي. أضعنا وقتا أكثر من اللازم على دبلوماسية الثلاثية الأوروبية، جاء الوقت لزيادة الضغط بشكل دراماتيكي".

-هل وصلنا إلى نقطة اللاعودة؟

" الإيرانيون يملكون المعرفة. أعتقد أن لديهم مشاكل بالتنفيذ. لدينا فهم واضح لأهدافهم الإستراتيجية. أناس منطقيون يمكنهم الجدال حول السؤال متى يتوصلون إلى ذلك، ولكن ليس حول أهدافهم. الاستخبارات غير متأكدة وأنا ما كنت أعتمد على الأقاويل بأن هناك وقت طويل"

- وماذا يتعين على إسرائيل العمل؟ ترك ذلك لمعالجة العالم؟

" يتعين على إسرائيل أن تقرر بنفسها. كل دولة تصارع من أجل وجودها يجب أن تستعد لخطوة تشعر أنها ملزمة للقيام بها. لا أحاول التخمين ماذا ستفعل".

- ماذا سيكون رد فعل العالم إذا ما تعرضت إيران لهجوم؟

"أنا متأكد أن أناس كثيرون سيخرجون عن طورهم إذا قررت الولايات المتحدة الهجوم. لذلك نريد الامتناع عن ذلك يجب زيادة الضغط الآن. عجز مجلس الأمن عن تمرير قرار جدي بفرض عقوبات ضد إيران لا يساعد في حل القضية بالطرق السلمية. كما وأن الفشل في إيران وكوريا سيشجع أطرافا أخرى للعمل للحصول على سلاح نووي"



التعليقات