جهود مكثفة للتقدم في مفاوضات النووي الإيراني في فيينا

يشهد الملف النووي الإيراني اليوم الخميس جهودا مكثفة مع عودة وزراء خارجية الدول الكبرى إلى فيينا لاستئناف المباحثات وزيارة يقوم بها رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران، سعيا للتوصل إلى اتفاق نهائي.

جهود مكثفة للتقدم في مفاوضات النووي الإيراني في فيينا

المفاوضات حول النووي الإيراني في النممسا (أ.ب)

 قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، للصحافيين اليوم الخميس إن المفاوضات النووية الإيرانية لم تصل بعد إلى أي انفراجة.

وأضاف هاموند 'العمل جار. سترون وزراء يأتون ويذهبون للحفاظ على زخم هذه المناقشات. لا أعتقد أننا وصلنا إلى أي انفراجة بعد وسنفعل كل ما في وسعنا للحفاظ على الزخم.'

ويشهد الملف النووي الإيراني اليوم الخميس جهودا مكثفة مع عودة وزراء خارجية الدول الكبرى إلى فيينا لاستئناف المباحثات وزيارة يقوم بها رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران، سعيا للتوصل إلى اتفاق نهائي.

ويسجل هذا التسارع في التحركات بعدما مدد المفاوضون مهلة التوصل إلى اتفاق حتى السابع من تموز/يوليو مع إمكانية إنهاء المفاوضات قبل هذه المهلة أو بعدها سواء باتفاق أو من دونه، بحسب مختلف الأطراف.

وفي فيينا، يلتقي وزراء خارجية الدول الست المشاركة في المفاوضات باستثناء الروسي سيرغي لافروف الذي غادر مساء الثلاثاء، للقيام بجولة افج جديدة. وستشارك أيضا في مفاوضات الخميس وزيرة الخارجية الأوروبية، فيديريكا موغوريني.

ومنذ استئناف المفاوضات رسميا الجمعة الماضي يقوم وزراء خارجية دول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا) برحلات متتالية ذهابا وإيابا إلى العاصمة النمساوية باستثناء وزير الخارجية الأميركي جون كيري الموجود في فيينا منذ أسبوع.

والأربعاء أصدر كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف تصريحات متشابهة رددا فيها ما بات لازمة تتكرر منذ بدء المحادثات قبل 20 شهرا عن 'إحراز تقدم' مع وجود 'مسائل يصعب' حلها.

وتريد الأسرة الدولية فرض رقابة مشددة على البرنامج النووي الإيراني لضمان عدم امتلاك طهران القنبلة النووية مقابل رفع العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية.

وفي إشارة إلى تسارع الأحداث المرتبطة بهذا الملف، توجه رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو الأربعاء إلى طهران حيث من المفترض أن يلتقي الخميس بالرئيس الإيراني حسن روحاني ومسؤولين آخرين.

وستلعب الوكالة الدولية للطاقة الذرية دورا أساسيا في اي اتفاق نهائي مع إيران إذ ستكون مكلفة تفتيش المنشآت الإيرانية للتأكد من احترام إيران لالتزاماتها.

ولدى الوكالة ما بين أربعة و10 مفتشين يعملون يوميا في إيران، وهي تملك حاليا إمكانية الوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية، إلا أن مجموعة 5+1 تريد تعزيز وتوسيع هامش التفتيش والرقابة.

وتأتي زيارة أمانو بدعوة من طهران التي تود بحث أنشطة سابقة تتعلق باحتمال وجود بعد عسكري للبرنامج النووي الإيراني.

وفي هذا الصدد قال مسؤول دبلوماسي غربي 'إذا كان الإيرانيون دعوا أمانو لزيارتهم، فمن الممكن أن نتخيل أن لديهم ما يريدون قوله'.

وبرغم نفي طهران، تشتبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أن طهران قامت بأبحاث حتى العام 2003 وربما بعد ذلك التاريخ من أجل امتلاك القنبلة الذرية وتسعى للقاء العلماء الضالعين في هذه الأنشطة والاطلاع أيضا على وثائق وزيارة مواقع قد تكون جرت فيها هذه الأبحاث.

وهذه المطالب لاقت رفضا قاطعا من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي الذي له الكلمة الفصل في الملف النووي.

لكن وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية أفادت نقلا عن مصدر مقرب من المفاوضات أن إيران 'ستعرض حلولا من اجل تسوية الخلافات'.

وبحسب كيلسي دافينبورت، المدير المسؤول عن ملف منع انتشار الأسلحة النووية في جمعية الحد من الأسلحة التي تتخذ مقرا لها في الولايات المتحدة فانه 'من المهم جدا أن تتمكن الوكالة من الوصول إلى المواقع والمعلومات الضرورية لإنجاز تحقيقها مع احترام القلق الإيراني المشروع على أمن البلاد'. وأعرب عن أمله في أن تتمكن زيارة أمانو من فتح الطريق أمام حل لإحدى 'المسائل الشائكة' في المفاوضات الجارية.

وتخوض إيران ودول مجموعة 5+1 مفاوضات مكثفة منذ 20 شهرا للتوصل إلى تسوية تاريخية حول هذا الخلاف الذي يعود إلى أكثر من عشرة أعوام.

والاتفاق الذي 'أصبح في متناول اليد' بحسب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لا يزال يواجه عراقيل كبرى.

والتوصل إلى اتفاق نهائي سيكون له انعكاسات دولية مهمة إذ سيفتح الطريق أمام تقارب قد بدأ فعلا بين الولايات المتحدة وإيران، كما أمام عودة الجمهورية الإسلامية إلى الساحة الدولية بالرغم من قلق إسرائيل ودول الخليج وخصوصا السعودية.

لكن الرئيس الأميركي باراك أوباما حذر الثلاثاء من انه لن يوقع 'اتفاقا سيئا'.

ورد نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الخميس بالقول إن أحدا ليس مستعدا للتوصل إلى 'اتفاق بأي ثمن'.

وبالإضافة إلى تفتيش المواقع الإيرانية، تبقى هناك مسائل أخرى عالقة مثل مدة الاتفاق. وتريد المجموعة الدولية أن تكبح البرنامج النووي الإيراني لعشر سنوات على الأقل، لكن خامنئي رفض الأسبوع الماضي الحد من القدرات الإيرانية لفترة طويلة. كذلك يشكل رفع العقوبات عقدة بالغة الأهمية، لأن إيران تأمل في تدابير فورية، أما مجموعة 5+1 فتريد رفعا تدريجيا ومشروطا لهذه العقوبات.

  

التعليقات