تداعيات هجمات باريس على سياسات أوروبا بخصوص اللاجئين

​لا تزال ردود الفعل على هجمات باريس الإرهابية تؤثر سلبًا على أزمة اللاجئين في أوروبا، لا سيما من جاؤوا من سوريا والعراق، فبعد المطالبات بالتوقف عن استقبالهم، بلغت الأزمة مرحلة جديدة، ووصلت حد إحراق مخيمات اللجوء والاعتداء بالضرب على اللاجئين.

تداعيات هجمات باريس على سياسات أوروبا بخصوص اللاجئين

لا تزال ردود الفعل على هجمات باريس الإرهابية تؤثر سلبًا على أزمة اللاجئين في أوروبا، لا سيما من جاؤوا من سوريا والعراق، فبعد المطالبات بالتوقف عن استقبالهم، بلغت الأزمة مرحلة جديدة، ووصلت حد إحراق مخيمات اللجوء والاعتداء بالضرب على اللاجئين.

فبعد ساعات من هجمات باريس، تم إحراق مخيم كاليه للاجئين في شمال فرنسا، ومع ان السلطات الفرنسية لم تشر إلى هوية الفاعلين أو دوافعهم، أفادت وسائل إعلام فرنسية أن الحريق كان متعمدًا وجاء كرد على الهجمات، إذ يقطن في المخيم نحو 6 آلاف لاجئ، معظمهم سوريون.

وسارعت زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية، التي تعتبر يمينية متطرفة، مارين لوبان، إلى استغلال ردود الفعل للتحريض على اللاجئين ومحاولة تشكيل ضغط لعدم استقبالهم، إذ صرحت إن بعض الإرهابيين جاؤوا من سوريا بادعاء أنهم لاجئون، وعلى فرنسا التي باتت معرضة للخطر استعادة السيطرة على حدودها وعدم السماح لهم بالمرور.

وفي بولندا، التي ترفض استقبال أي لاجئ، قال وزير الخارجية فيتولد فاشيكوفسكي ساخرًا، إنه يقترح على مئات الآلاف من السوريين الذين وصلوا إلى أوروبا أن يكونوا جيشًا ويذهبوا لتحرير بلادهم عوضًا عن البقاء في أوروبا، وهذا من شأنه يوفر على الأوروبيين إرسال جيوش إلى سورية.

من جانبه قال كونراد زيمانسكي، وزير الشئون الأوروبية في الحكومة البولندية الجديدة، أن بلاده لا يمكن أن تمضي قدما في تطبيق الخطة الأوروبية التي تقضى بقبول 7000 لاجئ دون الحصول على ضمانات أمنية، خاصة بعد الاعتداءات الأخيرة في فرنسا.

اقرأ أيضًا| الإعلام الفرنسي: مقتل مدبر هجمات باريس والشرطة لا تؤكد

وفي ألمانيا، لا تزال حركة بيغيدا، المعادية للأجانب والمسلمين منهم على وجه الخصوص، تنظم مسيرتها الأسبوعية كل يوم اثنين، والتي يشارك بها عدد بسيط، وصرحت الحركة في المسيرة الأخيرة إن تفادي ألمانيا لاعتداءات إرهابية كالتي حصلت في فرنسا أمر غير ممكن ما لم توقف استقبال اللاجئين.

في المقابل سارع وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير إلى وقف أي محاولة للربط بين الإرهابيين واللاجئين. وقال الوزير إن السلطات تراقب المتطرفين اليمينيين عن قرب، مشيرا إلى وقوع 'هجمات فظيعة ضد طالبي اللجوء وملاجئهم'.

اقرأ أيضا| بعد هجمات باريس: سياسيون أميركيون يعارضون استقبال اللاجئين

وفي هولندا قال النائب غيرت فيلدرز إنه لو كان القرار بيده لأغلق حدود بلاده أمام 'الغزو الإسلامي' الناجم عن تدفق مئات آلاف المهاجرين إلى أوروبا.

من جانبه دعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يانكر قادة العالم بعدم التعامل مع طالبي اللجوء كإرهابيين، مشيرا إلى أن سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه اللاجئين ليست بحاجة لإصلاح في أعقاب هجمات باريس الأخيرة.

وقال يانكر في قمة العشرين في مدينة أنطاليا التركية يوم الأحد 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 'إن أولئك الذين خططوا لتلك الهجمات ومن قاموا بتنفيذها هم ذاتهم الذين يفر منهم اللاجئون'.

التعليقات