مفاوضات لوزان متواصلة والبيت الأبيض يصفها بـ"المثمرة"

إيران: لا اتفاق من دون "إطار لرفع جميع العقوبات" المفروضة على طهران

مفاوضات لوزان متواصلة والبيت الأبيض يصفها بـ

كيري يطل من شرفة غرفته في فندق بوريفاج الذي يستضيف المفاوضات في لوزان، الأربعاء (أ ف ب)

حققت المفاوضات بين الدول الغربية الكبرى وإيران، الأربعاء، تقدما لكن من دون اختراق، حيث تتواصل في لوزان بسويسرا من دون تحديد مهلة نهائية جديدة للتوصل إلى تسوية ويمكن بالتالي أن تستمر ليوم أو يومين، كما قال دبلوماسيون. 

ودعا وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الدول الكبرى مساء الأربعاء إلى "اقتناص الفرصة" لإبرام اتفاق يمكن أن يكون تاريخيا للحد من أنشطة البرنامج النووي الإيراني. وقال ظريف عقب اجتماع على انفراد مع نظيره الأميركي إن "إيران أظهرت استعدادها للحوار بكرامة، وحان الوقت لشركائنا في التفاوض لاقتناص هذه الفرصة التي قد لا تتكرر".

وأكد البيت الأبيض من جهته أن المحادثات 'مثمرة' وتحقق تقدما، فيما قال دبلوماسيون في لوزان أنه بعد أسبوع من المحادثات 'الصعبة جدا والمعقدة جدا' والتي تتواصل رغم تفويت المهلة المحددة لها والتي انتهت في 31 آذار (مارس)، بدأ يظهر شعور بالسأم لدى بعض المفاوضين.

وأعلنت واشنطن أن وزير الخارجية جون كيري سيواصل التفاوض مع إيران ونظرائه حتى صباح الخميس على أقل تقدير في إطار السعي للتوصل إلى اتفاق. وقالت نائبة الناطق باسم الخارجية الأميركية ماري هارف إننا 'نواصل إحراز تقدم، ولكننا لم نتوصل إلى تفاهم سياسي، ولذلك فإن الوزير كيري سيبقى في لوزان حتى صباح الخميس على أقل تقدير لمواصلة المفاوضات'. 

ولا تزال المفاوضات تتعثر حول النقاط نفسها رغم إحراز بعض التقدم بحسب ما قال دبلوماسيون غربيون وإيرانيون. والنقطتان هما: العقوبات والأبحاث والتطوير التي تتيح لإيران تطوير أجهزة طرد مركزي عالية الأداء.

وتتيح أجهزة الطرد المركزي تخصيب اليورانيوم وهذه المسالة في صلب المشكلة، لأنه إذا خصب بنسبة 90% يمكن أن يستخدم في صنع أسلحة نووية. وتشتبه المجموعة الدولية بأن إيران تريد امتلاك السلاح النووي وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية بشدة.

وتريد القوى الغربية الكبرى كبح البرنامج النووي الإيراني ومراقبته بشكل وثيق للتأكد من أن إيران لن تمتلك أبدا القنبلة الذرية مقابل رفع العقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد الإيراني.

ومسألة رفع عقوبات الأمم المتحدة لا تزال تشكل نقطة خلاف كبيرة. فإيران تريد أن يتم إلغاؤها فور توقيع الاتفاق، إلا أن القوى الكبرى تفضل رفعا تدريجيا للعقوبات الاقتصادية والدبلوماسية التي يفرضها مجلس الدولي منذ 2006.

وقال دبلوماسي من مجموعة 5+1والمانيا إنهم 'يريدون ان يعرفوا تحديدا كيف ستعلق او تلغى وباي ترتيب'.

ويجري أيضا بحث رفع العقوبات -تدريجيا أو فورا- والطريقة التي سيعاد فيها فرضها في حال انتهكت إيران تعهداتها، ضمن مجموعة 5+1 حيث يعارض الروس والصينيون عادة العقوبات وأبدوا استعدادا لتخفيفها بشكل أسرع من الآخرين (الولايات المتحدة وفرنسا). وأكد المصدر نفسه أن 'هذا الأمر لا يؤثر على دينامية المفاوضات وتضامن مجموعة القوى الكبرى'.

والأربعاء كان وزراء خارجية الولايات المتحدة جون كيري وبريطانيا فيليب هاموند وألمانيا فرانك فالتر شتاينماير ونظيرهم الايراني محمد جواد ظريف لا يزالون في لوزان. 

وقال الناطق باسم البيت الأبيض، جوش أرنست، إن 'إحساسنا هو أن المحادثات لا تزال مثمرة وأنها لا تزال تحرز تقدما”. وأضاف أنه 'طالما أننا في وضع نعقد فيه محادثات جدية تحرز تقدما… فإن الولايات المتحدة لن تنهيها بشكل اعتباطي أو مفاجئ”. وتابع: 'ولكن إذا أصبحنا في موقف نشعر فيه أن المحادثات تعثرت، وقتها نعم الولايات المتحدة والمجتمع الدولي مستعدون للخروج' من المفاوضات.

وفي برلين عبرت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، عن تفاؤل أيضا قائلة إنني 'اعتقد أنه تم قطع قسم كبير من الطريق”.

وفي وقت سابق صرح  كبير المفاوضين الإيرانيين، عباس عراقجي، أن 'مشكلات' لا تزال تعترض المحادثات حول ملف طهران النووي مؤكدا أن لا اتفاق من دون 'إطار لرفع جميع العقوبات' المفروضة على طهران.

وقال عراقجي في مقابلة مباشرة أجراها معه التلفزيون الروسي من لوزان إنه 'لا يمكن التوصل إلى اتفاق شامل طالما أننا لم نجد حلا لجميع المشكلات' مشيرا تحديدا إلى العقوبات ومسألة البحث وتطوير أجهزة طرد مركزي كالعقبتين الأساسيتين في وجه المفاوضات.

التعليقات