مرض حرب الخليج حقيقي ويعاني منه 175 ألف جندي أمريكي

-

مرض حرب الخليج حقيقي ويعاني منه 175 ألف جندي أمريكي
توصل تقرير موسع صدر يوم أمس الأول، الإثنين، إلى أن مرض حرب الخليج هو حقيقة، حيث يعاني منه ربع الجنود الأمريكيين السابقين، ممن شاركوا في حرب الخليج عامي 1990 و1991، والبالغ عددهم الإجمالي 700 ألف جندي.

وخلص التقرير إلى وجود أدلة علمية، تثبت أعراض مرض حرب الخليج، حيث تم تشخيصها على أنها ناتجة عن التعرض لمواد كيماوية، تعدّ سامة.

وذكر التقريرالحكومي المؤلف من 452 صفحة، أنه لم يتم العثور بعد على علاج للمرض، إلا أن التقرير الذي أعد من قبل اللجنة الاستشارية الخاصة بالبحث في أمراض حرب الخليج، لاحظ أن عددا قليلا من الجنود السابقين الذين أصيبوا بالأعراض المشار إليها قد تخلصوا منها بمرور الزمن.

وقال أنطوني هاردي العضو في اللجنة، إن "التقرير هو حل لمرحلة تعتبر من أحلك فصول حرب الخليج". وأضاف أن "الحكومة الفيدرالية أهدرت الكثير من السنوات بسبب ترددها في حل هذه القضية ورفضها حقيقة مرض الجنود."

وقد تم عرض التقرير، الذي يحمل عنوان "مرض حرب الخليج، والحالة الصحية للجنود السابقيين" على جيمس بيك، أمين عام لجنة المحاربين القدامى في مؤتمر في واشنطن.

وطبقا للتقرير، فإن أعراض المرض تتضمن فقدان الذاكرة، ونقص التركيز، والصداع المزمن، ومشاكل في المعدة بالإضافة إلى تشوهات أخرى.

وبالرغم من تفاوت أعراض المرض، عند الجنود، إلا أن التقرير وجد قواسم مشتركة بين الحالات المرضية التي أصيب بها من شارك في حرب الخليج، في حين لم يكن هناك مثل هذه القواسم بين الذين لم يشاركوا في الحرب المشار إليها.

وسجل التقرير ارتباطا بين مرض حرب الخليج، الذي يعتبر مرضا جسديا مختلفا عن حالة المرض النفسية، ومرض تصلب الأنسجة المتعدد، حيث لوحظ ارتفاع ملحوظ لهذه الأمراض بين جنود حرب الخليج بالمقارنة مع جنود الحروب الأخرى.

يذكر أن مرض حرب الخليج يسبب تغييرات بيولوجية في الدماغ والجهاز العصبي للإنسان، ولم يكن متاحا قبل صدور التقرير إمكانية تشخيص هذه التغييرات ولكن بعد صدوره، أصبح المرض معروفا.

وأشار التقرير إلى وجود سببين محتملين للمرض، الأول هو تناول جنود حرب الخليج لحبوب "بيريدوستيجمين البروميد" التي كانت تعطى للجنود للتخفيف من توترهم، أما السبب الثاني فهو التعرض لمبيدات حشرية كانت تستخدم في ذلك الوقت.

وانتهى التقرير إلى عدم وجود ارتباط بين المرض وتعرض الجنود إلى آثار اليورانيوم أو تناول لقاح الجمرة الخبيثة الذي كان يؤخذ في ذلك الوقت.

ووصف كين روبنسون، ضابط مخابرات من كبار ضباط وزارة الدفاع، المفوض في البحث في هذا المرض، أن "هذا المرض ليس خياليا، وأن الكثير من العائلات تعاني منه، ومهمتنا الآن أصبحت التأكد من حصول الجنود على الرعاية الصحية المطلوبة."

وقال روبنسون إن "الجنود الحاليين ليسوا عرضة للمرض، لأن الجيش لم يعد يستخدم "بيريدوستيجمين البروميد" والمبيدات الحشرية التي كانت سببا في ظهور المرض."

وطالب التقريربرفع المبالغ المخصصة لتمويل الأبحاث المتصلة بالمرض إلى حوالي 60 مليون دولار سنويا، مشيرا إلى انخفاض التمويل بشكل كبير منذ عام 2001.

التعليقات