المبادرة الفرنسية: اتفاق سلام خلال سنتين وعقد مؤتمر دولي في باريس

وزير الخارجية الفرنسية: على المجتمع الدولي كله، وليس الولايات المتحدة فقط، أن يأخذ دولا فعالا في الجهود، ومساعدة الطرفين على اتخاذ القرارات

المبادرة الفرنسية: اتفاق سلام خلال سنتين وعقد مؤتمر دولي في باريس

عرض وزير الخارجية الفرنسية، يوم أمس الجمعة، في كلمته في البرلمان في باريس، خطة سياسية فرنسية لتحريك ما يسمى "عملية السلام" بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية مجددا.

وتشتمل الخطة على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتحديد جدول زمني مدته سنتان للتوصل إلى اتفاق سلام، وعقد مؤتمر دولي في باريس لدعم المفاوضات بين الطرفين. وفي حال فشل العملية فإن فرنسا سوف تعتبر بفلسطين دولة.

كما تناول فابيوس، في جلسة خاصة للبرلمان، الاقتراح الذي يدعو الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، للاعتراف بفلسطين كدولة، حيث من المقرر أن يعرض الاقتراح للتصويت عليه الثلاثاء القادم، ويتوقع أن يحل على دعم غالبية كتل البرلمان.

يشار في هذا السياق إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، وفي مقابلة لقناة تلفزيونية إخبارية فرنسية، قبل عدة أيام، قد شدد على أن تمرير القرار في البرلمان سيكون خطأ يمس باحتمالات التوصل إلى سلام.

وقال فابيوس في كلمته إن المفاوضات التي جرت حتى اليوم بين إسرائيل والسلطة الفلطسينية لم تنجح لأن الطرفين وجدا صعوبة في اتخاذ القرارات الحاسمة للتوصل إلى اتفاق سلام. وعليه، بحسب فابيوس، فإنه على المجتمع الدولي كله، وليس الولايات المتحدة فقط، أن يأخذ دولا فعالا في الجهود، ومساعدة الطرفين على اتخاذ القرارات.

وأشار إلى أن بلاده تعمل على مسودة اقتراح في مجلس الأمن لتحريك محادثات السلام، وتحدد مبادئ واضحة لإجراء المفاوضات، وإطارا لحل القضايا الجوهرية للحل الدائم، مضيفا أنه يجب تغيير الطريقة التي تجري فيها المفاوضات، وأن يرافق المجتمع الدولي المحادثات.

وقال أيضا إن اقتراح تحديد جدول زمني، مدته سنتان، للتوصل إلى اتفاق سلام وبداية تطبيقه، قد طرح كجزء من الاتصالات بهذا الشأن والتي جرت في الأمم المتحدة. وأشار إلى أن فرنسا تدعم هذا المبدأ. وبحسبه "يجب تصحيح الاتجاه، فنحن لا نرغب مرة أخرى بمفاوضات غير نهائية. يجب أن تكون هناك مبادئ واضحة من قبل المجتمع الدولي. وبدون جدول زمني لا يمكن الإقناع بأن الحديث ليس عن عملية أخرى بدون نتائج".

وأضاف فابيوس أن فرنسا معنية بالمبادرة إلى عقد مؤتمر سلام دولي يدعم المفاوضات. وشدد على أن الولايات المتحدة هي لاعب مهم في عملية السلام، ولكن يجب أن يشارك في المؤتمر الدولي أيضا الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، فرنسا وبريطانيا والصين وروسيا، إلى جانب الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، ودول عربية مركزية مثل مصر والأردن.

إلى ذلك، قال إنه يدعم مطالبة الحكومة بالاعتراف بفلسطين كدولة. وأوضح أن الاعتراف الفرنسي بفلسطين ليس منوطا بالسؤال "هل ستعترف"، وإنما بـ"كيف ومتى". وبحسبه فإن الاعتراف يجب أن يكون جزءا من عملية سياسية تحاول فرنسا الدفع بها، وكجزء من المفاوضات التي تؤدي إلى الحل الدائم، مشددا على أن الاعتراف الفرنسي سيكون في حال فشل العملية السياسية التي تدفع بها الحكومة الفرنسية.

وقال فابيوس: "إذا فشلت هذه الجهود الأخيرة، فإنه يجب على فرنسا أن تتحمل المسؤولية وتعترف بفلسطين بدون تريث.. سنكون على استعداد لفعل ذلك".

وعلى صلة، قالت صحيفة "هآرتس" إن الخارجية الإسرائيلية تتابع منذ أسابيع عملية بلورة الإستراتيجية الفرنسية الجديدة، وتعتبرها مدعاة للقلق. وقال مسؤولون في الخارجية إنه حتى لو لم تعترف الحكومة الفرنسية بفلسطين في هذه المرحلة فإن اقتراح القرار في البرلمان هو جزء من إستراتيجيتها.

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تخشى أيضا من مشروع القرار التي تعمل عليه فرنسا في مجلس الأمن، باعتبار أنه قريب من موقف السلطة الفلسطينية. وقالت إن الدعم الفرنسي للعملية في مجلس الأمن سوف يجر معه دعما من بريطانيا ودول أخرى، بما يؤدي إلى إبقاء الولايات المتحدة لوحدها في موقفها، وفي هذه الحالة فإن الولايات المتحدة ستفضل الامتناع عن التصويت بدلا استخدام حق النقض.

التعليقات