"شارلي إيبدو" تسخر من اللاجئين

بعد مرور ما يقارب ثمانية أشهر على الأحداث الدامية التي عصفت بمكاتب صحيفة “شارلي إيبدو” وأحصت أرواح خمسة من حاملي أقلامها، إلّا أنها كانت كافيه لأن تعود شارلي إلى مكانها الطبيعيّ الذي لا يراعي مشاعر الفئات المستهدفة في السخرية والنقد. فلم

"شارلي إيبدو" في عددها الأخير

بعد مرور ما يقارب ثمانية أشهر على الأحداث الدامية التي عصفت بمكاتب صحيفة “شارلي إيبدو”  وأحصت أرواح خمسة من حاملي أقلامها، إلّا أنها كانت كافيه لأن تعود شارلي إلى مكانها الطبيعيّ الذي لا يراعي مشاعر الفئات المستهدفة في السخرية والنقد. فلم تفوّت الصحيفة فرصة للتعليق بسخرية مفرطة وفظّة على تدفّق اللاجئين السوريّين والمهاجرين إلى الحدود الأوروبية.

واحتلّ عدد شهر أيلول / سبتمبر رسومات عديدة، التي حملت معانٍ عنصرية لا تقدّر المأساة الإنسانية التي يعيشها اللاجئون السوريّون والمهاجرون قسرا إلى أوروبا بعد تدنّي الأوضاع نازحين من الأحداث الدامية الحاصلة في بلادهم.

يشار إلى أن رسّامي الصحيفة خصّصوا تركيزهم في استغلال صورة الطفل السوزي عيلان الكردي.

لوران سوريسو، الملقب بـ”ريس”، والذي تولّى منصب شارب، منذ شباط / فبراير، في إدارة تحرير الصحيفة ترك بصمته على العدد الحالي، فظهرت صورة الطفل الذي يطفو على سطح الماء وقد كتب 'ريس' بجانب الكاريكاتور 'عرض خاص: وجبتين للأطفال بسعر وجبة واحدة' وفي أعلى الرسم عبارة 'قريبا جدا من الهدف..'.

فسقوط ريس الأخلاقي لم ينته برسمة واحدة، فرسم كاريكاتورا ثانيا عنصريا ضد المسلمين، تحت عنوان “الدليل على أنّ أوروبا مسيحيّة” نرى صورة رجل يمشي على الماء قال “ريس” إنّه مسيحيّ وصورة طفل يغرق قال عنه إنّه مسلم.

واختتم ريس، فنّه الـ”راقي” والـ”هادف”، بكاريكاتور ثالث يظهر فيه تمساح صغير وهو يقول على الشاطئ أمام عيلان الغريق “أهلًا بكم في جزيرة الأطفال”.

وعلى نفس النهج، قام زميل ريس، الرسام إيمانويل شونو، برسم صورة الطفل الغريق عيلان وهو على الشاطئ مع محفظة على ظهره وكُتب أعلاها “بدء العام الدراسيّ”.

بعد أن انتشر الكاريكاتور ولاقى انتقادات لاذعة وصل بعضها إلى حدّ التهديد بالقتل على وسائل التواصل الاجتماعي، طلّ شونو في صبيحة اليوم التالي في صحيفة ليبراسيون ليبّرر دوافعه وليدافع عن نفسه بالقول إنني “أحببت توجيه تحية لهذا الطفل الذي رحل غرقا فيما أطفال آخرون يجلسون على مقاعد الدراسة”.

 

 

 

التعليقات