أوكرانيا: مرشح الرئاسة الأوفر حظًا زار إسرائيل سراً وطلب دعمها

ذكرت وسائل اعلام اسرائيلية، ظهر اليوم أن المرشح الأوفر حظاً للفوز برئاسة أوكرانيا ووزير الخارجية السابق، بيتر بوروشنكو، زار اسرائيل سراً، نهاية الأسبوع الماضي، وطالب دعمها أمام روسيا.

أوكرانيا: مرشح الرئاسة الأوفر حظًا زار إسرائيل سراً وطلب دعمها

قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن مرشح الرئاسة الأوفر حظا في أوكرانيا ووزير الخارجية السابق ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للبرلمان، بيتر بوروشينكو، زار إسرائيل سرا الأسبوع الماضي، والتقى مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان.

وقال موقع "هآرتس" أن بوروشينكو قال لليبرمان إنه يتوقع أن تعلن إسرائيل صراحة دعمها لسلامة ووحدة أراضي أوكرانيا، الأمر الذي لم تفعله إسرائيل منذ بداية الأزمة.

وجاء أن بوروشينكو وصل إلى إسرائيل الخميس الماضي سرا، وبعيدا عن وسائل الإعلام، ولم يدل بأي بيان في البلاد، كما أن بيرس وليبرمان لم يدليا بأي تصريح بشأنها. ولدى عودته إلى أوكرانيا، يوم أمس الاثنين، أصدر بوروشينكو بيانا حول الزيارة.

كما جاء أن بوروشينكو اجتمع على انفراد مع بيرس وليبرمان، الجمعة الماضي، وناقش معهما انتخابات الرئاسة في أوكرانيا، والتي ستجري في الخامس والعشرين من أيار/مايو القادم، كما ناقش المواجهات مع روسيا.

وبحسب البيان الذي أصدره بوروشينكو فإنه عبر عن أمله في أن يرى إشارات واضحة في الجانب الإسرائيلي تشير إلى دعم إسرائيل لسلامة أراضي أوكرانيا، كما طلب منها تقديم المساعدة لأجهزة الأمن الأوكرانية بكل ما يتصل بالحرب على الإرهاب. بسحب البيان.

وقال موقع "هآرتس" إن مكتب وزير الخارجية أكد لقاء ليبرمان مع المرشح الأوكراييني، بيد أنه رفض الإدلاء بتفاصيل اللقاء بذريعة أنه كان على انفراد.

وكان ليبرمان قد صرح صباح اليوم، الثلاثاء، بأن روسيا وأوكرنيا صديقتان لإسرائيل، وأن الحكومة الإسرائيلية على استعداد لمساعدة الدولتين في تطبيع العلاقات بينهما، وأن ذلك على رأس سلم أولويات الخارجية الإسرائيلية.

يذكر في هذا السياق أنه منذ نشوب الأزمة في أوكرانيا فإن إسرائيل التزمت الحياد، ولم تنضم إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في دعم أوكرانيا. وأدى هذا الموقف، إضافة إلى عدم حضور مندوبيها في الأمم المتحدة جلسة التصويت في الجمعية العامة بشأن الأزمة، إلى إثارة غضب البيت الأبيض. وعبر مسؤولون في الإدارة الأمريكية عن مفاجأتهم من امتناع إسرائيل عن التصويت.

وأشارت "هآرتس" إلى أن ليبرمان أبلغ المستشارة الأمريكية للأمن القومي سوزان رايس بأن إسرائيل التزمت الحياد خشية رد الفعل الروسي الأمر الذي قد يمس مصالحها الأمنية بكل ما يتصل بالسلاح الكيماوي في سورية والبرنامج النووي الإيراني.

كما تجدر الإشارة إلى أن بوروشينكو كان قد اجتمع مع ليبرمان عدة مرات في السابق، عندما أشغل الأول منصب وزير الخارجية.

فايننشال تايمز: إسرائيل التزمت الصمت حيال الأزمة

وعلى صلة، كتبت "فايننشال تايمز" أن العلاقات المتوترة بين إسرائيل والولايات المتحدة، والتي تضررت بسبب الموقف من إيران والسلطة الفلسطينية، سوف تتلقى ضربة أخرى مع استمرار سكوت إسرائيل عن الأزمة في أوكرانيا.

وبحسب الصحيفة الاقتصادية البريطانية فإن مصالح سياسية ودبلوماسية كثيرة متعارضة جعلت إسرائيل على مفترق طرق: الولايات المتحدة وروسيا، وكانت كل من سورية وإيران جزءا من التشعبات التي أنشأها الوضع.

وكتبت الصحيفة يوم أمس، الاثنين، أن "رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو لا يجد الكلمات أو الرسومات التي تعبر عن مواقفه في قضايا دولية، وفي حين تتعاون دول الغرب وتحاول الوقوف بوجه روسيا بكل ما يتصل بأوكرانيا فإن نتانياهو الفظ بشكل عام تحول إلى منضبط وممل".

وكتبت الصحيفة أيضا أن نتانياهو رد باختصار على سؤال شبكة "فوكس"، وغيّر بسرعة موضوع المحادثة إلى الحديث عن ضبط سفينة السلاح الإيرانية من قبل البحرية الإسرائيلية، ولاحقا تغيبت إسرائيل عن التصويت على إدانة روسيا في الأمم المتحدة بسبب ضم شبه جزيرة القرم، وهو ما ادعت إسرائيل في حينه أنه نتيجة الإجراءات الاحتجاجية في وزارة الخارجية.

وتابعت الصحيفة أن الموقف الإسرائيلي تبلور منذ بداية الأزمة، وتقرر في حينه متابعة التطورات عن كثب ولكن بدون التدخل وبدون التعبير عن موقف، تجنبا لعدم ظهور إسرائيل بمظهر المتدخلة في شؤون داخلية، وبسبب الحساسية النابعة من الخطر على اليهود هناك، وبهدف عدم إغضاب الروس.

كما كتبت أنه بحسب الفلسطينيين فإن السكوت الإسرائيلي نابع من "طابع عمل مماثل- ضم القدس والجولان السوري، وذلك لتجنب الانتقادات الخارجية، إضافة إلى أن ذلك مرتبط بالحضور الروسي والأوكراني الكبير في المجتمع الإسرائيلي بما يؤثر بشكل عميق على الجهاز السياسي، بحسب الصحيفة.

وتشير تقديرات الصحيفة إلى أن السبب الحقيقي لسكوت إسرائيل هو المكانة والنفوذ المتعاظم لروسيا في الشرق الأوسط، باعتبار أن "إسرائيل ستجد نفسها في مواجهة مع الكرملين في عدة قضايا مصيرية بالنسبة لها، وبضمنها البرنامج النووي الإيراني، ونزع الأسلحة الكيماوية السورية، إضافة إلى كون روسيا أكبر حليف لبشار الأسد ومزودة سلاح رئيسية في المنطقة".

وبحسب هذا التحليل فإن إسرائيل تأمل أن يلجم بوتين نقل الوسائل القتالية المتطورة إلى سورية ومنها لحزب الله، وأن نتانياهو خلص إلى أنه لن يجني شيئا إذا صرح بأي شيء ضد الكرملين، وأنه يعتقد أن علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة لن تتأثر بتسلسل الأحداث في أوكرانيا، وبالتالي ليس على استعداد لتعريض علاقاته مع روسيا للخطر.
 

التعليقات