أميركا تمنع قرارا عارضته إسرائيل بنزع النووي من الشرق الأوسط

​منعت الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا، الليلة الفائتة، قرارا في مؤتمر لحظر انتشار الأسلحة النووية، وجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من النووي حتى موعد أقصاه آذار (مارس) 2016.

أميركا تمنع قرارا عارضته إسرائيل بنزع النووي من الشرق الأوسط

منعت الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا، الليلة الفائتة، قرارا في مؤتمر لحظر انتشار الأسلحة النووية، وجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من النووي حتى موعد أقصاه آذار (مارس) 2016.

جاء ذلك في أعقاب معارضة إسرائيل، وبالرغم من أن الصيغة النهائية للقرار تضمنت بنودا كثيرا تتجاوب مع المطالب الإسرائيلية.

وقالت ممثلة الولايات المتحدة في مؤتمر "معاهدة حظر الأسلحة النووية" (NPT)، الذي اختتم الليلة الفائتة في نيويورك، إن القرار لا يتماشى مع سياسة الولايات المتحدة.

وأضافت أنه "على الرغم من أن الولايات المتحدة تدعم إخلاء مناطق من الأسلحة النووية، إلا أنها تعتقد أن المبادرة لإقامة مثل هذه المناطق يجب أن تكون من قبل الدول ذات الصلة، وبموافقة تامة ومشتركة لكل دول المنطقة.

يشار إلى أنه خلال المؤتمر، الذي عقد في الشهر الأخير، طلبت مصر تحديد موعد أقصى لعقد مؤتمر آخر يناقش جعل الشرق الأوسط خاليا من السلاح النووي. في حين عارضت إسرائيل، التي لم توقع على المعاهدة، ذلك.

وكانت الصيغة النهائية لمسودة القرار، الذي رفض الليلة، يخول الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بعقد مؤتمر لنزع الأسلحة النووية من الشرق الأوسط حتى آذار (مارس) 2016. كما تضمن أن يعين بان كي مون قبل مطلع تموز (يوليو) القادم مبعوثا خاصة من قبله ينسق العملية مع دول المنطقة.

كما جاء في صيغة مسودة القرار أن عقد المؤتمر يشكل بداية عملية مفاوضات بين دول المنطقة لبلورة ميثاق ملزم للشرق الأوسط خال من السلاح النووي ومن أسلحة الدمار الشامل، وأنه بعد موافقة الدول على جدول أعمال المؤتمر سينعقد خلال 45 يوما.

وجاء أيضا أن جدول أعمال المؤتمر سيحدد من خلال المفاوضات المباشرة بين دول المنطقة، وأن القرارات تتخذ بإجماع الدول المشاركة.

وخلافا لقرار المؤتمر من عام 2010، فإن مسودة القرار لم يذكر إسرائيل بشكل خاص لوحدها، وإنما إلى جانب الهند وباكستان وجنوب السودان، وهي دول غير موقعة على ميثاق حظر انتشار الأسلحة النووية.

وكانت إسرائيل قد طالبت بألا يتركز المؤتمر الدولي على السلاح النووي فقط، وإنما على أمن المنطقة بشكل عام، وأيضا قضايا أخرى مثل "الصواريخ" و"الإرهاب". كما اشترطت انعقاد المؤتمر بإجماع كل الدول المشاركة على جدول أعمال المؤتمر، وهو ما اشتملت عليه مسودة القرار الذي رفض.

وكانت إسرائيل والولايات المتحدة قد أجرتا اتصالات مكثفة في الأيام الأخيرة للتوصل إلى تفاهمات بهذا الشأن.

إلى ذلك، أفادت وكالات الأنباء أن الولايات المتحدة أنحت باللائمة على مصر في إخفاق المؤتمر، وهو ما نفته مصر.

وبعد مفاوضات استمرت أربعة أسابيع بشأن سبل تحسين الالتزام بالمعاهدة لم يتم التوصل لاجماع فيما بين الدول الموقعة على المعاهدة والبالغ عددها 191. وأعلنت روز جوتيمولر وكيلة وزارة الخارجية الأميركية عدم التوصل لاتفاق واتهمت بعض الدول بتقويض المفاوضات.

واتهمت جوتيمويلر مصر ودولا عربية أخرى بوضع "شروط غير واقعية وغير عملية" للمفاوضات.

ونقلت "رويترز" عن دبلوماسي غربي كبير قوله إن "مصر دمرت المؤتمر.. مصر تجاوزت الحد، وحالت دون جعل المنطقة تقترب بشكل أكبر من أن تصبح منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل".

وكررت كندا وبريطانيا المخاوف الأمريكية، في حين حمّل هاشم بدر، مساعد وزير الخارجية المصري ورئيس الوفد المصري في المؤتمر، المسؤولية على واشنطن ولندن وأوتاوا في عدم التوصل لإجماع قائلا إنه "يوم حزين لمعاهدة حظر الانتشار النووي."

التعليقات