كان الاستقبال الرسمي الذي حظي به الرئيس المصري، الجنرال عبد الفتاح السيسي، في برلين هو الشيء الوحيد الجيد في زيارته حتى الآن، ففي الصباح امتلأت صفحات الجرائد الألمانية بالانتقادات له ولزيارته ووصفته الصحافة الألمانية بالضيف الصعب، وعند وصوله قابله المتظاهرون بأعلام رابعة وهتافات تطالب بتنحيه والعودة للمسار الديمقراطي في مصر.
ودعت الصحافة ميركل إلى تشديد اللهجة في الحديث مع السيسي، مذكرة إياها بموقفها في السابق الذي رفضت فيه استقبال السيسي قبل إجراء الانتخابات البرلمانية في مصر، وقالت إنها أخلفت وعدها واستقبلت الجنرال مع أنه يحكم دون برلمان منذ سنة. كما دعت الصحافة إلى إعطاء "موضوعات حرية الرأي والتعبير حيزاً هاماً من المحادثات مع السيسي وعدم التركيز فقط على الشأن الاقتصادي".
وعند لقائه مع ميركل، انتقدت المستشارة الألمانية بشدة السياسة التي ينتهجها في الجنرال في مصر، منددة بأحكام الإعدام التعسفية والكثيرة التي يطلقها القضاء المصري جزافًا، وقال إن ألمانيا ترفض أحكام الإعدام. كذلك انتقدت بشدة وقف عمل العديد من المنظمات الحقوقية الإنسانية، خاصة منع نشاط مؤسسة "كونراد-أديناور" الألمانية.
ودعت ميركل السيسي إلى اتخاذ تدابير توصل مصر إلى الديمقراطية والعدالة، مؤكدة على ضرورة إنعاش الاقتصاد ورفع مستوى المعيشة في مصر، وقالت إن بلادها ستدعم مصر لأهميتها الإستراتيجية ومكانتها في الشرق الأوسط كأكبر دولة من ناحية تعداد السكان، كذلك دورها في محاربة "الإرهاب".
وفي الخارج، تظاهر المئات من الألمان احتجاجًا على زيارة الجنرال السيسي، واصفين إياه بالسفاح والدكتاتور وعدو الديمقراطية والحرية، رافعين شعارات وصور لمذابح ارتكبها الجيش المصري مثل رابعة العدوية وغيرها، كذلك رفعوا شعارات تندد بفساد القضاء المصري وعدم احتكامه إلى القوانين، بل إلى أوامر الجيش الذي يريد إرهاب المواطنين.
وقال السيسي في مؤتمر صحفي في برلين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مدافعًا عن قضائه :"بالنسبة لأحكام الإعدام .. الديمقراطية تقول إننا نحترم وجهة نظركم وأنتم تحترمون وجهة نظرنا .. وأقول إننا نحترم القضاء المصري ولا نستطيع وفقا للقانون أن نعقب على الأحكام .. ولكن يمكن أن نوضح أن قرارات إحالة أوراق أي قضية للمفتي تعني استطلاع رأي المفتي وما إذا كانت تستحق من الناحية الشرعية الحكم عليها بالإعدام .. أحكام الإعدام الصادرة في غالبيتها أحكام غيابية وتسقط بحكم القانون فور مثول المحكوم أمام المحكمة .. كما أؤكد أن هذه المرحلة هي الأولى من مراحل التقاضي".
وأضاف :"تحدثنا معا كثيرا عن الحرية والديمقراطية .. أعترف أن هناك قصورا في مصر .. ما يحدث في مصر والمنطقة أمر عظيم . ولولا شعب مصر لكان للمنطقة شأن آخر .. المصريون تصدوا للفاشية الدينية".
التعليقات