تجدد أعمال الإحتجاج على البطالة والفقر والتهميش في باريس

وراء أعمال الإحتجاج يقف شبان معظمهم ينحدرون من شمال ووسط أفريقيا ويعانون من الإحباط جراء ارتفاع معدل البطالة وافتقارهم إلى الفرص الاقتصادية

تجدد أعمال الإحتجاج على البطالة والفقر والتهميش في باريس
استمرت أعمال الإحتجاج على الفقر والبطالة والتهميش، في أعقاب مقتل شابين من أصول أفريقية برصاص الشرطة الفرنسية، في الضواحي الفقيرة الواقعة شمال شرق العاصمة الفرنسية باريس لليلة التاسعة على التوالي في وقت أعلن فيه عن إحراق 1260 سيارة واعتقال 230 شخصا.

وبحسب الشرطة الفرنسية إن "نحو 40 شابا يرتدون أغطية رأس لإخفاء وجوههم نهبوا نحو عشر سيارات في ضاحية أيبناي سو بو".

ويقف وراء أعمال الإحتجاج شبان معظمهم ينحدرون من شمال ووسط أفريقيا يعانون من الإحباط جراء ارتفاع معدل البطالة وافتقارهم إلى الفرص الاقتصادية.


وقال ضابط شرطة في وزارة الداخلية إن مسلحين (وصفتهم الشرطة بالمخربين) أطلقوا النار على إحدى الحافلات في منطقة سارسيليس شمال باريس وهي المرة الخامسة التي يتم فيها إطلاق النار.

ونشرت الحكومة الفرنسية نحو 1300 شرطي في سين سان دنيس وهي أشد المناطق تأثرا بالقلاقل منذ أكثر من أسبوع.

واندلعت أعمال العنف لأول مرة الأسبوع الماضي عندما لقي شابان من أصل أفريقي مصرعهما أثناء هروبهما من الشرطة.

وقالت الشرطة إنه تم نشر مزيد من رجال الأمن في ضواح أخرى تفجرت فيها اضطرابات.

وقال وزير الداخلية نيكولا ساركوزي إن هذه الليلة كانت "أفضل بقليل" لكنه أقر بأنه لا يمكنه أن يقدر متى ستنتهي أعمال العنف"، وفيما يبدو أنه تجاهل واضح ومتعمد للعوامل الموضوعية التي تؤدي إلى مثل أعمال الإحتجاج هذه ، أكد أن "تلك الأعمال منظمة ويجري البحث عن مدبريها"!

وقد نددت المساجد الفرنسية بهذه الأعمال ودعت إلى الهدوء وعدم التعرض للممتلكات العامة والخاصة وشجبت تصرفات من وصفتهم بالمشاغبين.

وأثناء زيارة خاصة لباريس قال رئيس السنغال عبد الله واد إنه يجب وضع حد لما وصفه بالمناطق المنعزلة، داعيا إلى دمج المهاجرين في المجتمع الفرنسي.

وفي محاولة لاحتواء الاضطرابات اجتمع رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دوفيلبان بمجموعة من الشباب من المناطق التي شهدت موجة من أعمال الشغب مؤخرا، في إطار سلسلة من المباحثات بهدف بدء خطة عمل تتعلق بتلك المناطق الفقيرة.

ومن بين الشبان الذين التقى بهم دوفيلبان مهاجرون وطلبة وعاطلون تتراوح أعمارهم بين الـ 18 و25، وقد امتدحوا مبادرة رئيس الوزراء.

وقد وعد دوفيلبان باستعادة النظام في أعقاب الانتقادات التي وجهت إلى حكومته لعدم تمكنها من وقف العنف.

وفي تطور آخر نظمت الجبهة الوطنية، التي تمثل اليمين المتطرف في فرنسا مظاهرة في باريس أمس احتجاجا على أعمال العنف التي تشهدها ضواحي المدينة، وطالبت الجبهة بتدخل حكومي حازم وإعلان حالة الطوارئ.

واعتبر وزير الخارجية الإيطالي جان فرانكو فيني ليلة أمس في تولوز (جنوب غرب) أن الوضع في ضواحي باريس "أخطر" (من الوضع في إيطاليا) لأن "هناك نزاعا اجتماعيا متأصلا في نزاع إتني".

ودعا فرنسا إلى اتخاذ تدابير أكثر حزما وقال "علينا إظهار حزم خصوصا عندما يكون هناك نزاعات ليست سياسية فقط بل مصحوبة بالعنف". وأصدرت الولايات المتحدة تحذيرا لمواطنهيا المسافرين إلى فرنسا بالابتعاد عن مناطق التوتر في باريس وضواحيها.

التعليقات