الإعصار "باتريشيا" يجتاح غرب المكسيك ويغرق تكساس

ويتوقع أن يستمر هطول الأمطار الغزيرة فوق وسط وشمال المكسيك وعلى ولاية تكساس الأميركية مع هبوب رياح تصل سرعتها إلى 80 كيلومترا في الساعة، بحسب ما ذكره المركز الوطني الأميركي للأعاصير. ومن المحتمل حدوث فيضانات وانهيارات أرضية.

الإعصار "باتريشيا" يجتاح غرب المكسيك ويغرق تكساس

أ.ف.ب

اجتاح الإعصار باتريشيا، الذي يعتبر واحدا من أقوى الأعاصير المسجلة، ساحل المكسيك المطل على المحيط الهادي، أول أمس الجمعة، متسببا بأضرار أقل مما كان يخشى في بادئ الأمر.

وأثنت السلطات على أنظمة الإنذار المبكر، حيث نجحت في الحفاظ على سلامة السكان، رغم أن الإعصار كان الأعنف على الإطلاق على مستوى الأميركيتين، وقد ضعف الإعصار اليوم ليصبح منخفضا استوائيا.

وفرّ آلاف السكان والسياح قبل قدوم العاصفة، بحثا عن ملاذ في ملاجئ تم ترتيبها على عجل. ولم ترد أنباء عن وقوع وفيات، ويبدو أنه لم تكن هناك أضرار كبيرة، إذ تفادى الإعصار المراكز السياحية مثل بورتو فالارتا ومرفأ الشحن الرئيسي مانزانيلو. ولكن لم يتضح بعد مصير جزء معزول من الشريط الساحلي تتناثر فيه الفيلات الفاخرة وقري الصيادين.

وأدى الإعصار باتريشيا، المصنف من الفئة الخامسة، والذي يثير رياحا تبلغ سرعتها نحو 266 كيلومترا في الساعة، إلى سقوط الأشجار وأغرقت السيول الشوراع وطوقت المباني مساء الجمعة، قبل أن يتجه إلى داخل البلاد. وسرعان ما فقد قوته في الجبال المطلة على ساحل المحيط الهادي وضعفت قوته إلى منخفض استوائي صباح أمس، السبت وهو يتجه نحو وسط المكسيك.

وشبهت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية باتريشيا بالإعصار 'هايان' في الفلبين، الذي قتل أكثر من 6300 شخص، ومحا كل ما مر به من معالم، مدمرا حوالي 90 في المئة من مدينة تاكلوبان في 2013.

ويتوقع أن يستمر هطول الأمطار الغزيرة فوق وسط وشمال المكسيك وعلى ولاية تكساس الأميركية مع هبوب رياح تصل سرعتها إلى 80 كيلومترا في الساعة، بحسب ما ذكره المركز الوطني الأميركي للأعاصير. ومن المحتمل حدوث فيضانات وانهيارات أرضية.

وقال رئيس المكسيك، إنريكي بينا نيتو، إن العاصفة تسببت في أضرار طفيفة حتى الآن. وطالب السكان التزام الحذر واتباع التعليمات الصادرة من السلطات.

وقال مسؤولون إن أمطارا غزيرة أذكتها ذيول الإعصار 'باتريشيا'، أغرقت أجزاء كبيرة من ولاية تكساس اليوم، السبت، وتسببت في سيول جارفة أدت إلى خروج قطار بضائع عن مساره وإجلاء السكان في مقاطعة واحدة على الأقل.

وتأهبت المدن الواقعة في منطقة خليج المكسيك، التي تغمرها الفيضانات بالولاية، بما في ذلك هيوستون، لفيضانات محتملة بعد اشتداد حدة المطر جراء الإعصار الذي تحول الآن إلى منخفض استوائي، بعد أن ضرب الساحل الغربي للمكسيك كإعصار قوي ويتجه عبر أنحاء البلاد.

ولم ترد انباء عن وفيات مؤكدة. وفي سان أنطونيو قالت امرأة إن صديقها ابتلعته بالوعة صرف صحي جراء مياه الفيضانات اثناء قيامه بالتنزه مع كلبه في ساعة مبكرة اليوم السبت وقال المسؤولون انه في عداد المفقودين.

وخرج قطار بضائع لشركة 'يونيون باسيفيك' عن القضبان في مقاطعة نافارو إلى الجنوب من دالاس. ولم ترد أنباء عن إصابة أحد في هذا الحادث.

وأدى سقوط الأمطار التي بلغ منسوبها نحو 50 سنتيمترا، إلى إلغاء عشرات الرحلات الجوية في مطار 'دالاس فورت وورث' الدولي.

وتنبأت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية، بهطول ما بين 15 إلى 30 سنتيمترا من الأمطار في المناطق الساحلية، بما فيها جنوب غرب لويزيانا، بحلول صباح غدا الإثنين، على أن تترافق مع أمواج مد قد يصل ارتفاعها إلى 1.5 متر، ورياح بسرعة 56 كيلومترا في الساعة.

وفي الوقت الذي اتجهت فيه العواصف ببطء إلى الشرق، اليوم الأحد، استعدت مدينة هيوستون، ثاني أكبر مدينة في منطقة خليح المكسيك، ويسكنها 6.1 مليون شخص لمواجهة فيضانات محتملة.

وحث المسؤولون السكان على التيقظ، وذكروا السكان بسيول سابقة أسفرت عن مقتل عدة أشخاص.

وطالبت أنيز باركر، رئيسة بلدية هيوستون، السكان بالبقاء بعيدا عن الطرق الزلقة جراء الأمطار بعد حلول الليل، محذرة من احتمال حدوث سيول.

وفي منطقة جالفستون، حثت السلطات على الإجلاء الطوعي لكبار السن والسكان الذين يعانون من مشاكل صحية في شبه جزيرة بوليفار قرب خليج جالفستون.

وأشارت السلطات إلى أن الظروف الجوية قد تعيق الانتقال من وإلى جالفستون، كما يتوقع انقطاع التيار الكهربائي نتيجة الرياح القوية.

وذكر خبير الأرصاد الجوية، بريت راثبون، من موقع 'أكيو ويذر'، أن مقاطعة نافارو التي تقع على بعد نحو 80 كيلومترا جنوبي دالاس، كانت واحدة من أكثر المناطق تأثرا بالعواصف، إذ هطل على مدينة باول الصغيرة 50 سنتيمترا من مياه الأمطار خلال 30 ساعة.

التعليقات