8 آلاف دولار للوصول من سوريا إلى أوروبا تهريبا

بلغ عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا في عام 2014 أكثر من 160 ألفا، أي حوالى 450 مهاجرا يوميا، أكثر من نصفهم من السوريين والأريتريين.

 8 آلاف دولار للوصول من سوريا إلى أوروبا تهريبا

دفع نحو ألفي مهاجر غير شرعي مبالغ تتراوح ما بين أربعة وثمانية آلاف دولار للمهربين مقابل العبور الوصول إلى الشواطئ الإيطاليّة في أقل من 15 يومًا، وذلك بحسب ما أعلنته السلطات الإيطاليّة نقلا عنهم.

وقال جيانفرنكو توماو، محافظ كوشنزا في كوريليانو في جنوب إيطاليا، إن كلفة العبور لكل من 360 مهاجرا غير شرعي وصلوا يوم الجمعة الماضي ليلًا إلى كوريليانو على متن سفنية شحن، تخلى عنها طاقمها، تراوحت بين أربعة وثمانية آلاف دولار.

وبعد وصولهم إلى تركيا بالطائرة انطلاقا من لبنان، استقل الركاب وهم سوريو الجنسيّة سفينة 'عز الدين' في 31 كانون الاول (ديسمبر)، بحسب تصريحات المحافظ استنادا إلى أقوال المهاجرين غير الشرعيين.

ويُذكر أنه ما يزال مكان انطلاق السفينة غير واضح. ففي حين أعلن موقع متخصص في تتبع حركة النقل البحري أنها وصلت الى كالابريا في ختام رحلة بدأت في طرطوس في سوريا، مرورا بمرفأ فماغوستا القبرصي الخاضع لسيطرة تركيا متوجهة إلى سيت في فرنسا، أكدت السلطات الإيطالية من جهتها، نقلا عن المهاجرين، أنها انطلقت من تركيا.

وتم توزيع ركاب سفينة الشحن هذه على مختلف مراكز الإيواء في كالابريا بحسب السلطات المحلية.

أزمة المهاجرين غير الشرعيين في أوروبا

ووصل إلى السواحل الإيطالية منذ 20 كانون الاول (ديسمبر) حوالى ألفي شخص من الرجال والنساء والأطفال، غالبيتهم من سوريا، على متن ثلاث سفن شحن.

وقد أنقذ خفر السواحل الإيطالي أمام سواحل صقلية في العشرين من كانون الاول (ديسمبر) نحو 800 مهاجر معظمهم سوريون كانوا في سفينة شحن انطلقت من تركيا تخلى عنها طاقمها بعد إطلاق جهاز الملاحة الآلي.

وفي ليلة رأس السنة، أنقذت البحرية الإيطالية 768 مهاجرا غير شرعي غالبيتهم من السوريين كانوا على متن سفينة الشحن 'بلو سكاي ام' التي ترفع العلم المولدافي وهجرها طاقمها، وكانت الأمواج تتقاذفها في البحر الأدرياتيكي قبالة سواحل بوليا أيضا.

وأكد خفر السواحل يومها أنه لو لم يتدخل عناصره ويوصلوا السفينة إلى بر الأمان في مرفأ غاليبولي في جنوب البلاد لكانت تحطمت حتما على الصخور.

وقال فنسان كوشتيل، مدير المكتب الأوروبي لمفوضية الامم المتحدة العليا للاجئين أن 'استخدام سفن تجارية يعتبر أمرا جديدا، لكنه يدخل في إطار وضع لم يتوقف أبدا ولم يعد من الممكن أن تتجاهله الحكومات الأوروبية'.

وأضاف أن موضوع مكافحة المهرّبين، الذين يستخدمون 'وسائل جديدة' للدخول إلى الاتحاد الاوروبي، سيكون في سلّم أولويات الاتحاد في عام 2015.

حيث تبدو طريقة اللانطلاق متشابهة في كل مرة،  إذ يستاجر المهرّبون سفينة شحن وينقلون مئات المهاجرين، خصوصا من السوريين الهاربين من الحرب في بلادهم. ثم يترك المهربون السفينة مع الاقتراب إلى السواحل اليونانية، كما حصل بالنسبة لسفينة 'بلو سكاي ام' أو الإيطالية بالنسبة ل'عز الدين'. وبشكل أو بآخر يبلّغ المهاجرون أو المهربون السلطات البحرية التي تتدخل حينئذ لنقل هؤلاء المهاجرين إلى مرفأ ما.

وتواجه إيطاليا منذ سنوات تدفقا متزايدا للمهاجرين الذين يحاولون الانتقال إلى أوروبا هربا من الأوضاع السيئة في بلدانهم. وأصبحت هذه الظاهرة تقلق السلطات الإيطالية التي تخشى، إذا استمرت الأمور على هذا النحو، أن يزيد عدد المهاجرين بشكل كبير وهو مرتفع اساسا.

وبلغ عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إيطاليا في عام 2014 أكثر من 160 ألفا، أي حوالى 450 مهاجرا يوميا، أكثر من نصفهم من السوريين والأريتريين.

ويصل معظم المهاجرين بزوارق مطاطية أو سفن متهالكة لصيد السمك تبحر من ليبيا، التي عمتها الفوضى بعد سقوط نظام معمر القذافي، مما يسمح للمهربين بالعمل بحريّة. لكن في الفترة الأخيرة، باتت تستخدم سفن كبيرة تسمح بتكديس مئات المهاجرين غير الشرعيين.

التعليقات