كيري قبل لقائه مع ظريف: هناك "فجوات كبيرة" في المحادثات

تتواصل اليوم السبت في فيينا المفاوضات الماراتونية بين إيران والدول الكبرى للتوصل إلى اتفاق تاريخي حول البرنامج النووي لطهران، علما بأن أي اختراق ملحوظ لم يتم تسجيله قبل ثلاثة أيام من انتهاء المهلة المحددة.

كيري قبل لقائه مع ظريف: هناك

قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، اليوم السبت إنه ما زالت هناك فجوات كبيرة في المحادثات بشأن برنامج إيران النووي رغم إشارات إلى إحراز بعض التقدم قبل يومين من انتهاء مهلة التوصل لاتفاق بين طهران والقوى العالمية الست.

وأضاف قبل اجتماعه بوزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير 'نعمل بجد... نأمل أن نحرز تقدما حذرا ولكن ما زالت هناك فجوات كبيرة نعمل على جسرها.'

وأكد مسؤول أميركي أن كيري سيلتقي نظيره الإيراني محمد جواد ظريف مجددا في فيينا بعد ظهر اليوم السبت، في أول محادثات مباشرة بينهما اليوم.

وقال المسؤول 'سيلتقي الوزير كيري مع (وزير خارجية الاتحاد الأوروبي سابقا كاثرين) أشتون ووزير الخارجية ظريف بعد ظهر اليوم'.

وتتواصل  اليوم السبت في فيينا المفاوضات الماراتونية بين إيران والدول الكبرى للتوصل إلى اتفاق تاريخي حول البرنامج النووي لطهران، علما بأن أي اختراق ملحوظ لم يتم تسجيله قبل ثلاثة أيام من انتهاء المهلة المحددة.

فبعد خمسة أيام من المفاوضات الشاقة، لم يتحقق الاختراق المأمول به رغم الجهود الكثيفة للفريقين الرئيسيين في هذا الملف، وزير الخارجية الاميركي، جون كيري، ونظيره الايراني، محمد جواد ظريف، اللذين كثفا لقاءاتهما حتى وقت متأخر من مساء الجمعة.

وقال أريك شولتز المتحدث باسم الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في ختام هذا اليوم الماراتوني 'سأكون صادقا، لا تزال هناك تباينات (...) لا تزال هناك تباينات كبيرة'.

وتجهد مجموعة الدول الست الكبرى (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا واألمانيا) وإيران لبلوغ اتفاق يضع حدا لاثني عشر عاما من التوتر الدولي وذلك في موعد أقصاه الاثنين.

ويريد المجتمع الدولي من إيران أن تقلص قدراتها النووية تفاديا لاستخدامها لأغراض عسكرية. وفي المقابل، تطالب طهران التي تؤكد أن برنامجها سلمي بحت، بحقها في امتلاك قدرة نووية مدنية في موازاة مطالبتها برفع العقوبات الاقتصادية التي فرضت عليها.

وأضاف شولتز 'نخوض سباقا مع الوقت. المهلة هي الاثنين وفرقنا تعمل من دون كلل للتوصل إلى اتفاق'.

وتوجه وزيرا خارجية فرنسا لوران فابيوس وبريطانيا فيليب هاموند إلى فيينا الجمعة على أن ينضم إليهما الوزيران الألماني والروسي في نهاية الأسبوع.

وبات معروفا أن ثمة نقطتين خلافيتين: وتيرة رفع العقوبات من جهة والقدرات الإيرانية على تخصيب اليورانيوم من جهة أخرى.

وصرح مصدر قريب من الوفد الإيراني لوكالة «فرانس برس» بأن 'الجميع يحاولون التوصل إلى اتفاق حول إطار عام لنتمكن بعدها من العمل على التفاصيل. ليس هناك سيناريو آخر ممكن في هذه المرحلة. ولاحقا يمكننا ان نمنح أنفسنا بعض الوقت'.

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من موسكو إن 'كل المكونات من أجل اتفاق باتت على الطاولة'، مضيفا 'ربما هناك محاولة، في هذه المرحلة المتقدمة من المفاوضات، لاقتراح بعض الأفكار الإضافية بهدف الحصول على أكثر بقليل مما يحتاج إليه' كل طرف.

والجمعة، دعا فابيوس إيران إلى 'انتهاز فرصة' بلوغ اتفاق. وفي السياق نفسه، اعتبر هاموند أن لدى الجمهورية الإسلامية 'الكثير لتكسبه: الوصول إلى مبالغ كبيرة من الأصول المجمدة، القدرة مجددا على ممارسة التجارة بحرية مع العالم وإعادة إطلاق العلاقات مع المجتمع الدولي'.

ومن شأن التوصل إلى اتفاق أن ينعش الاقتصاد الإيراني، وخصوصا بفضل رفع الحظر الدولي عن النفط الإيراني. كما سيمهد لتطبيع العلاقات بين إيران والغرب ويفتح نافذة التعاون وخصوصا حول أزمتي سوريا والعراق.

وعدم إمكان تجاوز الصعوبات يدفع العديد من الخبراء إلى طرح احتمال اتفاق انتقالي جديد. لكن هذه الصيغة سترفع من أسهم من يعارضون الاتفاق سواء في الجانب الغربي او الإيراني.

ونبه المفاوض الروسي سيرغي ريابكوف إلى 'أنها لحظة مصيرية وعدم انتهازها سيكون خطأ كبيرا مع تداعيات وخيمة جدا'.

وبعدما كان الرئيس باراك أوباما طليق اليدين للتفاوض مع إيران من دون أي تدخل للنواب في واشنطن، فإن خصومه الجمهوريين سيسيطرون اعتبارا من كانون الثاني(يناير) على مجلسي الكونغرس الأميركي.

كذلك، فان فشل مفاوضات فيينا سيضعف موقع الرئيس الإيراني المعتدل حسن روحاني الذي قد يخسر جزءا كبيرا من صدقيته في حال لم يؤد انفتاحه على القوى الكبرى إلى النتائج المرجوة.

 

التعليقات