تسريبات ويكيليكس تظهر جهود جمع المعلومات عن الصديق قبل العدو..

من أرقام بطاقات ائتمانية لزعماء أفارقة الى صداقات بساسة بريطانيين تظهر البرقيات التي سربها موقع ويكيليكس على الانترنت أن الدبلوماسيين الامريكيين لم يألوا جهدا في جمع المعلومات عن الاصدقاء والاعداء على حد سواء.

تسريبات ويكيليكس تظهر جهود جمع المعلومات عن الصديق قبل العدو..

من أرقام بطاقات ائتمانية لزعماء أفارقة الى صداقات بساسة بريطانيين تظهر البرقيات التي سربها موقع ويكيليكس على الانترنت أن الدبلوماسيين الامريكيين لم يألوا جهدا في جمع المعلومات عن الاصدقاء والاعداء على حد سواء.

وتتضمن البرقيات التي تم نشرها طلبات وتقارير عن مجموعة من الموضوعات تتراوح من التوقعات بشأن المحاصيل الى شراء معدات عسكرية الى تعليقات اجتماعية لكنها تركز بشكل خاص على أنشطة شخصيات مهمة.

ويقول عديدون عن البرقيات "يعتمد مجتمع المخابرات في جانب كبير من المعلومات عن الاشخاص على موظفي وزارة الخارجية الذين يعدون تقارير بها. الابلاغ غير الرسمي بالمعلومات عن الاشخاص من خلال البريد الالكتروني والوسائل الاخرى ضروري لجهود الجمع التي يبذلها المجتمع (المخابراتي)."

ومن بين المعلومات التي يتم طلبها اسماء منظمات ومسميات مناصب وتفاصيل أخرى تحملها بطاقات التعارف وعناوين بريد الكتروني وعناوين مواقع الكترونية وأرقام بطاقات ائتمانية وجداول العمل.

كما طلبت كلمات مرور خاصة بالكمبيوتر الى جانب بيانات متعلقة بالبيولوجيا الاحصائية - وهو الدراسة التطبيقية لعلم الاحصاء على المشاهدات البيولوجية - غير أنه لم يتضح الغرض من هذا.

وتظهر احدى البرقيات التي نشرتها صحيفة جارديان البريطانية وهي مؤرخة في شهر يناير كانون الثاني هذا العام مسؤولا كبيرا بوزارة الخارجية الامريكية يشكر السفارة البريطانية على معلومات بشأن وزير في حكومة الظل.

وكان الان دنكان وزيرا في حكومة الظل وأصبح الان وزيرا للتنمية الدولية بعد الانتخابات العامة التي جرت في مايو ايار وتمخضت عن ائتلاف للمحافظين والديمقراطيين الاحرار وهو تاجر نفط سابق وواحد من حفنة من كبار الساسة الذين لا يخفون أنهم مثليون.

وقالت وزارة الخارجية انها رحبت على وجه الخصوص بالمعلومات المتعلقة بخبراته في الشرق الاوسط وصداقته مع وزير الخارجية الحالي وليام هيج الذي اضطر الى انكار أنه مثلي في وقت سابق هذا العام بعد أن أفادت تقارير نشرتها صحف بأنه أقام في نفس الغرفة بفندق مع أحد مساعديه.

وقالت البرقية "وجد محللون... المعلومات ثاقبة وفي توقيت جيد بشكل استثنائي لان المحللين يعدون مخرجات نهائية عن القيادة المحافظة من أجل كبار صناع القرار."

ثم طلبت البرقية المزيد من المعلومات من بينها معلومات عن علاقة دنكان بهيج ورئيس الوزراء الحالي ديفيد كاميرون ورؤية حول الدور الذي قد يلعبه في حكومة للمحافظين فضلا عن طموحاته السياسية الابعد.

ومن بين البرقيات الاخرى التي تم تسريبها طلبات بمعلومات شخصية عن زعماء أفارقة من منطقة البحيرات العظمى ومسؤولين كبار من الامم المتحدة.

وتخوض برقية مؤرخة في فبراير شباط 2010 في لقاء مع رئيس اذربيجان الهام علييف في تفاصيل صريحة عن تقييمه للعلاقة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس ديمتري ميدفيديف.

وجاء في البرقية أن علييف "قال انه شخصيا شهد ميدفيديف يتخذ قرارات تطلبت حينئذ مزيدا من الموافقات قبل تطبيقها... قال ان هناك مؤشرات على مواجهة قوية بين فريقي الرجلين غير أنها لم تحدث بعد بين بوتين وميدفيديف شخصيا."

وكان علييف يفترض أن هذه التعليقات لن تظهر للعلن أبدا ويشعر بعض الخبراء بالقلق من أن الدبلوماسيين الامريكيين قد يجدون الان أن أفضل الشخصيات التي تمدهم بالمعلومات تخضع لمراقبة عن كثب.

وقال جون ليبو المسؤول السابق بوكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي. ايه) واستاذ دراسات الامن القومي بمركز جورج سي. مارشال الاوروبي في المانيا "متى قوضت الثقة في وزارة الخارجية كشريك يعتمد عليه في الحوار يكون من الصعوبة الشديدة بمكان استعادتها."

وأضاف "كما هو الحال عند جمع المعلومات الصحفية ومعلومات المخابرات يجب أن يتمكن الدبلوماسيون من أن يظهروا للمصادر أن ما يكشفونه لهم يخضع لحماية جيدة."

وتنقل وثيقة أخرى نشرتها صحيفة نيويورك تايمز عن برقية للسفارة الامريكية اثارة احتمال أن يكون الزعيم الليبي معمر القذافي كان على علاقة رومانسية مع ممرضة أوكرانية وصفت بأنها "شقراء جذابة."

وقالت مصادر مطلعة انه يجب الا يندهش أحد من عمق جمع معلومات المخابرات الامريكية. وتقول المصادر ان هذا ببساطة ما تفعله الحكومات.

وقال اليستير نيوتن الدبلوماسي البريطاني السابق والمسؤول بالحكومة الذي يعمل الان محللا لحساب بنك نومورا الياباني "مما رأيته.. المفاجأة الرئيسية ستكون اذا لم تكن الولايات المتحدة تقوم ببعض الامور التي كشفها موقع ويكيليكس."

التعليقات