فرنسا: 500 أكاديمي يعبرون عن استيائهم من إلغاء ندوة عن "الأبرتهايد الاسرائيلي"

تراجع رئيس جامعة "باريس 8"، بسكال بينزاك، عن منح ترخيص كان قد أعطاه لمجموعة من طلاب الجامعة لتنظيم ندوة أكاديمية عن سياسة الأبارتايد (الفصل العنصري)، التي تنتهجها إسرائيل إزاء الفلسطينيين، ما أدى بأكثر من 500 أستاذ وباحث جامعي إلى الإعراب عن غضبهم من هذا الموقف، وذلك في رسالة مفتوحة وجهوها إلى بينزاك.

فرنسا: 500 أكاديمي يعبرون عن استيائهم من إلغاء ندوة عن

 

تراجع رئيس جامعة "باريس 8"، بسكال بينزاك، عن منح ترخيص كان قد أعطاه لمجموعة من طلاب الجامعة لتنظيم ندوة أكاديمية عن سياسة الأبارتايد (الفصل العنصري)، التي تنتهجها إسرائيل إزاء الفلسطينيين، ما أدى بأكثر من 500 أستاذ وباحث جامعي إلى الإعراب عن غضبهم من هذا الموقف، وذلك في رسالة مفتوحة وجهوها إلى بينزاك.

واعتبر الأساتذة والباحثون أن هذا القرار ينذر بما أسموه "الخطر البالغ" على حرية التعبير والحريات الأكاديمية في البلاد، خاصة وأنه جاء رضوخا لضغوط مارستها هيئتان يهوديتان مواليتان لإسرائيل على بينزاك.

من جهة أخرى، أكد منظمو الندوة تصميمهم على تحدي رئيس الجامعة وعقد الملتقى بموعده المحدد يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، داخل الحرم الجامعي.

الجامعة وافقت ثم تراجعت تحت ضغوط منظمات يهودية

وكانت جامعة "باريس 8" قد وافقت على احتضان الندوة الأكاديمية التي من المقرر أن تعقد تحت عنوان "مقاربات جديدة سوسيولوجية وتاريخية وحقوقية للدعوة لمقاطعة دولية إسرائيل: دولة أبارتايد؟".

بل إن إدارة الجامعة قدمت للطلبة المنظمين والمنضوين تحت لواء "ائتلاف فلسطين بجامعة باريس 8"، منحة مالية قدرها 2500 يورو كمساعدة في تنظيم هذا النشاط الجامعي.

غير أن تدخل المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية بفرنسا، والمكتب الوطني لرصد معاداة السامية، المعروفين بقربهما من التيارات اليمينية في إسرائيل، دفع رئيس الجامعة يوم 17 فبراير/شباط الجاري، للتراجع عن التزامه باحتضان الملتقى.

وعلل بينزاك قراره بكون عنوان الندوة والمداخلات المبرمجة فيها "ذات طابع سجالي قوي"، مشيرا إلى أن تنظيمها بالحرم الجامعي قد تترتب عنه "اختلالات في النظام العام ومظاهرات مضادة".

الأسباب "غير مقنعة" والخطوة "خطر بالغ على حريات التعبير والحريات الأكاديمية"

واعتبر الأساتذة الجامعيون والباحثون في رسالة مفتوحة إلى بينزاك أن الأسباب "غير مقنعة"، على أن رئيس الجامعة خضع لإملاءات مجموعتي الضغط اليهوديتين، كما اعتبروا أن خطوة رئيس الجامعة تنذر بـ"خطر بالغ على حرية التعبير والحريات الأكاديمية" بفرنسا.

وأوضح الأساتذة والباحثون، وعلى رأسهم الباحث في علم السياسة، فرانسوا بورغات، والأستاذ الجامعي، برتراند بادي، وعالم الرياضيات المصري، رشدي راشد، أنهم يدافعون عن حق أساسي يكمن "في السماح لأعمال وآراء تستحق أن تسمع ولا تخالف القانون بأي حال من الأحوال، أن تناقش في الفضاء العام، وبالتحديد في هذا المكان الرمزي الذي تمثله الجامعة".

من جانبها، أكدت الناطقة باسم "ائتلاف فلسطين بجامعة باريس 8"، سيلين لوبرين، وفقا للجزيرة نت، أن الندوة ستعقد في موعدها المحدد يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، بمبنى الجامعة الواقع بمدينة سان دنيس المحاذية لباريس، رغم أن محكمة محلية رفضت أول أمس الجمعة طعنا استعجاليا في شرعية قرار رئيس الجامعة.

أما القيادي بالاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام، جان غي غريلسامير، فعبر عن حزنه لرضوخ رئيس الجامعة لما أسماه "الابتزاز بمعاداة السامية الذي يتطابق مع الاستراتيجية الاسرائيلية التي تخلط بين الصهيونية واليهودية"، وأضاف الناشط اليهودي أن "أي إنسان شريف أو باحث موضوعي، لا يمكن أن يصف سياسة إسرائيل إزاء الفلسطينيين إلا بكلمة واحدة، هي الأبارتهايد".

التعليقات