مناورات صينية – روسية بالمتوسط وأخرى يابانية – فيليبينية ببحر الصين

صحيفة صينية: بالرغم من فروقاتهما الثقافية فان البلدين متساويان، على عكس علاقة السيد بالخادم التي تربط الولايات المتحدة واليابان

مناورات صينية – روسية بالمتوسط وأخرى يابانية – فيليبينية ببحر الصين

ارتفع مستوى التقاطب مؤخرا بين اليابان وحليفتها الولايات المتحدة وبين الصين وحليفتها روسيا، ولعل من بين الأدلة على هذا التوتر هي مناورات بحرية صينية – روسية مقابل مناورات مشابهة يابانية – فيليبينية.

وأشادت الصحف الصينية الرسمية اليوم الثلاثاء بتقارب العلاقات المتزايد بين بكين وموسكو فيما بدأت القوتان مناورات بحرية غير مسبوقة في المتوسط.

وتشارك في المناورات التي تستمر 11 يوما تسع سفن حربية روسية وصينية على ما نقلت صحيفة غلوبال تايمز اليومية. وتصل السفن اليوم إلى البحر المتوسط، وهي منطقة لم تجر فيها الدولتان من قبل مناورات حربية مشتركة بحسب وسائل الإعلام في بكين.

وعلقت وكالة أنباء الصين الجديدة بالقول إن "هذا يثبت بوضوح أن البلدين سيتعاونان للحفاظ على السلام والنظام الدولي ما بعد الحرب"، معتبرة هذا التقارب ضمانة على "المساهمة في عالم أفضل".

وشهدت العلاقات بين البلدين العضوين الدائمين في مجلس الأمن الدولي تقاربا في السنوات الأخيرة بالتزامن مع تفاقم الهوة بين موسكو والدول الغربية وتزايد مخاوف جيران بكين من طموحاتها وقوتها.

وكتبت صحيفة غلوبال تايمز أنه "بالرغم من فروقاتهما الثقافية فان البلدين متساويان، على عكس علاقة السيد بالخادم التي تربط الولايات المتحدة واليابان".

ويرى محللون أن هذه المناورات تؤكد إرادة الصين توسيع رقعة نفوذها العسكري بعيدا عن أراضيها. وأعلن رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله في الأسبوع الفائت أن بكين "تناقش" مع بلاده إنشاء قاعدة عسكرية على أراضي البلد الصغير الواقع في قرن أفريقيا.

والأسبوع الماضي في موسكو أكد رئيسا روسيا والصين فلاديمير بوتين وشي جينبينغ على صداقة بلديهما في احتفالات الذكرى ال70 للانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. كما تعهدا في عدد من اللقاءات الأخرى بتعزيز تعاونهما بغض النظر عن تطورات الأوضاع في عالم غالبا ما يخشى أسلوبهما المتسلط في الحكم.

وفي موازاة ذلك، أجرت سفن حربية يابانية وفيليبينية اليوم مناورات مشتركة في جنوب بحر الصين، هي الأولى من نوعها بين الأرخبيلين المستنفرين لمواجهة الطموحات العسكرية الصينية.

وتجرى هذه المناورات البحرية التي من المقرر أن تستمر يوما واحدا، وتكرس التحالف بين البلدين العدوين في الحرب العالمية الثانية، على بعد أقل من 300 كلم عن شعاب مرجانية تسيطر عيها الصين لكن الفيليبين تطالب بها.

وتهدف هذه المناورات كما أعلن رسميا إلى تعزيز التنسيق بين بحريتي البلدين، لكن خبراء يقولون إنها تشكل إشارة قوية موجهة إلى الصين.

واعتبر مايكل تاسيك الأستاذ في جامعة ستيفن اف. اوستن في تكساس الأميركية أن هذه المناورات "تؤكد أن جيران الصين في منطقة المحيط الهادئ بدأوا بالتحالف ضدها". وأضاف أن "اليابان والفيليبين وفيتنام وبلدانا أخرى حتى الهند، مهددة بسلوك الصين".

ويعتبر جنوب بحر الصين تقاطع طرق بحرية حيوية للتجارة العالمية، وتختزن أعماقه احتياطات هائلة من المحروقات.

وتطالب فيتنام وماليزيا والفيليبين وسلطنة بروناي بالسيادة على الأجزاء الإستراتيجية لهذا البحر، لكن بكين تطالب بالسيادة على كامل هذه الأجزاء تقريبا وتستعرض قوتها، مما يفجر الهواجس في المنطقة وفي سواها.

وتستند بكين لإعلان سيادتها على كامل الأجزاء، إلى خرائط تعود إلى الأربعينات.

وتتنازع الصين واليابان السيادة على جزر غير مأهولة في شمال بحر الصين تسميها اليابان سنكاكو والصين دياويو.

التعليقات