كلينتون تشيد بالوساطة التركية؛ ومبعوثان اميركيان رفيعا المستوى يجريان محادثات في دمشق

باشر الموفدان الاميركيان جيفري فيلتمان ودانيال شابيرو السبت في دمشق محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم هي الاولى على هذا المستوى بين البلدين منذ اربع سنوات،

كلينتون تشيد بالوساطة التركية؛ ومبعوثان اميركيان رفيعا المستوى يجريان محادثات في دمشق

أشادت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية يوم السبت بالوساطة التركية بين إسرائيل وسوريا وقالت إن أهمية تلك الاتصالات "لا يمكن وصفها". فيما أعرب وزير الخارجية التركي عن استعداد بلاده لرعاية المباحثات الإسرائيلية السورية مجددا.

وأدلت كلينتون بهذا التصريح في مؤتمر صحفي خلال زيارة قصيرة الى أنقرة ردا على سؤال بشأن خطط واشنطن المُحتملة بشأن إعادة سفيرها الى دمشق. وأضافت أن واشنطن لم تتخذ قرارا بعد بخصوص إعادة السفير الأمريكي الى سوريا.

وكانت واشنطن قد سحبت سفيرها وكثفت العقوبات ضد دمشق عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في فبراير شباط 2005.

ولكنها أشادت بالوساطة التركية بين سوريا واسرائيل وقالت "ان أهمية هذا المسار وجهود السلام لا يمكن التقليل من شأنها. تركيا لعبت دورا مهما للغاية."

ويدرس الرئيس الامريكي باراك أوباما السياسة الامريكية ازاء سوريا بما في ذلك إعادة السفير الامريكي الى دمشق. وقالت كلينتون "لم نقرر بعد أي خطوة قادمة."

وأشارت كلينتون الى أن أوباما سيزور تركيا الشهر المقبل. وقالت "اتخذ القرار في ساعة متأخرة أمس في واشنطن ونحن متحمسون للغاية بشأن مجيء الرئيس الى تركيا.. وسيتم الاعلان عن الموعد المحدد قريبا." وأشارت الى أن الزيارة تجسد الاهمية التي تقيمها الولايات المتحدة لعلاقاتها مع تركيا.

من جانبه أعرب وزير الخارجية التركي علي باباجان عن استعداد بلاده للعب دور الوساطة مجددا بين سوريا وإسرائيل التي توقفت على إثر الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة. وقال باباجان إن تركيا على استعداد لتجديد الوساطة إذا ما رغبت إسرائيل وسوريا بذلك. وكانت العلاقات التركية الإسرائئيلية قد شهدت أزمة على إثر احتدام النقاس والتراشق الكلامي بين رئيس الوزراء التركي أردوغان والرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس حول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة خلال مؤتمر دافوس الاقتصادي الذي عقد في سويسرا في نهاية شهر يناير/ كانون الثاني الماضي.

وفي الوقت ذاته التقى مسؤولان أمريكيان رفيعان بوزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق يوم السبت في أول زيارة يقوم بها مسؤولون أمريكيون لسوريا منذ يناير كانون الثاني 2005. وأجرى الموفدان الاميركيان جيفري فيلتمان ودانيال شابيرو السبت في دمشق محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم هي الاولى على هذا المستوى بين البلدين منذ اربع سنوات.

وقال فلتمان للصحفيين ان الولايات المتحدة وسوريا أجرتا محادثات "بناءة" في دمشق يوم السبت ولكنه لم يذكر المزيد من التفاصيل مضيفا أن الفريق الامريكي لم يجتمع مع الرئيس السوري بشار الاسد.

وتابع فلتمان للصحفيين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف "أجرينا محادثات بناء وشاملة اليوم." وأضاف أنه سيسافر الى لبنان بعد ذلك ثم سيجري مشاورات في دولة أوروبية لم يحددها قبل العودة لواشنطن.

وقبل دمشق، زار مساعد وزيرة الخارجية الاميركية بالوكالة لشؤون الشرق الاوسط ،فيلتمان ومستشار الامن القومي للشرق الاوسط في البيت الابيض شابيرو بيروت.

ووصلت العلاقات الاميركية السورية الى ادنى مستوى لها في ظل ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الذي اتهم دمشق بالتغاضي عن تدفق الاسلحة والامدادات الى المسلحين في العراق المجاور. وشهدت العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والولايات المتحدة توترا منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري العام 2005.

ويعود اخر اتصال على هذا المستوى بين البلدين الى كانون الثاني/يناير 2005 عندما زار المسؤول الثاني في وزارة الخارجية الاميركية حينها ريتشارد ارميتاج دمشق على ما ذكرت وزارة الخارجية الاميركية.

وتأتي هذه الزيارة في وقت اعربت فيه الادارة الاميركية الجديدة عن عزمها التحاور مع خصوم الولايات المتحدة في الشرق الاوسط.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسة عن مسؤول اميركي طالبا عدم الكشف عن اسمه "ان الولايات المتحدة وسوريا لديهما اختلافات في الرأي حول الكثير من المواضيع المهمة وهذه فرصة لتبادل الاراء حول المسائل الثنائية والاقليمية".



التعليقات