بعد ان نجح بازاحة الملف الفلسطيني عن طاولة المحادثات: نتنياهو يواصل ابتزاز اوباما في الملف الايراني

ويعتبر معلقون اسرائيليون ان النجاح الذي حققه رئيس الوزراء الاسرائيلي خلال السنوات الثلاث الاخيرة، هو تهميش الملف الفلسطيني امريكيا واوروبيا وحتى عربيا الى جانب مركزة الملف الايراني ومنحه مكان الصدارة.

بعد ان نجح بازاحة الملف الفلسطيني عن طاولة المحادثات: نتنياهو يواصل ابتزاز اوباما في الملف الايراني


عشية لقائه برئيس الولايات المتحدة الامريكية في البيت الابيض، الاثنين القادم، نجح بنيامين نتياهو في ازاحة الملف الفلسطيني الذي كان عادة ما يكون محور الخلاف بين الطرفين نجح بازاحته نهائيا عن طاولة المباحثات.


ويعتبر معلقون اسرائيليون ان النجاح الذي حققه رئيس الوزراء الاسرائيلي خلال السنوات الثلاث الاخيرة، هو تهميش الملف الفلسطيني امريكيا واوروبيا وحتى عربيا الى جانب مركزة الملف الايراني ومنحه مكان الصدارة.


تغيير سلم الاولويات الدولي والامريكي اساسا، يجعل لقاء نتنياهو مع الرئيس الامريكي اكثر سهولة بالنسبة للاول، بل انه يقلب الادوارحيث يجعل نتنياهو في موقع من يحاسب اوباما وليس العكس، خاصة في ضوء التلويح الاسرائيلي بضربة عسكرية ضد ايران وعشية الانتخابات الامريكية التي تجعل الرئيس الامريكي في موقع ضعف امام الصوت او السوط اليهودي.


الى ذلك سيحاول باراك اوباما خلال لقاء منتظر في البيت الابيض يوم الاثنين، طمأنة بنيامين نتانياهو الى دعم الولايات المتحدة لاسرائيل حيال ايران وردعه في الآن نفسه عن شن عملية عسكرية تستهدف المنشآت النووية الايرانية.


وكشف كل من الرئيس الاميركي ورئيس الوزراء الاسرائيلي هذا الاسبوع عن ارائهما في اطار جدل اتخذ مرة اخرى صفة المستعجل منذ طرح الاسرائيليون امكانية اقدامهم وحدهم على شن هجوم على ايران لمنعها من احراز تقدم ثابت نحو السلاح النووي.


ويعتبر اوباما ان العقوبات غير المسبوقة، كما قال، والمفروضة على الجمهورية الاسلامية قادرة على ردعها عن حيازة قنبلة نووية، ويؤكد ان ايران التي تشدد على الطابع السلمي لبرنامجها لم تبدأ بعد الاعداد لصنع هذا السلاح.
لكنه شدد على القول ايضا الجمعة ان فشل هذه الاستراتيجية يبقي احتمال شن العملية العسكرية قائما.


واكد اوباما الجمعة في مقابلة مع مجلة اتلانتيك منثلي "عندما نقول اننا لا نستبعد اي وسيلة (لمنع ايران من حيازة السلاح النووي)، فاننا نعني فعلا ما نقول"، مشيرا الى ان من تلك الوسائل "الوسيلة العسكرية".


واضاف اوباما "اعتقد ان الحكومة الاسرائيلية تدرك انني بصفتي رئيسا للولايات المتحدة، جاد في ما اقول. وعملا بمبادىء السياسة الفعالة، لا اكشف الى العلن عن نوايانا الدقيقة".


لكنه حذر اسرائيل من اي خطوة سابقة لاوانها. وتساءل "فيما لا تحظى ايران بتعاطف كبير، وفيما تشهد حليفتها الوحيدة (سوريا) غليانا، هل نريد القيام بعملية تحمل ايران على القول انها ضحية؟"


اما نتانياهو الذي يقوم بزيارة الى كندا قبل الولايات المتحدة، فشدد الجمعة على ضرورة "الحفاظ على حرية اسرائيل" في الرد على التهديدات الايرانية. واضاف "كل بلد سيطالب بالشيء نفسه".


وقد اخذ اوباما علما بهذه الهواجس. وقال في المقابلة التي نشرت الجمعة "اعتقد ان رئيس الوزراء (نتانياهو) يتحمل مسؤولية كبيرة لحماية الاسرائيليين في بيئة معادية، وانا متأكد انه يأخذ في الاعتبار قصة المحرقة ومعاداة السامية واعمال العنف ضد اليهود منذ الف عام عندما يفكر في هذه المسائل".


واضاف "من المهم الاعتراف مع ذلك بأن رئيس الوزراء هو زعيم دولة حديثة يعرف ثمن اي عمل عسكري، وتحملني مشاوراتنا مع الحكومة الاسرائيلية على الاعتقاد بأنه يأخذ هذه الثمن والعواقب الممكنة على محمل الجد".


وقد التقى اوباما ونتانياهو للمرة الاخيرة في الجمعية العمومية للامم المتحدة في ايلول/سبتمبر 2011. وكان نتانياهو وجه قبل اربعة اشهر صفعة الى حليفه عندما رفض امام الصحافة في البيت الابيض دعوته الى اقامة دولة فلسطينية على اساس حدود 1967. وما زالت عملية السلام الاسرائيلية-الفلسطينية متوقفة.


ووصف اوباما في مقابلته مع اتلانتيك علاقاته مع نتانياهو بأنها "صريحة جدا ومباشرة جدا".


وما يزيد من صعوبة التعامل مع الملف الايراني المحفوف بالمخاطر في نظر اوباما، حرصه على الترشح لولاية ثانية في تشرين الثاني/نوفمبر. ويعرب البيت الابيض عن قلقه من حصول "تقويض للاستقرار" في حال مهاجمة ايران التي ستعرض للخطر سلامة الاميركيين في العراق وافغانستان المجاورين.


وخلال اجتماع انتخابي الخميس في نيويورك، وصف اوباما دعم الولايات المتحدة لاسرائيل بأنه "مقدس" وتحدث عن ضرورة مساعدتها للاحتفاظ ب "تفوقها العسكري".


وسيلقي الرئيس الاميركي كلمة الاحد في واشنطن امام لجنة الشؤون العامة الاميركية-الاسرائيلية (ايباك)، ابرز مجموعات الضغط المؤيدة لاسرائيل في الولايات المتحدة، على ان يلتقيها نتانياهو في اليوم التالي.

 

التعليقات