تسريب 92 ألف وثيقة سرية تتصل بالحرب على أفغانستان..

البيت الأبيض يدين، والوثائق تكشف عن عمليات لم يعلن عنها أدت إلى قتل مدنيين وعمليات سرية وتفاصيل أخفيت عن الجمهور

تسريب 92 ألف وثيقة سرية تتصل بالحرب على أفغانستان..
أفادت وكالات الأنباء أن ما يقارب 92 ألف وثيقة سرية تتصل بالحرب على أفغانستان نشرت الليلة الماضية من قبل منظمة "ويكيليز"، وقالت صحيفتا "نيويورك تايمز" و"غارديان" إن الوثائق التي كتبت في الفترة كانون الثاني/ يناير 2004 وحتى كانون الأول/ ديسمبر 2009، تكشف عن حالات لم يعلن عنها قتل فيها مدنيون، ونفذت عمليات سرية ضد مقاتلي حركة طالبان، كما تكشف عن تفاصيل كثيرة تم إخفاؤها عن الجمهور.

وأدان البيت الأبيض بشدة الكشف عن الوثائق السرية في حرب أفغانستان، معتبرا أن هذه المعلومات تعرض حياة الأميركيين وشركائهم للخطر، وذلك في وقت وصفت فيه باكستان الكشف عن هذه الوثائق بأنه عمل غير مسؤول لاسيما وأنها تتحدث عن دعم الاستخبارات الباكستانية لمقاتلي حركة طالبان في أفغانستان.

وعلم أن التقارير كتبت من قبل ضباط صغار ميدانيين، وأن الأجهزة الاستخبارية الأمريكية تستخدم هذه التقارير من أجل تقديم توصيات لمتخذي القرار في الولايات المتحدة.

وتكشف الوثائق أن حركة طالبان تستخدم الصواريخ المتحركة ذات التوجيه الحراري ضد طيران قوات الاحتلال، وهذه حقيقة تم إخفاؤها من قبل قوات الاحتلال الأمريكية كل الوقت. وكان قد تم استخدام هذه الأسلحة ضد القوات السوفييتية في سنوات الثمانينيات.

وتبين أيضا أن هناك وحدات كوماندو سرية تحمل الرقم "373"، تتألف من جنود في الجيش وفي البحرية، تم تكليفها باعتقال أو اغتيال عدد من قادة حركة طالبان. كما تبين أنه في عدد من الحالات أدت عمليات هذه الوحدة إلى مقتل مدنيين وعناصر أجهزة الأمن الأفغانية.

وتصف الوثائق حادثة وقعت في 17/06/2007، حيث أطلقت جنود الوحدة 5 صواريخ باتجاه مبنى يعتقد أن "مسلحين" بداخله، وأدى ذلك إلى مقتل 7 أطفال. وفي حادثة أخرى، وقعت قبلها بأيام معدودة، قتلت جنود الوحدة 7 من عناصر الشرطة الأفغانية، وأصابوا 4 آخرين، ظنا منهم أن الحديث عن مقاتلي طالبان.

وتشير الوثائق إلى أن جيش الاحتلال الأمريكي يستخدم طائرات بدون طيار من أجل مسح ساحات القتال، ومهاجمة عناصر طالبان. وتبين أن جزءا من هذه الطائرات تتحطم أو تصطدم ببعضها البعض، وعندها يضطر الجنود إلى القيام بمهمات أخطر من أجل جمع الحطام قبل أن يستولي مقاتلو طالبان عليها.

كما يتضح من الوثائق أن وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) قد وسعت من نطاق عملها في أفغانستان، وأنشأت وحدات لها هناك، وتقوم بتنفيذ عمليات، وإصدار أوامر بشن غارات جوية. وتشير التقارير إلى أنه في السنوات 2001-2008 كانت المخابرات الأمريكية تدفع تمويل نظيرتها الأفغانية، بل وتديرها كأحد الأقسام التابعة لها.

وتفند الوثائق روايات نشرها الجيش الأمريكي، وتظهر التفاصيل الحقيقة في حوادث مختلفة، من بينها إسقاط طائرة بواسطة سلاح تقليدي وليس بواسطة صاروخ حراري، أو نسب عمليات لقوات الأمن الأفغانية في حين أن من قام بها وحدات كوماندو أمريكية.

وتثير هذه الوثائق تساؤلات كثيرة بشأن قدرة السلطات الأفغانية على التحكم بالدولة بعد انسحاب قوات الاحتلال الأجنبية.

وتقول إحدى هذه الوثائق أن قائد شرطة كابل هدد بخطف وتعذيب وقتل قريب لعائلة الرئيس حامد كرزاي بسبب توجيه انتقادات لقائد الشرطة، كما هدد بكشف معلومات جنائية عن ماضي الرئيس نفسه. وتصف الوثائق حادثة أخرى تطور فيها حادث طرق إلى تبادل إطلاق نار بين عناصر الشرطة وعناصر الجيش.

وأشارت الوثائق أيضا إلى مخاوف من تعاون بين الأجهزة الاستخبارية الباكستانية وبين حركة طالبان. وبحسبها فإن باكستان تسمح لممثلي من أجهزته الاستخبارية بالاجتماع مع مقاتلي طالبان، بل وتقديم المساعدة لهم ضد الجنود الأمريكيين في أفغانستان، والتخطيط لاغتيال كبار المسؤولين في الحكومة الأفغانية. وتشير وثيقة كتبت في آب/ أغسطس 2008 إلى أن كولونيل في المخابرات الباكستانية كان له دور في خطة لحركة طالبان لاغتيال الرئيس كرزاي.

التعليقات