اتفاق "إنقاذ اليونان" بانتظار موافقة البرلمان

وتحتاج خطّة الإنقاذ الثالثة إلى موافقة البرلمان اليوناني وبرلمانات أروروبية أخرى عليها قبل بدء المفاوضات

اتفاق

رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس (أ ف ب)

بعد مفاوضات استمرت أكثر من 17 ساعة بين اليونان وشركائها في منطقة اليورو، وافق قادة منطقة اليورو صباح اليوم بالإجماع على برنامج جديد للإنقاذ المالي لليونان يتضمّن دعما ماليا تقدّمه دول الاتحاد لليونان وخطّة إصلاح جديدة ستقدّمها الحكومة اليونانية برئاسة أالكسيس تسيبراس الذي اعتبر صباح اليوم أن خروج اليونان من منطقة اليورو أصبح 'أمرًا من الماضي'.

وخطة الإنقاذ تمتد على مدار ثلاث سنوات بقيمة 86 مليار يورو، وهي ثالث خطة مساعدة لليونان خلال خمس سنوات.

وتحتاج خطّة الإنقاذ الثالثة إلى موافقة البرلمان اليوناني وبرلمانات أروروبية أخرى عليها قبل بدء المفاوضات، ومن جانبها قالت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، إنه 'يمكنني توصية البرلمان بقناعة تامة، ببدء محادثات إنقاذ لليونان، بشرط موافقة البرلمان في أثينا'، وستنتظر الخطة مصادقة البرلمان اليوناني عليها وسط تقديرات أن أزمة حكومية يونانية ستطرأ بسبب التنازلات التي قدّمها تسيبراس وتقرّبه من المعارضة.

وتنص الخطة الجديدة على إعادة هيكلة ديون اليونان والتفاوض في نسب الفوائد على الديون اليونانية، وتأمين تمويل اليونان للثلاث أعوام المقبلة، بالإضافة إلى خطة إصلاحات ستقدّمها الحكومة اليونانية.

ألمانيا تحذّر وفرنسا تشيد بالاتفاق

وعلى الرغم من موافقة ألمانيا على خطة الإنقاذ، إلّا أن ميركل رفضت إسقاط جزء من الديون اليونانية، وقالت إن منطقة اليورو راغبة في منح اليونان حزمة إنقاذ مالي، ولكن دون إسقاط جزء من الديون. مضيفة أنه بشكل إجمالي، الفوائد تفوق الخسائر، و"أعتقد أن ذلك يمنح اليونان فرصة للعودة إلى مسار نحو النمو'. محذّرة من أن الطريق 'سيكون صعبًا وطويلًا'.

من جانبه، أثنى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، على 'الاتفاق التاريخي' الذي تم التوصّل إليه، معتبرًا أنه 'يسمح لليونان بالبقاء في منطقة اليورو' ومشيدًا في الوقت نفسه بـ 'الخيار الشجاع' الذي قام به رئيس الوزراء اليوناني.

وقال هولاند في ختام قمة استثنائية لمنطقة اليورو إن 'مصداقية أوروبا كانت ستتضرر لو لم يتم التوصل إلى اتفاق اليوم' مشددًا على أن الاتفاق الذي كلل 17 ساعة من المفاوضات الماراثونية يتضمن 'إعادة تحديد شروط الديون' اليونانية من خلال 'تمديد الاستحقاقات والتفاوض في نسب الفوائد'.

ومن الجدير ذكره، أن فرنسا وألمانيا انقسمتا أمس حول مصير اليونان، ففي الوقت الذي طالبت ميركل فيه بخروج اليونان مؤقتًا من منطقة اليورو، رفض هولاند أن تخرج اليونان مصمّمًا على منحها خطّة إنقاذ ثالثة.

وأعلن رئيس الاتحاد الأوروبي، دونالد توسك، عبر موقع التواصل الاجتماعي 'تويتر' صباح اليوم موافقة قادة منطقة اليورو التي تضم 19 دولة من دول الاتحاد الأوروبي بالإجماع على برنامج جديد للإنقاذ المالي لليونان.

:المحادثات 

وغرّد توسك على موقع 'تويتر' قائلًا إن 'قمة منطقة اليورو توصّلت إلى اتفاق بالإجماع. جميعنا مستعدون لبرنامج مساعدة لليونان عبر آلية الاستقرار الأوروبية، مع إصلاحات جدية ودعم مالي'.

وقالت مصادر إن رئيس وزراء اليونان تسيبراس أجرى رابع جولة محادثات مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ورئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك على هامش القمة الأوروبية.

وارتسمت ملامح تسوية عند الفجر حول قائمة المطالب المفروضة على أثينا من أجل معاودة الحوار بغية مساعدة البلاد، مع طرح مسودة نص على قادة القمة الـ19.

غير أن التسوية لم ترض قطاعات يونانية واسعى في وقت دعت آلاف التغريدات حكومة اليسار الراديكالي برئاسة تسيبراس إلى مقاومة إملاءات الدائنين.

ورفضت اليونان أن يشارك صندوق النقد الدولي في تمويل خطة مساعدة جديدة، رغم مطالبة ألمانيا بذلك، كما ترفض فكرة إنشاء صندوق خارج البلاد تودع فيه أصول يونانية بقيمة 50 مليار يورو لضمان تنفيذ عمليات الخصخصة التي وعدت بها أثينا.

احتمال أزمة حكومية يونانية، وصعوبة في تمريرها للرأي العام

وما زاد من المخاوف أنه حتى لو أن حكومة تسيبراس تراجعت وواقفت على الخطة، فهي ستواجه صعوبات في تسويقها لدى رأيها العام، بعدما وعدته برفض نهج التقشف وإملاءات الدائنين، صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي.

وللحفاظ على هامش تحرك اضطر تسيبراس إلى التقرب من المعارضة مثيرًا خلافات داخلية في حزبه سيريزا، ما يثير مخاوف من قيام أزمة سياسية جديدة.

وقال مصدر حكومي يوناني مبررا هذه التنازلات إنه 'حين يكون هناك مسدس مصوب إلى رأسك سوف توافق أنت أيضا'.

التعليقات