تقرير لمفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة يؤكد على "الأبرتهايد الإسرائيلي"

د.زحالقة: قبل سنوات كان الحديث عن الأبرتهايد الإسرائيلي على هامش السياسة العالمية، ولكن تسمع الآن أصوات جدية وذات وزن تعقد مقارنات بين ما تقوم به إسرائيل وبين جنوب أفريقيا"..

تقرير لمفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة يؤكد على
قارن تقرير تم إعداده لمفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ونشر مساء الخميس، بين الممارسات التي تقوم بها إسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة وبين الأبرتهايد في جنوب أفريقيا.

وكتب معد التقرير الباحث المستقل جون دوغارد، وهو محام من جنوب أفريقيا يبحث في النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، أن "القوانين التي تعمل بها إسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة، مثل تقييد الحركة وتفضيل المستوطنين، تذكر بالتأكيد الممارسات التي كان يقوم بها نظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا".

ويعدد التقرير، الذي امتد على 24 صفحة، عدة ممارسات تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين من بينها القيود المفروضة على حركة الفلسطينيين وهدم البيوت وتفضيل المستوطنين في الضفة الغربية.

وتساءل معد التقرير " هل يمكن حقاً تجاهل أهداف تلك الممارسات في فرض سيطرة مجموعة عرقية واحدة- يهودية – على مجموعة عرقية أخرى- فلسطينية، وقمعها بشكل منهجي"..

ويتهم التقرير إسرائيل بتنفيذ عمليات إرهابية، كما قال إن الفلسطينيين في الضفة الغربية يعيشون في ظل الخوف من إرهاب المستوطنين. وأشار إلى أن فك الإرتباط عن قطاع غزة لم يضع حداً للإحتلال، فإسرائيل لا تزال تسيطر على الأجواء والحدود الخارجية للقطاع والمعابر الحدودية، وبذلك تحول قطاع غزة إلى سجن وإلى منطقة محتلة.

وكان دوغارد قد أشار في تقرير سابق أن "إسرائيل جعلت من قطاع غزة سجناً وقامت بإلقاء المفتاح، وأن هذه العملية في أمكنة أخرى كانت ستسمى تطهيراً عرقياً".

وأشار التقرير إلى أن جرائم جنود الإحتلال تفوق بكثير النتائج المترتبة على إطلاق صواريخ القسام باتجاه إسرائيل.
ومن المقرر أن يتم عرض التقرير بكامله في مؤتمر مجلس الحقوق التابع للأمم المتحدة.

وفي حديث مع موقع عــ48ـرب قال النائب د.جمال زحالقة، الذي شارك في "أسبوع مناهضة الأبرتهايد الإسرائيلي"، إنه قبل سنوات كان الحديث عن الأبرتهايد الإسرائيلي على هامش السياسة العالمية، ولكن في الفترة الأخيرة تسمع أصوات جدية وذات وزن تعقد مقارنات بين ما تقوم به إسرائيل في الأراضي المحتلة وبين جنوب أفريقيا. حيث شهدت الفترة الأخيرة دعوة المحاضرين الأكاديميين في الجامعات البريطانية إلى مقاطعة إسرائيل، بالإضافة إلى النقابات العمالية في كندا وجنوب أفريقيا، وكان هناك كتاب جيمي كارتر، الرئيس الأمريكي الأسبق، الذي أثار ضجة عالمية، وأصوات أكاديمية في بريطانيا والولايات المتحدة، والقس ديزموند توتو، من أبرز مناهضي الأبرتهايد في جنوب أفريقيا في حينه.

وأضاف زحالقة نحن الآن أمام تقرير رسمي لمفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ليؤكد على ذلك. وهذا توجه في غاية الأهمية، لأنه يستنهض القوى التي وقفت ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا لتنضم بقوة إلى جانب القضية الفلسطينية.

وتابع د.زحالقة أن هذه الأصوات تفند الإدعاءات الإسرائيلية الرخيصة ضد كل فلسطيني يرفع لواء مناهضة الأبرتهايد الإسرائيلي. وقال:" كانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد شنت حملة تحريض ضدي شخصياً لمشاركتي في أسبوع مناهضة الأبرتهايد، وسارت على خطاها الأبواق الدعائية مثل "يديعوت أحرونوت" و"جيروزاليم بوست" بالإضافة إلى المواقع الألكترونية على الشبكة. ولن تضطر إلى مواجهة الأصوات الفلسطينية ضد الأبرتهايد فحسب، وإنما الأصوات التي تتصاعد في المحافل الدولية المركزية".

التعليقات