عائلة امريكية تقاضي الاحتلال لقتله ابنتها المتضامنة مع الفلسطينيين

راشيل قتلت في السادس عشر من مارس/ اذار 2003 خلال محاولتها وزملائها الحيلولة دون قيام الاحتلال الاسرائيلي بهدم بيوت الفلسطينيين في رفح بطرق سلمية.

عائلة امريكية تقاضي الاحتلال لقتله ابنتها المتضامنة مع الفلسطينيين
قدم ذوو الناشطة الاميركية راشيل كوري التي قتلها الاحتلال في رفح قبل سنتين دعوى قضائية في المحكمة المركزية في مدينة حيفا داخل اراضي 48 ضد دولة اسرائيل وسلطاتها الامنية وطالبوا فيها بتعويضات مادية كبيرة. يشار الى ان راشيل كانت قد قضت في السادس عشر من مارس/ اذار 2003 خلال محاولتها وزملائها الحيلولة دون قيام الاحتلال الاسرائيلي بهدم بيوت الفلسطينيين في رفح بطرق سلمية. الدعوى التي قدمها والدا وشقيقا الراحلة راشيل كوري بواسطة المحامي حسين ابو حسين من مدينة ام الفحم ضد جيش الاحتلال تزامنت مع دعوى مماثلة تقدم اليوم الاربعاء في واشنطن ضد شركة الجرافات "كاتربيلر" الاميركية التي زودت الاحتلال باليات كان من المفروض ان تستخدم للاعمار وتطوير الانسان لا قتله وهي تستند الى قانون امريكي خاص يسمح بمقاضاة منتج الة في حالة استخدامها لقتل انسان كما جاء في لائحة الدعوى التي سيشارك في تقديمها المحامي الفلسطيني جميل دكور. يشار الى ان الاحتلال كان استخدم مثل هذه الاليات الضخمة لهدم مخيم جنين عام 2002.
وبموجب الدعوى المقدمة ضد الاحتلال والمستندة الى تحقيق واسع اجراه المحامي ومنظمة " التضامن مع الفلسطينيين" الدولية التي كانت تنتسب لها رشيل فأن الاخيرة وصلت في يناير / كانون ثاني 2003 الى فلسطين برفقة ناشطين اخرين من امريكا وسكوتلندا واليابان الكثيرون منهم يهود بهدف مساعدة المواطنين الفلسطينيين . رشيل ابنة ال24 عاما كانت وصلت بعد ان انهت دراستها الجامعية في الفنون وهي كاتبة ومعالجة نفسية الى جانب كونها ناشطة معروفة من اجل حقوق الانسان. يشار الى ان منظمة " التضامن " تؤمن بالمقاومة السلمية وهي متأثرة بنظريات المهاتما غاندي ومارتن لور كينغ فيما تعنى بتوثيق ما يجري في الحواجز العسكرية وتزويد الصحافة بتفاصيلها ومساعدة الفلسطينيين طبيا في الاماكن الخاضعة لمنع التجول والاغلاقات والتي تتعرض لهدم المنازل. ويتضح ان راشيل قد استدعيت في يومها الاخير وزميلان اخران الى حي السلام في رفح بهدف التصدي الى محاولة هدم المنزل التابع للدكتور سمير نصر الله الذي اعتادت الاقامة فيه. هناك قامت وزملائها برفع لافتات كبيرة تفيد انهم يتبعون منظمة حقوقية دولية فيما كانت هي تحاول التحدث الى الجنود في الجرافتين والدبابة بواسطة مكبر صوت لاقناعهم بعدم هدم البيت او اطلاق النار. وبحسب الدعوى كان الناشطون الثلاثة يرتدون ملابس خاصة تعكس الاضواء كي تتم مشاهدتهم بوضوح. طيلة ثلاث ساعات عملت الجرافة في شق الطريق وصولا للمنزل بغية هدمه فيما كان الناشطون يحتجون بشكل غير عنيف لكن الجنود اطلقوا العيارات النارية من دبابتهم نحو الارض قريبا منهم. وعند الخامسة مساء اقتربت الجرافة نحو المرحومة وجرفت الارض من تحت قدميها قبالة المنزل فسقطت ارضا لكن سائقها استمر بالتقدم ودهسها واصابها بجراح خطيرة للغاية فتوفيت في مستشفى ابو يوسف النجار بعد عشرين دقيقة من عملية القتل التي تمت عمدا كما اكدت الدعوى واضافت " لم يستجب الجنود لاستغاثات راشيل ومناشداتها بعدم هدم البيت فداسوها بالجرافة التي تزن 64 طنا ومن المفرض ان توظف للبناء لا لزرع الموت". وقد جاء في تقرير معهد التشريح العدلي الاسرائيلي ان معظم اعضاء جسم راشيل الخارجية والداخلية قد تم تحطيمها وتهشيمها.
في حديث مع "عرب48" افصح المحامي حسين ابو حسين ان الجيش رفض تسليم العائلة نتائج تحقيقه بالحادثة ولم يقدم احدا من المسؤولين عنها للقضاء موضحا ان الجريمة تتنافى مع كافة الاعراف الانسانية والاخلاقية ومع القانون الدولي الخاص بكرامة الانسان وحرياته. وكانت الدعوى قد اشارت الى ان المرحومة التي احبها الفلسطينيون واعتبروها شهيدة كانت مليئة بالحياة وكثيرة المهارات ينتظرها مستقبلا زاهرا اجهز عليه الاحتلا بشكل مريع. كما اشارت الدعوى الى الاضرار النفسية والمادية البالغة التي لحق باهلها الذين لم يفيقوا من صدمتهم. واختتمت الدعوى بمطالبة الاحتلال بتعويض اهلها بنحو نصف مليون دولار كتعويضات " خاصة" فيما تركت للمحكمة صلاحية البت بالتعويضات العامة التي تقدر بملايين الدولارات.

التعليقات