ملامح اتفاق تلوح مع اقتراب الملف النووي الإيراني من استحقاقه

بدأ وزراء خارجية الدول الست الكبرى وإيران صباح اليوم الاثنين لأول مرة منذ أشهر في لوزان لقاءهم حول طاولة المفاوضات سعيا لإزالة العقبات الأخيرة في وجه اتفاق وصف بأنه "ممكن" قبل استحقاق 31 اذار(مارس).

ملامح اتفاق تلوح مع اقتراب الملف النووي الإيراني من استحقاقه

ظريف متوسطا موغيريني ورئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي

 بدأ وزراء خارجية الدول الست الكبرى وإيران صباح اليوم الاثنين لأول مرة منذ أشهر في لوزان لقاءهم حول طاولة المفاوضات سعيا لإزالة العقبات الأخيرة في وجه اتفاق وصف بأنه 'ممكن' قبل استحقاق 31 اذار(مارس).

وعلى رأس طاولة المفاوضات المستطيلة وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغريني ونظيرها الإيراني محمد جواد ظريف وكلاهما بدا مبتسمان في تباين مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري المتجهم.

وجلس الى اليمين وزراء مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والمانيا) وإلى اليسار المفاوضون الايرانيون.

وهذا اللقاء الأول بحضور الجميع منذ اجتماع أخير في فيينا في تشرين الثاني(نوفمبر).

وبعد عام ونصف من المفاوضات المكثفة في جنيف وفيينا ونيويورك ولوزان، يبدي المفاوضون تصميما على التوصل إلى تسوية أولية وأساسية من أجل مواصلة المفاوضات حتى إبرام اتفاق نهائي بحلول 30 حزيران(يونيو).

والهدف الأخير هو التثبت من عدم سعي إيران لحيازة القنبلة النووية من خلال فرض مراقبة وثيقة على برنامجها النووي، مقابل رفع العقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد الإيراني منذ سنوات.

وأعرب وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، آخر الوافدين إلى لوزان، مساء أمس الأحد عن أمله في تحقيق 'نجاح خلال الساعات القليلة المقبلة'، معتبرا أن التوصل الى اتفاق أمر 'ممكن' بشرط أن يضع القنبلة النووية 'بعيدا عن متناول إيران'.

بدوره، قال المفاوض الإيراني عباس عراقجي إن 'التوصل إلى اتفاق ممكن. تم ايجاد حلول لمسائل عدة. لا نزال نعمل على مسألتين أو ثلاث ولم نتوصل بعد إلى حلول'.

غير أن عقبات كبرى لا تزال تقف بوجه التوصل الى اتفاق.

ومن أكبر هذه العقبات مسألة رفع العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على إيران منذ العام 2006 على خلفية برنامجها النووي، والتي تطالب إيران برفعها دفعة واحدة وفور إبرام اتفاق، فيما ترى الدول الغربية أن هذا غير ممكن إلا بشكل تدريجي على ضوء مدى التزام إيران بتعهداتها.

كما تشدد طهران على إمكانية مواصلة الأبحاث والتطوير، ولا سيما بهدف استخدام أجهزة للطرد المركزي أحدث واقوى في المستقبل من أجل تخصيب اليورانيوم.

إلا أن الدول الغربية وإسرائيل تعتبر أن تطوير مثل هذه الطاردات المركزية سيسمح مستقبلا لإيران بتقليص المهلة التي تحتاج إليها لجمع ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة ذرية.

من جهة أخرى، تبدو نقاط أخرى في صلب المفاوضات في طريقها إلى التسوية، بحسب مصادر غربية وإيرانية.

ومن هذه النقاط عدد أجهزة الطرد المركزي الذي يعتقد أن إيران وافقت على خفضه إلى ستة آلاف آلة، في حين أنها تملك حاليا حوالى عشرين ألفا، تشغل نصفها.

كما أنه سيكون بوسعها مواصلة تشغيل موقع فوردو النووي تحت الأرض بالقرب من مدينة قم، في ظل شروط صارمة للغاية.

وفي المقابل، نفت إيران بشكل قاطع أن تكون وافقت على إرسال مخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب البالغ حجمه حوالى ثمانية آلاف طن إلى الخارج، سواء جزئيا أو بالكامل.

وقال عباس عراقجي 'ليس لدينا النية لإرسال مخزوننا من اليورانيوم المخصب إلى الخارج. لكن هناك حلول أخرى لإرساء الثقة بشأن هذا المخزون'.

وإزاء إمكانية التوصل إلى تفاهم حول الملف النووي الإيراني الذي يقع في صلب أزمة دولية مستمرة منذ 12 عاما، حمل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بشدة على 'اتفاق خطير' سيسمح لإيران على حد قوله 'بالهيمنة' على الشرق الأوسط.

وقال نتانياهو الذي يعمل منذ سنوات لتعبئة الأسرة الدولية ضد البرنامج النووي الإيراني أن 'الاتفاق الخطير الذي يتم التفاوض عليه في لوزان يؤكد كل مخاوفنا بل أكثر من ذلك'.

غير أن خطورة الموقف وأهمية الرهانات في هذا الملف لا تحول دون روح الفكاهة، فحين سئل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المعروف بصراحته أمس الأحد عما إذا كان 'متفائلا'، أجاب 'لا أتفاضى أجري من أجل أن أكون متفائلا'. 

ورد نظيره الأميركي جون كيري عليه على الفور 'لا تتقاضى أجرا كافيا لتكون متفائلا'.

 

التعليقات