كورية الشمالية تنفي أنها زودت سورية بمعلومات نووية، والجعفري ينفي حصول غارة إسرائيلية

الجعفري ينفي أي غارة، سواء بالنسبة إلى ضرب أسلحة موجّهة إلى حزب الله أو إلى وجود تعاون نووي مع كوريا الشمالية * "نيويورك تايمز" تدعي أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بالهجوم المزعوم قبل تنفيذه

كورية الشمالية تنفي أنها زودت سورية بمعلومات نووية، والجعفري ينفي حصول غارة إسرائيلية
مع استمرار الصمت الرسمي الإسرائيلي حيال تسلل الطيران الإسرائيلي إلى الأجواء السورية، تواصل الصحف الأمريكية والبريطانية اقتباس تصريحات منسوبة لإسرائيليين، وتقوم وسائل الإعلام الإسرائيلية باقتباسها ثانية.

وفي سياق ذي صلة، نفت كورية الشمالية، اليوم الثلاثاء، بشدة الادعاءات بأنها زودت سورية بمعلومات نووية. وقالت وزارة الخارجية الكورية في ردها الرسمي إن الشبهات التي طرحت هي "مؤامرة غير ذكية".

إلى ذلك، نقلت التقارير الإسرائيلية عن "نيويورك تايمز"، صباح اليوم، ما نسب إلى مصادر إسرائيلية وأمريكية، بأن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة حول الهجوم المزعوم على سورية في السادس من الشهر الجاري، قبل تنفيذه بوقت قصير.

وبحسب التقرير المذكور فإن المعلومات الأمنية بشأن الشبهات المزعومة حول التعاون بين سورية وشمال كورية، ظلت محصورة وسط عدد صغير جداً من كبار المسؤولين في واشنطن وإسرائيل.

إلى ذلك، اقتبست التقارير الإسرائيلية أيضاً الصحيفة البريطانية "ساندي تايمز"، التي ادعت أن إسرائيل بدأت الاستعداد لتنفيذ الهجوم المذكور في الربيع، وذلك في أعقاب معلومات قام الموساد بتقديمها إلى الحكومة، والتي بموجبها فإن سورية تسعى لامتلاك منشأة نووية من كورية الشمالية، على حد قول الصحيفة البريطانية.

واقتبست الصحيفة مصادر في سلاح الجو الإسرائيلي تدعي أن القمر الصناعي "أوفيك 7" زود صوراً للهدف في سورية. كما ادعت الصحيفة أن التوتر الحاصل في هضبة الجولان في الأشهر الأخيرة نابع من قرار وزير الأمن، إيهود براك، بمضاعفة قوات الاحتلال في هضبة الجولان، وذلك خشية رد عسكري سورية على الهجوم الإسرائيلي المزعوم.

ومن جهتها كتبت صحيفة "أوبزيرفر" البريطانية، أن الهجوم على المنشأة النووية في سورية شارك فيه 8 طائرات "أف 15" و"أف 16" تابعة لسلاح الجو. وبحسب التقرير، فإن الطائرات المذكورة كانت تحمل صواريخ جو – أرض، وقنابل تزن 250 كيلوغراماً كل واحدة. كما ادعت الصحيفة أن قوات برية من "شلداغ" شاركت في العملية، وقامت بتوجيه الطائرات نحو الأهداف بواسطة معدات تعمل بالليزر.

نفى مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشّار الجعفري أمس «أي غارة إسرائيلية على سوريا، سواء بالنسبة إلى ضرب أسلحة موجّهة إلى حزب الله أو إلى وجود تعاون نووي مع كوريا الشمالية»، ساخراً من التصريحات الإعلامية المتكررة عن حقيقة مهمة الانتهاك الإسرائيلي للأجواء السورية.

وقال الجعفري إن «كل التصريحات الإعلامية الأميركية صدرت بعد خمسة أيام من الصمت الإسرائيلي وتضاربت في ما بينها، كما لو أن الولايات المتحدة كانت تبحث لإسرائيل عن حجة»، مشيراً إلى أن «المحاولة الأميركية بدأت بتسريب معلومات عن أن الهدف كان ضرب شحنة أسلحة لحزب الله ثم تطورت للحديث عن أنها تعكس تعاوناً سورياً كورياً، وأخيراً زعم المندوب الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون أن الغارة موجّهة لتحذير إيران وسوريا معاً».

وأضاف الجعفري «لمّا لم تنطل الحيلة على أحد، عادت المصادر الأميركية إلى ترويج مقولة إن الهدف كان برنامج تعاون نووي سوري - كوري».

واستنتج الجعفري «أن السياسة الأميركية تسعى إلى حماية الانتهاك الجوي الإسرائيلي لسوريا بشتى السبل، لأن إسرائيل لا تستطيع أن تقرّ بحقيقة فعلتها».

وقال «إذا أقرّت إسرائيل وكشفت عملها، فستتحمّل المسؤولية بموجب القانون الدولي المترتب على التحليق. وستوفر المبرر لأي رد سوري أياً يكن شكله».

وأضاف الجعفري إن «إسرائيل راهنت في البداية على تقبّل الرأي العام الدولي والإقليمي والعربي للاعتداء من خلال المراهنة على أن سوريا معزولة على هذه المستويات الثلاثة. وتوقعت أن تسكت سوريا بناءً على هذا التصوّر. لكن ما حصل كان خلاف ذلك تماماً. فالرأي العام العربي والإقليمي والدولي رفض هذه الانتهاك الجوي، وعدّه مصدراً لزيادة حدة التوتر القائم حالياً في المنطقة. كما أن سوريا نجحت في نقل المسألة إلى قلب مجلس الأمن الدولي. لذا اضطرت الولايات المتحدة إلى التدخل حمايةً لإسرائيل».

وأشار المندوب السوري إلى أن «كوريا الجنوبية، الحليفة التاريخية للولايات المتحدة، خالفت الادعاءات الأميركية عن وجود تعاون نووي بين سوريا وكوريا الشمالية ونفته تماماً». وقال «إن هذا الأمر قد ينتهي بتأديب واشنطن للحليف الكوري الجنوبي».

التعليقات