بيرس: منح البرادعي والوكالة الدولية للطاقة الذرية جائزة نوبل للسلام يعتبر بمثابة تحذير لإيران!!

البرادعي زار إسرائيل ولكنه منع من زيارة المفاعل النووي في ديمونة الذي لا يخضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لأن إسرائيل ترفض التوقيع على ميثاق منع إنتشار الأسلحة النووية!

بيرس: منح البرادعي والوكالة الدولية للطاقة الذرية جائزة نوبل للسلام يعتبر بمثابة تحذير لإيران!!
أفادت مصادر إسرائيلية أن القائم بأعمال رئيس الحكومة، شمعون بيرس، صرح يوم أمس أن إختيار الوكالة الدولية للطاقة النووية لمنحها جائزة نوبل للسلام يجب ان تعتبر بمثابة تحذير لإيران التي تواصل برنامجها النووي!
يشار إلى أن لجنة نوبل في أوسلو كانت قد قررت منح الوكالة الدولية للطاقة النووية ورئيسها محمد البرادعي جائزة نوبل للسلام لسنة 2005.

وفي تصريح للإذاعة الإسرائيلية قال بيرس أنه يرى في هذا الإختيار بمثابة تحذير، وذلك بزعم أن أيران هي الدولة الخطيرة في المنطقة!

وأضاف أنه يجب بذل كل الجهود لمنع وقوع الأسلحة النووية بيد النظام في إيران.

ومن جهتها رحبت وزارة الخارجية الإسرائيلية بإختيار الوكالة، وجاء في بيان الوزارة أن إسرائيل تأمل أن تتمكن الوكالة من مواجهة التحديات الصعبة التي تقف أمامها من جهة إزالة المخاطر التي تضعها دول غير مسؤولة في الشرق الأوسط، على حد زعم البيان!

وكانت الولايات المتحدة قد رحبت أيضاً بمنح الوكالة جائزة نوبل، وصرحت وزيرة الخارجية الأمريكية، كونداليزا رايس، أن الوكالة ورئيسها البرادعي يستحقان الجائزة!

وأضافت المصادر الإسرائيلية أن البرادعي كان يعتبر في الماضي مشبوهاً بنظر إسرائيل، ولكن مع مرور السنين بدأ أعضاء الوكالة الذين كانوا على إتصال دائم معه، بتقدير نزاهته واستقامته حتى وإن لم يلاحظوا دائماً نشاطه سواء تجاه إيران أم تجاه إسرائيل.

وبحسب المصادر ذاتها، فقد ساد في إسرائيل والولايات المتحدة أن توجه البرادعي تجاه إيران كان قانونياً ورسمياً من جهة، ودبلوماسياً من جهة أخرى. وأن التقارير التي كتبها والتي كشفت التحايل والرشوة والتكتم الإيراني، كانت لينة. وذلك لأن البرادعي فضل الحلول الدبلوماسية على خلق أزمة وتصدع، حتى أصدرت الأمم المتحدة قراراً تعلن فيه عن إيران بانها دولة ترفض الإنصياع للقرارات الدولية، كما تقرر نقل الموضوع إلى مجلس الأمن التابع إلى الأمم المتحدة.

وأضافت المصادر الإسرائيلية أيضاً أن البرادعي كان قد صرح في مقابلة أجريت معه أنه على إسرائيل أن تبدأ محادثات لإزالة الأسلحة النووية من الشرق الأوسط. وأضاف أن الغموض بشأن الأسلحة النووية الإسرائيلية لا تساهم في الإستقرار الإقليمي والدولي، وإنما يحفز جيرانها، مثل إيران، على محاولة إمتلاك أسلحة نووية.

كما أضافت المصادر أنه بالرغم من ذلك فإن لهجة البرادعي لم تكن شديدة تجاه إسرائيل، وبحسب المصادر الإسرائيلية، فإن البرادعي يبدو أنه يفهم "نفسية الإحتياجات الأمنية لإسرائيل ومدى حساسيتها التاريخية على خلفية الكارثة"، ولذلك فإن نشاطه في هذا الإتجاه كان سرياً ودبلوماسياً.

"البرادعي يؤيد البدء بمحادثات في هذا الشأن، ولكنه يدرك أنه لا يمكن مطالبة إسرائيل في هذه المرحلة بنزع أسلحتها النووية"!!

وكان البرادعي قد زار إسرائيل قبل سنة للمرة الثانية زيارة علنية، حيث أن الزيارة الأولى كانت سرية، ولم تسمح إسرائيل له بزيارة المفاعل النووي في ديمونا!!

وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى ان المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونا لا يخضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة النووية لأن إسرائيل ترفض التوقيع على ميثاق منع إنتشار الأسلحة النووية.

كما تجدر الإشارة في هذا السياق الى أن إسرائيل تمتلك ترسانة مخيفة من الأسلحة النووية، وكانت قد أشارت التقارير إلى أن إسرائيل تعتبر الدولة الخامسة، بعد الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا، من جهة عدد القنابل النووية التي تمتلكها، وفي حينه أشارت التقارير إلى انها تمتلك ما يقارب 200 قنبلة نووية!

وأشارت وكالات الإنباء إلى تباينات في ردود الفعل الدولية على فوز الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها العام المصري محمد البرادعي بجائزة نوبل للسلام للعام 2005 بين الإشادة والانتقاد نظرا للدور المثير للجدل الذي لعبته الوكالة في مجال الطاقة النووية.

فقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الذي فاز بالجائزة مع منظمته عام 2001 عن سروره، وقال على لسان المتحدث باسمه إن هذه الجائزة تأتي في الوقت المناسب لتذكر بضرورة إحراز تقدم في مجال منع انتشار الأسلحة النووية ونزع السلاح, في حين لا تزال أسلحة الدمار الشامل تشكل خطرا كبيرا على العالم أجمع على حد قوله.

ورحب الرجل الثاني في لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس توم لانتوس بمنح الجائزة للوكالة الذرية، معبرا عن أمله في أن تشجع هذه الجائزة مجلس الحكام في الوكالة على إحالة الملف النووي الإيراني رسميا إلى مجلس الأمن!!

الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير المجتمعان في باريس أعربا أيضا عن ارتياحهما لهذا الفوز. وقال شيراك إنه مسرور لسماعه ذلك لأن الوكالة والبرادعي قدما منذ وقت طويل مساهمة حاسمة في البحث عن السلام.

وقال بلير إن هذه الجائزة تشير بوضوح كبير إلى الإنجازات من أجل السلام والأمن في العالم التي حققتها الوكالة.

من جهته اعتبر كبير المفتشين الدوليين سابقا في العراق السويدي هانس بليكس أن فوز الوكالة ومديرها بالجائزة "خبر سار للغاية".


وفي المقابل اعترضت بعض المنظمات المناهضة للطاقة الذرية ومرشح آخر للجائزة على اختيار منظمة تعمل على ما سمته تشجيع الاستخدامات المدنية للطاقة النووية.

واعتبرت "شبكة الخروج من النووي" الفرنسية التي تضم 720 جمعية أنه يجدر تفكيك الوكالة الدولية للطاقة الذرية، متهمة إياها بلعب "دور أساسي في عملية تقود البشرية إلى هلاكها".

أما جماعة السلام الأخضر المدافعة عن البيئة فقد نددت بما سمته الدور المزدوج للوكالة، واتهمتها بتشجيع انتشار التكنولوجيا النووية.

واعتبرت منظمة "ايكوديفنس" الروسية المدافعة عن البيئة أن فوز البرادعي والوكالة الدولية بالجائزة هو "أكبر خطأ تاريخي ارتكبته لجنة نوبل"، مؤكدة أنها ستوجه كتاب احتجاج إلى أوسلو.

كما انتقد الناشط الياباني ضد انتشار الأسلحة النووية والمرشح لجائزة نوبل سنجي ياماغوشي القرار، وقال إنه يهدف إلى إرضاء الولايات المتحدة التي كانت ستجد نفسها في قفص الاتهام لو منحت الجائزة إلى ناجين من القنبلتين الذريتين على ناغازاكي وهيروشيما!!

وأشار مراقبون إلى إن اختيار البرادعي ووكالته لنيل الجائزة، كان خلافاً لجميع التوقعات، واعتبر القرار أنه لا يخلو من دلالات سياسية، وفي هذه الفترة بالذات له مغزى سياسي من حيث أن البرادعي يشتغل حاليا في الملفين النوويين الإيراني والكوري!!

ويرجح عدد منهم أن اختيار العام الحالي جاء استجابة للحاجة التي تتطلبها المرحلة المقبلة من دعم الجهود الدولية لإنهاء الملف النووي الإيراني!!

التعليقات