التحالف الدولي ضد "داعش" يبحث استراتيجيته في بروكسل

يلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم الأربعاء في بروكسل، وزراء ستين دولة تشارك في التحالف ضد تنظيم داعش بهدف التوافق على استراتيجية تتجاوز الضربات الجوية.

 التحالف الدولي ضد

يلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم الأربعاء في بروكسل، وزراء ستين دولة تشارك في التحالف ضد تنظيم داعش بهدف التوافق على استراتيجية تتجاوز الضربات الجوية.

وستكون الاعتبارات العسكرية في صلب المناقشات بين وزراء الخارجية ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وكيري والجنرال الأميركي جون آلن الذي ينسق تحرك التحالف.

لكن موضوعات أخرى ستكون قيد البحث، منها الطريقة الأفضل لتجفيف مصادر تمويل داعش والجهود لاحتواء حملته الدعائية على الانترنت، مرورا بالمساعدة الإنسانية للاجئين بحسب مسؤول أميركي. ويعقد الاجتماع وهو الأول على هذا المستوى في مقر الحلف الأطلسي في بروكسل.

وأعلن البنتاغون أمس الثلاثاء أن مقاتلات إيرانية شنت أخيرا ضربات ضد التنظيم في شرق العراق. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جون كيربي، لوكالة فرانس برس: "لدينا مؤشرات أن الإيرانيين شنوا غارات جوية بواسطة طائرات فانتوم إف-4 خلال الأيام الأخيرة". وهي المرة الأولى تؤكد فيها واشنطن غارات جوية تشنها طائرات إيرانية على الدولة الإسلامية- داعش.

ومنذ 23  أيلول (سبتمبر)، يشن الأميركيون ضربات على أهداف للتنظيم في سوريا بمشاركة السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن والبحرين. وتتلقى واشنطن المساعدة من عشرات الدول التي تقدم السلاح أو على صعيد تقاسم المعلومات الاستخباراتية.

وبفضل هذه الحملة، تمكنت القوات العراقية من وقف تقدم عناصر داعش واستعادة بعض المناطق، وأتاحت الضربات أيضا الحؤول دون سقوط مدينة عين العرب (كوباني) السورية، رغم استمرار حصارها من جانب المقاتلين المتطرفين.

لكن خبراء يرون أن الغارات الجوية لن تنجح في إلحاق الهزيمة بالإرهابيين من دون مشاركة أجنبية على الأرض، الأمر الذي لا تزال الدول الغربية تستبعده ومثلها رئيس الوزراء العراقي.

وسيناقش الوزراء أيضا قضية المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى التنظيم، ويمكنهم أن يرتكبوا اعتداءات لدى عودتهم إلى بلدانهم الأم.

وتعمل واشنطن مع شركائها على تعزيز المراقبة عند الحدود وإعداد لائحة سوداء، وسيكون هذا الموضوع الذي يثير قلقا كبيرا في أوروبا محور اجتماع يعقد في مدينة مراكش المغربية في 15 كانون الأول (ديسمبر).

غير أن المسؤول الأميركي شدد أولا على التصدي لعائدات داعش، مذكرا بأن بيع النفط يدر على داعش يوميا حتى مليوني دولار، علما بأن القصف المنهجي للمصافي جعل هذا النشاط أقل ربحية.

وقال المسؤول "نحاول رسم خارطة نظامهم النفطي"، من مواقع استخراج الخام إلى الشاحنات الصهاريج التي تعبر الحدود وصولا إلى المصارف التي تبيض الأموال ويمكن أن تتعرض لعقوبات.

ولفت إلى أن للتنظيم عائدات أخرى من الفديات وأعمال النهب والاتجار بالبشر وبيع الآثار السورية، مؤكدا أن تجفيف هذه الموارد يقلص من قدرته على تجنيد مقاتلين أجانب وشراء أسلحة والتزود بالعتاد والوقود والغذاء.

لكن اجتماع بروكسل لن يردم الهوة مع تركيا، التي ترفض وضع إحدى قواعدها تحت تصرف التحالف أو تسليح المقاتلين الأكراد الذين يدافعون عن كوباني. وينوي العبادي انتهاز فرصة اللقاء لطلب أموال بهدف إعادة إعمار المناطق التي دمرها الهجوم على داعش.

التعليقات