"نيويوركر": معلومات حول محاولات لإنتاج قنبلة نووية في إيران عن طريق جواسيس إسرائيليين..

"استخبارات البنتاغون تقترح أخذ التقارير الإستخبارية الإسرائيلية بجدية، وأنه من الممكن أن تكون المعطيات التي يتم جمعها بواسطة الأقمار الصناعية والمجسات غير كافية"

أفاد تقرير كتبه سيمور هيرش في أسبوعية "نيويوركر" الأمريكية، نشر أمس، الإثنين، أن إسرائيل قامت بنقل معلومات إلى البيت الأبيض تم جمعها من خلال جواسيس إسرائيليين يعملون في إيران، تشير إلى أن إيران قامت بتطوير وأجراء تجارب على معدات من أجل تفعيل قنبلة نووية.

وبحسب الأسبوعية الأمريكية فإن البيت الأبيض تلقى هذه المعلومات، إلا أنه لم يقم بنقلها إلى وكالة الإستخبارات المركزية (سي آي إيه). وجاء أن تقديرات وكالة الإستخبارات تشير إلى أن إيران لا تزال بعيدة عن إنتاج قنبلة نووية.

كما جاء أن هناك خلافاً بين وكالة الإستخبارات المركزية والبيت الأبيض ووكالة الإستخبارات التابعة للبنتاغون. حيث أن وكالة الإستخبارات المركزية ليس لديها أي دليل قاطع بشأن البرنامج النووي الإيراني وتعتمد تقديراتهم على معلومات تقنية تم جمعها من الأقمار الصناعية وفحوصات أخرى، من بينها قياس مستوى الأشعة لعينات ماء ودخان من المصانع ومحطات الطاقة.

وأضاف التقرير أن هناك معطيات إستخبارية أخرى تم جمعها بواسطة أجهزة متطورة تمت زراعتها عن طريق جواسيس إسرائيليين، في السنة الأخيرة، بالقرب من المنشآت المشتبهة بعلاقتها بإنتاج أسلحة نووية في إيران. ولم يتم تسجيل أي مستوى ملموس للنشاط الإشعاعي.

إلى ذلك، فإن هناك خلافاً بين البيت الأبيض وبين وكالة الإستخبارات التابعة للبنتاغون بشأن تقديرات وكالة الإستخبارات المركزية. حيث يقترح عناصر البنتاغون أخذ التقارير الإستخبارية الإسرائيلية بجدية، ويؤكدون أنه من الممكن أن تكون المعطيات التي يتم جمعها بواسطة الأقمار الصناعية ومجسات أخرى على الأرض غير كافية، وأن هناك حاجة إلى مصادر إستخبارية تعتمد على العنصر البشري.

وفي المقابل فإن البيت الأبيض يرفض نقل هذه "المعلومات الخام" إلى وكالة الإستخبارات المركزية، التي تطلب بدورها معرفة مصادر هذه المعلومات الإسرائيلية، وأين تقع منطقة التجارب النووية، وكم عدد المرات التي أجريت فيها هذه التجارب.

كما كتب معد التقرير، سيمور هيرش، أن إسرائيل والولايات المتحدة تعملان بتعاون حتى على مستويات أخرى. وتشير التحقيقات إلى أن الدولتين تعملان في الأشهر الستة الأخيرة على دعم الحركة السرية الكردية. حيث جاء أن إسرائيل تساعد أعضاء الحركة في التدريبات والمعدات، كما تزودهم بقائمة أهداف في داخل إيران، والتي تشكل مصلحة أمريكية. ويقوم عناصر الحركة الكردية بالتوغل إلى داخل إيران في محاولة لضرب الإستقرار من الداخل. وبحسب التحقيق فإن جل نشاط الحركة يتركز في منطقة بلوشستان على الحدود الأذرية (مع أذربيجان).

ومن جهتها فإن إسرائيل نفت صحة العمليات المشتركة مع الحركة الكردية، كما نفى البيت الأبيض بدوره بشدة ما جاء في التقرير، وقال في بيان له إن "سيمور هيرش يواصل سلسلة المقالات غير الدقيقة حول إدارة بوش، بمقال آخر غير دقيق حول سياسة الإدارة تجاه إيران". وكان رد هيرش في مقابلة مع شبكة سي أن أن" أن الإدارة الأمريكية قد سبق وأن أنكرت تحقيقاً سابقاً قام به حول التعذيب في سجن أبو غريب، والذي تبين لاحقاً أن ما ورد فيه كان صحيحاً.

التعليقات