المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة تطالب بنشر كل الوقائع الدقيقة لقتل بن لادن

طلبت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي اليوم الخميس بـ "نشر الوقائع الكاملة والدقيقة" لمقتل زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن. وقالت بيلاي ردا على سؤال ان كانت راضية عن تفسيرات الاميركيين لجهة شرعية العملية "انا اؤيد نشر الوقائع بشكل كامل ودقيق".

المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة تطالب بنشر كل الوقائع الدقيقة لقتل بن لادن

طلبت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، نافي بيلاي، اليوم الخميس بـ "نشر الوقائع الكاملة والدقيقة" لمقتل زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن. وقالت بيلاي ردا على سؤال إن كانت راضية عن تفسيرات الأميركية لجهة شرعية العملية: "انا اؤيد نشر الوقائع بشكل كامل ودقيق".

وأضافت في تصريحات صحافية خلال زيارة لأوسلو: "أعتقد أنه ليس فقط اجهزتي بل العالم كله يملك الحق في معرفة ما جرى بدقة".

في السياق ذاته، أثار قتل أسامة بن لادن وهو أعزل مخاوف من أن تكون الولايات المتحدة تجاوزت الحدود حين تصرفت كشرطي وقاض ونفذت حكم الاعدام في أكثر الرجال المطلوبين في العالم.

غير أن وزير العدل ايريك هولدر قال للجنة لمجلس الشيوخ الامريكي أمس الأربعاء أن قتل زعيم القاعدة عمل مشروع.

وقال هولدر: "إنه رئيس القاعدة وهي منظمة نفذت هجمات 11 من سبتمبر. وكان للعملية التي استهدفت ابن لادن ما يبررها بوصفها عملا من أعمال الدفاع الوطني عن النفس."

وأضاف: "يجوز قانونا استهداف مقاتل عدو في الميدان. وفعلنا هذا على سبيل المثال فيما يتعلق بياماموتو في الحرب العالمية الثانية حينما تم اسقاطه في طائرة."

وقال هولدر إنه حتى إذا كان بن لادن حاول الاستسلام "فإنه كان هناك أساس وجيه في نظر هؤلاء الشجعان اعضاء فريق البحرية ليفعلوا ما فعلوه لحماية انفسهم والاشخاص الاخرين الذين كانوا في المبنى."

وعلق هيلموت شميت، المستشار الألماني السابق، على العملية وقال للتلفزيون الألماني إنه قد تكون لها عواقب غير محسوبة على العالم العربي في وقت يشهد فيه اضطرابات. واضاف قوله: "هذا انتهاك واضح للقانون الدولي."

وتبنى نفس الرأي جيفري روبرتسون، المحامي الأسترالي البارز المدافع عن حقوق الإنسان، والذي قال لتلفزيون هيئة الاذاعة الأسترالية في تصريحات من لندن: "هذا ليس عدلا. هذا تحريف للمعنى فالعدالة تعني تقديم شخص ما للمحكمة واثبات ادانته بالادلة واصدار الحكم عليه."

وتابع: "هذا الرجل أعدم في اطار محاكمة صورية بل ان ما يتضح الان بعد قدر ليس بالقليل من المعلومات المغلوطة من البيت الأبيض أن ربما ما حدث كان عملية اغتيال بدم بارد."

وقال روبرتسون إنه كان من الواجب محاكمة بن لادن مثلما حوكم النازيون في الحرب العالمية الثانية في نورمبرج إو مثل محاكمة الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش بتهمة ارتكاب جرائم حرب في لاهاي بعد اعتقاله عام 2001 .

واستطرد متحدثا عن بن لادن: "آخر شيء كان يريده هو أن يمثل للمحاكمة ويدان وينهي حياته في سجن بولاية نيويورك. لكنه حصل على ما يريده تماما. أن يقتل في الجهاد ويدخل الجنة ولقد أعطاه الأميركيون ذلك."

وقال خيرت جان نوبس، خبير القانون الدولي المقيم في هولندا، إنه كان ينبغي اعتقال بن لادن وترحيله إلى الولايات المتحدة.

واستطرد: "الأميركيون يقولون إنهم في حرب مع الارهاب وأن بامكانهم القضاء على معارضيهم في أرض المعركة... لكن هذا القول لا يستقيم في الاطار الرسمي البحت."

وقال سيد احمد بخاري، وهو رجل دين مسلم بارز في العاصمة الهندية، إن القوات الأميركية كان بوسعها اعتقال بن لادن بسهولة.

وقال: "أميركا تروج لقانون الغاب في كل مكان سواء في أفغانستان أو العراق أو باكستان أو ليبيا. الناس التزموا الصمت طويلا لكنها الآن تجاوزت كل الحدود."

وقال سون هاد المتحدث باسم جماعة أنصار التوحيد التي أسسها رجل الدين الاندونيسي ابو بكر باعشير ان بن لادن أصبح شهيدا.

وقال "في حكم الاسلام حين يقتل رجل وهو يحارب من اجل الاسلام سيتبوأ أعلى مكانة يصلها الانسان بعد الرسل وهي مكانة الشهداء. اسامة قاتل من اجل الاسلام ومن أجل الشريعة."

وفي نظر عدد من الزعماء المسلمين كانت القضية الاكثر اثارة للجدل هي دفن جثمان بن لادن في البحر وهو ما يخالف الممارسات الاسلامية المتعارف عليها.

وأعلن البيت الابيض الامريكي الثلاثاء ان زعيم القاعدة قاوم الفريق الامريكي الذي اقتحم مخبأه في باكستان وانه ثارت مخاوف من ان " يقاوم عملية الاعتقال."

وامتنع جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض عن تحديد نوع المقاومة التي أبداها بن لادن لكنه قال "توقعنا قدرا كبيرا من المقاومة ولقينا قدرا كبيرا من المقاومة. كان هناك كثيرون اخرون مسلحون... في المجمع."

وقال "المقاومة لا تقتضي ان تكون بسلاح ناري. وانا علي يقين ان مزيدا من التفاصيل سيكشف عنه حينما يصبح متاحا."

وقال مسؤولون امريكيون ان زعيم تنظيم القاعدة دفن في البحر من على ظهر حاملة طائرات امريكية في شمال بحر العرب بعد اتمام الغسل واجراءات الدفن وفقا للشعائر الاسلامية.

وقال الشيخ السعودي عبد المحسن العبيكان وهو مستشار للديوان الملكي السعودي ان هذا لم يكن دفنا اسلاميا فالمسلم يدفن في الارض اذا مات على الارض مثل باقي البشر.

وقال عامدان عضو مجلس العلماء في اندونيسيا اكبر دولة اسلامية من حيث تعداد السكان ان عملية الدفن تثير قلقه أكثر من عملية القتل ذاتها.

وقال لرويترز "دفن شخص ما في البحر يحدث في وضع استثنائي للغاية. فهل كان الوضع كذلك؟."

وأضاف "اذا لم تستطع الولايات المتحدة تفسير ذلك سيبدو الامر كالتخلص من حيوان وهذا معناه عدم احترام للانسان... ما فعلوه يمكن أن يثير مزيدا من مشاعر الاستياء بين أنصار اسامة."

التعليقات