بوروشنكو يعرض على بوتين خطته السلمية لشرق أوكرانيا الإنفصالي

عرض الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو، يوم امس، الخميس، على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطته للسلام في شرق أوكرانيا الإنفصالي الموالي لروسيا وذلك اثناء اول تبادل لوجهات النظر حول الازمة بين شرق وغرب أوكرانيا منذ نهاية الحرب الباردة.

بوروشنكو يعرض على بوتين خطته السلمية لشرق أوكرانيا الإنفصالي

حاجز للقوات الاوكرانية قرب سلافيانسك (أ.ف.ب)

عرض الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو، يوم امس، الخميس، على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطته للسلام في شرق أوكرانيا الإنفصالي الموالي لروسيا وذلك اثناء اول تبادل لوجهات النظر حول الازمة بين شرق وغرب أوكرانيا منذ نهاية الحرب الباردة.

وأحيا لقاؤهما القصير غير المسبوق قبل أسبوع في فرنسا الأمل في انفراج الأزمة، لكن تجسيد هذا التوقع واجه صعوبات مع استمرار المعارك وعودة لغة الحرب من الجانبين. ونددت موسكو بغياب اي "تقدم".

وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن "الرئيس الأوكراني أطلع فلاديمر بوتين على خطته لحل الوضع في جنوب شرق أوكرانيا".

وأكدت الرئاسة الأوكرانية هذه المحادثة التي وصفتها بانها "طويلة وجوهرية". وبحسب كييف، فقد تحدث الرئيسان "عن الإجراءات الواجب اتخاذها للتوصل الى وقف لإطلاق النار وحل سلمي للأزمة".

وطرحت روسيا يوم أمس، الخميس، أمام مجلس الأمن الدولي مشروع قرار جديد يتعلق بالأزمة الأوكرانية ويطلب خصوصا من الأمم المتحدة مزيدا من الإنخراط في هذا الملف، واتهمت من جهة أخرى كييف باستخدام قنابل فوسفورية في شرق أوكرانيا.

وقدمت روسيا مشروع القرار خلال جلسة مشاورات مغلقة عقدها المجلس للتدارس بشأن التطورات العراقية بشكل رئيسي. وأكد السفير الروسي فيتالي تشوركين، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس لشهر حزيران/يونيو، أن النص الذي طرحه بشأن أوكرانيا قوبل بالترحاب من أعضاء المجلس الذين أدلوا ب"اقتراحات" بشأنه.

وهذا المشروع هو عبارة عن نسخة منقحة من نص أول تقدمت به روسيا في 2 حزيران/يونيو الجاري وقوبل يومها بفتور من جانب بقية أعضاء المجلس. ويدعو النص بصيغته الجديدة إلى وقف فوري لأعمال العنف في أوكرانيا ووقف دائم لإطلاق النار ودور أكبر للأمم المتحدة في التفاوض على حل للنزاع في هذا البلد.

وفي كييف، رد وزير الخارجية الأوكراني أندري دشتشيتسا المسؤولية الى روسيا. وقال في مؤتمر صحافي "يجب ان تتوقف روسيا عن دعم الانفصاليين. يجب وقف ارسال مدرعات وشاحنات مليئة بالمقاتلين المسلحين الى مناطق الشرق".

وأضاف "اذا توقف كل ذلك، ستكون هناك كل الفرص لتطبيق خطة السلام التي عرضها الرئيس الاوكراني". وقال الوزير الأوكراني أيضا أنه في حال العكس، فإن أوكرانيا ستطلب من الغربيين تشديد عقوباتهم على روسيا.

وعاد السفير الروسي في أوكرانيا، ميخائيل زورابوف، يوم أمس، الخميس إلى موسكو مع مقترحات وضعت خلال مشاورات في الأيام الأخيرة في كييف، وأوكرانيا "تنتظر الرد الروسي"، كما قال دشتشيتسا.

وإحدى النقاط الرئيسية في خطة بوروشنكو هي إنشاء ممرات انسانية تطالب بها موسكو للسماح للمدنيين بمغادرة مناطق المعارك حيث أسفرت أعمال العنف عن مقتل 270 شخصا في غضون شهرين.

وفي مدينة دونيتسك، كبرى مدن المنطقة الإنفصالية والتي يقطنها مليون نسمة، شكك رئيس الوزراء في الجمهورية المعلنة من طرف، واحد الكسندر بوروداي، يوم أمس، الخميس، بقدرة كييف على القيام بذلك.

وتبقى المعارك متواصلة في مناطق دونيتسك ولوغانسك حيث أعلن الانفصاليون "جمهوريتين" مستقلتين وسيطروا على قسم من الحدود مع روسيا.

وقتل شخصان واصيب آخران بجروح في انفجار عبوة ناسفة زرعت في سيارة احد قادة التمرد الانفصالي في دونيتسك (شرق اوكرانيا) دنيس بوشيلين مساء الخميس، كما أفاد الانفصاليون الموالون لروسيا الذين يسيطرون على المدينة.

وبوشيلين هو احد زعماء "جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من جانب واحد.

وقالت السلطات الإنفصالية في تغريدة على حسابها على موقع تويتر إن " أحد جرحى الانفجار (...) توفي في المستشفى".

والمواجهات ناشطة مع ذلك في محيط سلافيانسك، معقل الموالين لروسيا في منطقة دونيتسك حيث يتعين على السكان أن يعيشوا من دون مياه وغالبا من دون كهرباء.

على صعيد الغاز، تبقى أوكرانيا متمسكة برفضها العرض الذي قدمته موسكو لتخفيض سعر الغاز ما يهدد بقطع الغاز وفق سيناريو يثير مخاوف لدى الأوروبيين. وانتهت جولة أخرى من المحادثات التي تجري برعاية الاتحاد الاوروبي في بروكسل أول أمس، الأربعاء إلى الفشل.

وأمهلت المجموعة الروسية العملاقة غازبروم كييف حتى 16 حزيران/يونيو لتسديد ديونها من ثمن الغاز البالغة 4.5 مليارات دولار. وفي حال عدم التسديد، تهدد المجموعة بالإنتقال الى نظام الدفع المسبق الذي قد يعني قطع الإمدادات.

وحذر رئيس غازبروم ألكسي ميلر يوم أمس من أنه لن يكون هناك إرجاء للموعد المحدد مطالبا ب"1.95 مليار دولار بحلول الساعة العاشرة من يوم الاثنين" القريب.

وشحنات الغاز الروسي إلى اوروبا والتي يمر نحو نصفها عبر الأراضي الأوكرانية، قد تتأثر أيضا كما حصل سابقا أبان النزاعات حول الغاز في 2006 و2009.

ولم يكن العرض الذي قدمته موسكو بخفض 100 دولار عن كل ألف متر مكعب من الغاز، أي بسعر 385 دولارا لكل ألف متر مكعب، كافيا لحلحلة الوضع وندد رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك بالأمر ووصفه بانه "فخ".

وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن موسكو عرضت "سعرها الأخير" وهدد بالإنتقال الى "مرحلة أخرى".

 

التعليقات