الاتفاق النووي: أقرب من أي وقت مضى... والجمهوريون يعوّلون على الكونغرس

الرئيس الإيراني: التزمت بوعودي تجاه تسوية المسألة النووية; سيناتور جمهوري: سيكون من الصعب تمرير الاتفاق المحتمل في الكونغرس; ظريف: لن يتم الإعلان عن اتفاق اليوم بسبب الأمور اللوجستية

الاتفاق النووي: أقرب من أي وقت مضى... والجمهوريون يعوّلون على الكونغرس

ظريف والوفد الإيراني المفاوض

رغم نفي دبلوماسيون من القوى الكبرى المشاركة في المفاوضات النووية في جنيف، لأيّة شائعات حول التكهّنات بالتوصّل لاتفاق نووي إيراني، إلّا أن الجانب الإيراني ما زال يطمئن الرأي العام ووسائل الإعلام أن اتفاقًا ما سيُبرم في الأفق، إلّا أن الإعلان عنه لن يتم الأحد.

وبالإضافة إلى التصريحات الإيرانيّة القائلة إن الاتفاق على الأمور الفنيّة والملاحق قد تم، أعلن زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل الأحد أنه 'سيكون من الصعب جدًا تمرير الاتفاق المحتمل مع إيران حول برنامجها النووي'، في مجلس الشيوخ ذي الأغلبية الجمهورية.

وفي حال إضافة تصريح ماكونيل إلى تصريح الرئيس الإيراني الذي قال خلاله إنه التزم بوعوده الانتخابية بتسوية القضية النووية الإيرانية، وتفاؤل السيناتور الديمقراطي بوب منينديز بالتوصّل لاتفاق غدًا الاثنين، فيبدو أنه من المرجّح أن يكون الاتفاق الإيراني المحتمل أصبح 'أمرًا واقعًا'.

ومن الجدير ذكره أن رئيس المفاوضين الإيرانيين وزير الخارجيّة، ظريف، قال الأحد إن إعلان الاتفاق الأحد 'شبه مستحيل بسبب الأمور اللوجستية، فالاتفاق عبارة عن قرابة الـ 100 صفحة'، غاضًا النظر عن القضايا العالقة التي أعلن عنها مسؤولون غربيون الأحد، ومؤكدًا أنه لن يكون هناك تمديد بعد يوم الاثنين، ممّا يؤكد أنها فرصة أخيرة للتوصّل لاتفاق نووي.

وفي وقت سابق اليوم، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، وبعد ثلاثة أسابيع من المفاوضات المكثّفة أن التوصّل إلى اتفاق نووي بات 'قريبًا جدًا'.

وقال الرئيس الإيراني في كلمة ألقاها خلال إفطار في طهران نظّمته جمعية نسائية إنه 'لقد أنجزنا الكثير ولا بد ان نصل الى القمة التي بتنا قريبين منها جدا'.

وأضاف روحاني أنه 'نحن اقتربنا جدًا إلى حد أننا إذا تطلّعنا من تحت نعتقد بأننا قد وصلنا بالفعل، أما إذا كنا فوق فإننا نلاحظ أنه لا يزال من الضروري القيام ببضع خطوات إضافية'.

وتابع الرئيس الإيراني أنه 'الحمد لله، لقد التزمت بوعودي الانتخابية بتسوية المسالة النووية'، في إشارة إلى المفاوضات الحالية والاتفاق الذي من الممكن أن ينج عنها.

 وقال مصدر مقرّب من وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إنه 'من الممكن التوصل سريعًا إلى اتفاق نووي تاريخي بين إيران والقوى العالمية إذا كانت طهران مستعدة لاتخاذ الخطوات الأخيرة.

وأضاف المصدر أنه 'من وجهة نظر الوزير لم يتبق سوى القليل من العناصر المفقودة لإبرام اتفاق محكم مع إيران'.

وتابع أنه 'من الممكن أن ينهار كل شيء لكننا بالفعل على وشك الوصول للهدف، المفاوضات في المرحلة النهائية في واقع الأمر وتسير بشكل مكثف خلال الليل'.

ولا تزال قضية القيود على الأسلحة التي تطالب إيران بشرائها من روسيا عالقة، بحسب مصادر إعلامية عدّة، بالإضافة إلى قضية رفع العقوبات الفورية التي تطالب فيها إيران وترفضها القوى الستة التي تطالب برفع تدريجي للعقوبات عن إيران مع إمكانية إعادتها في حال لم تلتزم إيران بالاتفاق.

وكان روحاني وعد قبل انتخابه رئيسا في حزيران/يونيو 2013 بالتوصل إلى اتفاق مع القوى الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمانيا) لحل الخلاف حول الملف النووي الايراني.

وكان مسؤول أمريكي أعلن الأحد أن 'مسائل أساسية لا تزال عالقة' في المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، وأضاف حول الشائعات التي قالت إن هناك تكهنات حول اتفاق وشيك أنه لم نصدر أبدًا تكهنات حول توقيت أي شيء خلال هذه المفاوضات، ولن نقوم بذلك الآن بالتأكيد، خصوصا أنه لا تزال هناك مسائل أساسية عالقة'.

الكونغرس:

وقال السناتور ميتش مكونيل في مقابلة إنه 'أعتقد أنه في حال تم إبرام اتفاق سيكون من الصعب جدًا تمريره في الكونغرس'.

وأضاف 'نعرف بالفعل أن الاتفاق سيترك إيران دولة على عتبة امتلاك قدرة نووية'.

وتابع أنه 'كان هناك خيار آخر، بدلًا من تمضية سنوات طويلة في محاولة لإقناع أسوأ أنظمة العالم بالحد من قدراته النووية، كان بإمكاننا تعزيز العقوبات المفروضة عليه، لأن هذا الأمر هو الذي أجبر الإيرانيين على الجلوس على طاولة المفاوضات في البداية'.

وقد يلعب الكونجرس الأمريكي دورًا محوريًا في مستقبل أي اتفاق لتقليص البرنامج النووي الإيراني، بينما وصلت المفاوضات الرامية للوصول لاتفاق إلى نقطة حاسمة في فيينا الأحد.

وبوسع الرئيس عرض أي اتفاق مع إيران ليراجعه الكونجرس. ولو رفض الكونجرس الاتفاق فقد يستخدم أوباما حق الرفض ضد القرار. وبعدها يمكن للكونجرس أن يحاول رفض الاعتراض الرئاسي وهو أمر صعب.

لكنه إن نجح فسيجرد الكونجرس أوباما من أي قدرة على تخفيف عقوبات أمريكية على إيران بشكل مؤقت.

أمّا السناتور أركنسو توم كوتون فقال إن الولايات المتحدة 'ذهبت بعيدًا جدًا في تقديم التنازلات لإيران' مضيفًا أنه 'مهما كان الاتفاق الذي سيوقع فسيشكل خطرًا على الولايات المتحدة وخطرًا على العالم'.

وقال السناتور روبرت منينديز، وهو شخصية بارزة في مجال السياسة الخارجية بين الأعضاء الديمقراطيين في مجلس الشيوخ إن 'أفق التوصل لاتفاق أصابه بالقلق'. قائلًا إن 'المفاوضات انتقلت من السعي لمنع إيران من امتلاك قدرات نووية إلى احتوائها'.

التعليقات