قتل وخطف آلاف الأطفال في جنوب السودان

استهدف آلاف الأطفال عمدا فقتلوا وخطفوا لتجنيدهم في النزاع الدامي الذي يشهده جنوب السودان منذ ثمانية شهور، وفق ما أوضح، اليوم الجمعة، خبراء من الاتحاد الإفريقي.

قتل وخطف آلاف الأطفال في جنوب السودان

جنود جيش جنوب السودان خلال مراسم في نصب جون قرنق في جوبا في 30 تموز (يوليو) الماضي (أ ف ب)

استهدف آلاف الأطفال عمدا فقتلوا وخطفوا لتجنيدهم في النزاع الدامي الذي يشهده جنوب السودان منذ ثمانية شهور، وفق ما أوضح، اليوم الجمعة، خبراء من الاتحاد الإفريقي.
 
وقالت جوليا سلوث نيلسن التي تشرف على لجنة محققي الاتحاد الإفريقي في حقوق الأطفال في هذا البلد الفتي إنّ "النزاع الحالي لا يمكن نعته إلا بأنه حرب على أطفال جنوب السودان". وأضافت أن الهجمات على الأطفال "تكاد ترقى إلى كونها جريمة ضد الإنسانية".
 
وصرحت المتحدثة للصحافيين بعد التحقيق أسبوعًا مع 11 عضوًا من لجنة خبراء أفارقة حول حقوق الأطفال: "تلقينا العديد من المعلومات بشأن أطفال وأحيانًا أطفال رضع، قتلوا بلا سبب". وأكدت أن "تلك الوفيات ليس عرضية، تبلغنا من مصادر وثيقة أن الأطفال استهدفوا عمدًا".
 
وخطف أكثر من 900 طفل في ولاية جونغلي شرق البلاد، حيث تدور معارك، وحالات اغتصاب فتيان وبنات، وفق ما ورد في بيان اللجنة.
 
وعثر في مدينة بور في شرق البلاد، على جثث 490 طفلا في مقبرة جماعية بعد مواجهات.
 
وتسبب النزاع بين الجيش النظامي بقيادة الرئيس سلفا كير الذي ينتمي إلى قبائل الدينكا وحركة تمرد قبيلة النوير بزعامة نائبه السابق رياك مشار، في تهجير مليون ونصف جنوب سوداني وأسفر عن مقتل الآلاف وربما عشرات الآلاف وزاد تفاقم العداوة بين مختلف أعراق البلاد.
 
واستؤنفت المفاوضات الرسمية التي تجري برعاية الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) التي تضم أثيوبيا وكينيا وجيبوتي وأوغندا وتلعب دور الوسيط، الاثنين الماضي في أثيوبيا.
 
وينص اتفاق وقع عليه الطرفان في العاشر من حزيران (يونيو) على مهلة تنتهي في العاشر من آب (أغسطس) لتشكيل حكومة انتقالية.
 
وحذر الوسطاء الطرفين من أنهما سيتحملان مسؤولية استمرار الحرب الأهلية في أحدث دولة في العالم التي أصبحت مهددة بالمجاعة. وقالت الأمم المتحدة التي تطالب بأكثر من مليار دولار لمساعدة السكان، إن أكثر من خمسين ألف طفل قد يموتون قريبًا بالأمراض والجوع في جنوب السودان.
 
وأعلنت المفوضة العليا للاجئين للأمم المتحدة نافي بيلاي في نيسان (إبريل) أن أكثر من تسعة آلاف طفل مجندون.
 
ويرى خبراء الاتحاد الإفريقي أن الاطفال يعانون اليوم أكثر من الحرب ضد الخرطوم من 1983 إلى 2005، وأدت إلى الاستقلال في 2011.
 
وقالت لجنة الخبراء إن "انعكاسات النزاع على الأطفال خلال الأشهر الثمانية الأخيرة أخطر من وقعها عليهم طيلة 21 سنة من الحرب".

التعليقات