إيران والقوى الست تسابق الزمن لحل الخلافات لإبرام اتفاق نووي

رغم أن الجانبين اقتربا من وضع الخطوط العريضة للاتفاق لا تزال هناك خلافات عميقة بينهما قد تؤدي إلى الإخفاق في التوصل لاتفاق، وظريف يطالب القوى الست بتقديم تنازلات

إيران والقوى الست تسابق الزمن لحل الخلافات لإبرام اتفاق نووي

انضم وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا إلى وزيري الخارجية الأميركي والإيراني، أمس السبت، للمساعدة في كسر الجمود في المفاوضات النووية فيما تقترب إيران والقوى الست من التوصل لاتفاق إطار من صفحتين أو ثلاث صفحات قد يشكل أساسا لاتفاق طويل المدى.

والهدف من المفاوضات الجارية منذ نحو 18 شهرا هو التوصل لاتفاق توقف بموجبه إيران الأنشطة النووية الحساسة لمدة عشر سنوات على الأقل مقابل رفع العقوبات على أن يكون الهدف النهائي هو إنهاء مواجهة إيران النووية المستمرة منذ 12 عاما مع الغرب وخفض مخاطر اندلاع حرب في الشرق الأوسط.

ويتواجد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ووزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في لوزان بسويسرا منذ أيام لمحاولة التوصل لاتفاق إطار قبل مهلة غايتها 31 آذار/مارس الحالي وقد عقدا عددا من جولات المحادثات أمس.

وفيما اقترب الجانبان من وضع الخطوط العريضة للاتفاق لا تزال هناك خلافات عميقة بين الجانبين قد تؤدي إلى الإخفاق في التوصل لاتفاق. وقال ظريف إن على القوى الست - الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين - الآن تقديم تنازلات.

وقال ظريف في تعليق على موقع تويتر "في المفاوضات يتعين على الجانبين إظهار المرونة... فعلنا ونحن على استعداد لإبرام اتفاق جيد للجميع. ننتظر استعداد نظرائنا."

وقال مسؤولون غربيون على دراية بالمفاوضات إن على إيران أن تقدم تنازلات فيما تبقى من نقاط شائكة تشمل طموحات إيران النووية في البحوث والتطوير والرفع الفوري لعقوبات الأمم المتحدة.

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية "يتواصل العمل الجاد لكن الصعب... نتوقع أن تزداد الوتيرة ونحن نقيم إمكانية التوصل لتفاهم."

وقال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، للصحفيين لدى وصوله إنه "آمل أن نتوصل لاتفاق قوي. إيران لها الحق في الحصول على الطاقة النووية المدنية أما فيما يتعلق بالقنبلة النووية فالإجابة هي لا."

وتابع قوله إنه "كانت المحادثات طويلة وشاقة. حققنا تقدما في نقاط معينة لكن في نقاط أخرى لم يكن (التقدم) كافيا."

وتنفي إيران أي طموحات للحصول على أسلحة نووية وتقول إن برنامجها النووي للأغراض المدنية فحسب.

وبعد الاجتماع مع فابيوس ووزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، قال ظريف إنه يعتقد أن كل الأطراف بإمكانها التقدم بهذه الطريقة "لحل كل القضايا والشروع في صياغة نص يمكن أن يتحول إلى اتفاق نهائي."

وشبه شتاينماير المحادثات في لوزان بالمرحلة الأخيرة لتسلق جبل. وقال إنه "بدأت المرحلة النهائية من المفاوضات الطويلة... وهنا مع رؤية مشهد الجبال السويسرية تذكرت عندما يرى المرء اجتياز الأمتار الأخيرة لقمة الجبل هي الأكثر صعوبة لكنها أيضا الحاسمة."

والتقى كيري مع فابيوس وشتاينماير لمناقشة العقبات المتبقية أمام إبرام اتفاق. والتقى الوزيران الأوروبيان مع ظريف بينما حذر مسؤولون غربيون وإيرانيون على دراية بالمفاوضات من أن احتمال أن تمنى الجهود بالفشل لا يزال قائما.

وقال مسؤول إيراني كبير مطلع على المحادثات لرويترز عن الوثيقة المكونة من صفحتين أو ثلاث صفحات التي يأمل الجانبان في إصدارها في حالة التوصل لاتفاق إن "الجانبين قريبان جدا جدا من الخطوة الأخيرة وقد يتم التوقيع أو الاتفاق والإعلان شفهيا."

التعليقات