العالم يسارع للاعتراف بالدولة 193، وسلفيا كير يعلن العفو عن المتمردين

سارع المجتمع الدولي، بما فيه الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، والاتحاد الاوروبي، ودول كبرى أخرى، إلى الاعتراف بدولة جنوب السودان الحديثة العهد، مؤكدا دعمه هذا البلد، الذي يعتبر من أكثر البلدان فقرا في العالم، وأعلن السبت استقلاله، ليكون الدولة رقم 193 في العالم.

العالم يسارع للاعتراف بالدولة 193، وسلفيا كير يعلن العفو عن المتمردين

 

سارع المجتمع الدولي، بما فيه الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، والاتحاد الاوروبي، ودول كبرى أخرى، إلى الاعتراف بدولة جنوب السودان الحديثة العهد، مؤكدا دعمه هذا البلد، الذي يعتبر من أكثر البلدان فقرا في العالم، وأعلن السبت استقلاله، ليكون الدولة رقم 193 في العالم.

وفي بيان يعلن اعتراف واشنطن الرسمي بجنوب السودان، قال الرئيس باراك أوباما: "في حين يبدأ سودانيو الجنوب مهمة بناء بلدهم الجديد الصعبة، تعد الولايات المتحدة بأن تكون شريكتهم في سعيهم إلى الأمن، والتنمية، والحكم الذي يلبي تطلعاتهم، واحترام حقوق الانسان".

 السودان تعترف رسميا

وفي قرار تلاه الجمعة، وزير رئاسة الجمهورية، بكري حسن صالح، أعلنت حكومة السودان اعترافها رسميا بقيام دولة جنوب السودان، وأفاد القرار: "تعلن جمهورية السودان رسميا، اعترافها بقيام جمهورية جنوب السودان، دولة مستقلة ذات سيادة".

وأضاف حسن صالح: "تعلن جمهورية السودان اعترافها رسميا بدولة جنوب السودان، دولة مستقلة ذات سيادة، وفقا للحدود القائمة في الأول من كانون الثاني/يناير 1956، والحدود القائمة عند توقيع اتفاق السلام الشامل في 2005، انطلاقا من اعترافها بحق تقرير المصير، واعترافها بنتيجة الاستفتاء الذي أجري في التاسع من كانون الثاني/يناير 2011، وإنفاذا لمبادىء القانون الدولي".

وأكد أن السودان يعلن "التزامه بإنفاذ اتفاق السلام الشامل، وحل القضايا العالقة مع الجنوب"، مضيفا أن الحكومة السودانية "تدعو حكومة جنوب السودان للاستمرار في الاعتراف بالاتفاقيات الدولية والثنائية، التي وقعتها حكومة السودان".

روسيا تهنئ والصين تأمل

ووجه الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف، برقية تهنئة إلى نظيره السوداني الجنوبي، سلفا كير، بعد إعلان استقلال جنوب السودان، وفق ما أعلن الكرملين في بيان.

واعتبر الرئيس الروسي في برقيته، أن إقامة "علاقات حسن جوار" بين جنوب السودان والسودان، سيتيح "تعزيز السلام في وسط أفريقيا وشرقها".

من جهتها، أملت الصين، وهي أكبر شريك تجاري للسودان، وأكبر مستثمر في صناعته النفطية، بأن يحترم الشمال والجنوب "حسن الجوار، وأن يكونا شريكين وشقيقين إلى الأبد"، كما أعلن الموفد الخاص للرئيس هو جينتاو، في الاحتفالات بالاستقلال.

ارتياح في الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي يدرس اتفاق شراكة

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الذي حضر الاحتفالات في العاصمة، جوبا، عن ارتياحه لفتح "صفحة جديدة لجنوب السودان"، وحض البلدين الجارين على إقامة علاقات "ثقافية، وسياسية، وتجارية إيجابية وسلمية".

غير أنه استذكر أنه لا بد من "الإصغاء لصوت شعب أبيي - الولاية الحدودية المتنازع عليها- وجنوب كردفان"، الولاية النفطية الوحيدة في الشمال، والتي تشهد معارك بين القوات الحكومية وميليشيات موالية للجنوب.

من جانبه، أكد الاتحاد الاوروبي أنه "يدرس اتفاق شراكة مع جمهورية جنوب السودان، ويشجع قادتها على احترام التعددية والتنوع بهدف إقامة مجتمع ديموقراطي، تسوده العدالة، ويقوم على القانون واحترام حقوق الإنسان".

كذلك التزمت الدولتان العضوان في الاتحاد، والعضوان الدائمان في مجلس الأمن الدولي، بريطانيا، القوة الاستعمارية سابقا في السودان، وفرنسا، بتقديم الدعم لجنوب السودان.

بريطانيا وفرنسا وألمانيا ترحب

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، في بيان: "إننا نرحب بجنوب السودان بين مصاف الأمم، كما نتطلع لمد أواصر أوثق بين بريطانيا وجنوب السودان، خلال الشهور والأعوام المقبلة".

وقال الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، إنه "يرحب باستقلال جنوب السودان"، و"يهنىء سلطات الشمال والجنوب، وكذلك شعبي هذين البلدين، لأنهما عرفا كيف يجتازان سلميا هذه المرحلة التاريخية".

وأضاف البيان أن فرنسا "تؤكد دعمها لجنوب السودان، حكومة وشعبا، بهدف بناء دولة ديموقراطية، وإحلال السلام والأمن، والتطور في كل أرجاء البلاد".

وأعلنت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، قائلة: "الآن تبدأ مهمة دعم جنوب السودان على طريق الاستقرار، مما سيؤمن للناس السلام والأمن والتنمية الاقتصادية.

البشير يطالب برفع العقوبات عن الخرطوم، ومصر تعترف بالدولة الجديدة

وأكد الرئيس السوداني، عمر البشير، في حفل إعلان استقلال جنوب السودان في جوبا، أن نجاح الدولة الوليدة، هو نجاح لبلاده، مجددا مطالبته الاتحاد الاوروبي، والولايات المتحدة، برفع العقوبات عن الخرطوم، قال: "ندعو الرئيس الامريكي باراك أوباما، إلى أن يفي بالتزامه الذي أعلنه برفع العقوبات الأحادية عن السودان، بما يفتح المجال لتطبيع علاقة بلاده بالسودان."

وقال البشير أمام آلاف الجنوبيين الذين عبروا عن بهجتهم بعد كلمته، إنه يهنيء الأشقاء في الجنوب على قيام دولتهم الجديدة.. وأضاف أنه يشاركهم ابتهاجهم واحتفالهم قائلا: "إن إرادة شعب الجنوب يجب أن تحترم."

وقال البشير: "رغم إيماننا بأن وحدة السودان كانت الأفضل والأجدى والأنفع لأهلها في الجنوب"، فإنه يجب حماية المكاسب التي تحققت خلال السنوات الأخيرة نتيجة للاقتناع المشترك بجدوى السلام.

وقال رئيس السودان الذي خسر ثلث أراضيه، ونحو ثلاثة أرباع احتياطياته النفطية نتيجة للانفصال، إنه يجب  المحافظة على علاقات "ايجابية"، من خلال الحفاظ على المصالح الاقتصادية والتجارية المشتركة.

وكان السودان أول دولة تعترف بالجنوب يوم الجمعة، قبل ساعات من مولد الدولة الجديدة، في لمحة لحسن النية من الشمال، الذي حارب قوى الانفصال على مدى عدة عقود.

واعترفت مصر، البلد الأبرز في المنطقة أيضا بجنوب السودان، وأعلنت الخارجية المصرية الجمعة، أن نائب رئيس الوزراء المصري، يحيى الجمل، ترأس الوفد المصري في جوبا، لحضور مراسم استقلال جمهورية جنوب السودان.

كذلك اعترفت بجنوب السودان كندا، وتركيا، وجنوب أفريقيا، وإثيوبيا، وكينيا، وليبيا، وإقيلم كردستان العراق.

سلفيا كير يعلن العفو عن المتمردين ويعد بمكافحة الفساد وإحلال السلام الشامل

من جهة أخرى، أعلن سلفا كير، رئيس جمهورية جنوب السودان، العفو عن جماعات مسلحة تقاتل حكومته، وتعهد بإحلال السلام في المناطق الحدودية المضطربة، فور إعلان استقلال جنوب السودان.

وقال كير في الاحتفال بالاستقلال في جوبا عاصمة الجنوب: "أود أن أنتهز هذه الفرصة لإعلان العفو عن كل هؤلاء الذين حملوا السلاح ضد السودان."

واستطرد: "أود أن أؤكد لمواطني أبيي، ودارفور، والنيل الأزرق، وجنوب كردفان، أننا لم ننسهم.. عندما تبكون نبكي.. عندما تنزفون ننزف.. أتعهد لكم اليوم بأن نتوصل إلى سلام عادل للجميع"، مضيفا أنه سيعمل مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير لتحقيق ذلك.

وقال كير أمام حشد الحاضرين، إنه سيكافح "سرطان الفساد" في الجنوب؛ وأضاف: "هذه الأمة الجديدة ما زالت تسعى للعيش في سلام مع جاراتها في الشمال، والجنوب، والشرق، والغرب."

وقال في وقت لاحق، إن الجنوبيين بعد أن عاشوا الحرب لفترة طويلة، لن يسمحوا لأنفسهم بأن يوصفوا بأنهم "معتدون ومثيرو اضطرابات".

التعليقات